الادب المقارن هو مقاربة متعددة التخصصات
تعتمد الدراسة المشتركة او التقابلية بين الاداب المتباينة و المختلفة لغة
و موطنا و تعتبر المدرسة الفرنسية أولى المدارس المؤسسة لهدا الادب فهده
المدرسة لا تقارن بين اداب معينة بل تشترط شرط وجود نقاط الالتقاء و
الاشتراك في حين نجد المدرسة الامريكية تشتغل على نصوص معينة بدون مراعاة
شرط الالتقاء و التشابه
ان تحديد ملامح هدا الادب الجديد لن يتأتى الى
بالاقتراب من فكرة الاخر , فمن هو الاخر ؟ و في اي سياق نهتم به و نلتفت
اليه حبا او كرها او افتتانا ؟
لقد شغل الاخر ضمن نشكلات عدة في الغريب ,
البعيد الصديق العدو الواقعي , المفترض حيزا هاما ضمن فضاء المفكر فيه لدى
الانسان , فالاهتمام بالاخر قديم و الانشغال به يكاد يكون انشغالا
مقترنا بوجود الانسان ذاته . الا ان تقنين هذا الاهتمام و تمثله نظريا
باعتباره مجالا علميا له خصوصياته و مقوماته و كينونته يبتدئ و يحضر عبر
اهتمامات الادب المقارن و عند قيام شروط الانفتاح و التواصل ضمن مناخات
السلم تارة و الحرب تارة اخرى .
و ترجع بداية هذا الاهتمام بشكل مؤسس الى النصف
الاول من القرن التاسع عشر عندما قامت الاديبة الفرنسية دوستال بزيارة
المانيا في وقت تصاعد فيه العداء بين العبين الفرنسي و الالماني فاثناء
اقامتها بالمانيا فوجئت بمدى سوء الفهم بل بالجهل الذي يعاني منه
الفرنسيون تجاه الالمان و ذالك رغم الجوار الجغرافي و ما يفرضه من تعارف و
تشارك , فقد تجلل لها ان الفرنسيين يجهلون كل شيء عن الالمان و لا ينظرون
اليهم الا بوصفهم شعبا فضا و متوحشا , يتكلم لغة خشنة تفتقد لاي جمال ,
شعب بدون انجازات على العكس من كل ذالك فقد وجدت في الشعب الالماني امة
متحضرة و في المانيا بلدا جميلا فالفت كتابا بعنوان ( المانيا ) و جعلت
موضوع هده الخلاصة محاولة من خلاله تفكيك تلك الصورة المشوهة غير الحقيقية
التي تكونت لدى الفرنسيين و الالمان
و تعتبر الصوراتية او الصورولوجيا او علم
الصورة فرع من فروع الادب المقارن برز بجلاء مهيمنا بسبب مناخ التعايش
السلمي الذي بدأ يظهر في العالم , اذ لوحظ ان الصور التي تقدمها الاداب
القومية للشعوب الاخرى تشكل مصدرا اساسيا من مصادر سوء التفاهم بين الامم و
الثقافات سلبا و ايجابا . فسوء فهم الاخر هو الذي يؤدي الى انتاج رؤية
غير موضوعية للاخر ولان الذات تدرك نفسها بوود الاخر و تتشكل و يعاد
تشكيلها فان اي تشويه في النظرة للاخر لابد ان يعني تشويها كامنا في الذات
و تعرف الصورولوجيا على انه علم يحاول دراسة
صور الثقافة باعتبارها مبحثا من علوم الثقافة بل هناك من يجعلها مرادفا
للمقارينا و هي في تعريف آخر دراسة الصور الادبية او هي منهج يهتم بدراسة
علاقة الكاتب ببلد ما او ببلدان انبية عدة و اثرها على مؤلفة و يهتم ايضا
بالعناصر التي يعتبرها الكاتب اساسية في تصوره للاخر و يساهم ايضا في فهم
الكتاب الذين لديهم احساس بالثقافات الاجنبية و قد يتسع مجال المصطلح
فيستعمل بمعنى صور اجتماعية و هو ما يبادله جزءيا طابع الاعمال المنجزة في
الموضوع و التي تحمل عناوين ذات طابع اجتماعي
.
و الصورلوجيا في الادب ظواهر تحيل على مجتمع و
مجتمعات خارج النص اي صور نمطية لمجموعات دينية او عرقية اي ان
الصورولوجيا هي مبحث ايحالي اي انه يتجه بقوة الى ايحائية النص اي الى
بعده الايحائي بمعنى تغييب النص فالنص في الصورولوجيا يتعامل معه كزبون
لانه يحمل آثارا صورولوجية حاضرة في نصوص اخرى ادبية كانت ام غير ادبية
او في مرات اخرى ينظر الى النص على انه مخبر اي انه يخبر بما يوجد في
نصوص اخرى و هدا يجعل دلالة هدا العلم اوسع نظرا لابعادها الشخصية و
الفلسفية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق