أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ |
مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ
|
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة ٍ |
وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
|
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا |
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
|
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ |
ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ
|
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ |
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم ِ
|
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ |
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم
|
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْرَة ٍ وضَنًى |
مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِ
|
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني |
والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ
|
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ً |
منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
|
عَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ |
عن الوُشاة ِ ولادائي بمنحسمِ
|
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ |
إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ
|
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ |
والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَم
|
فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ |
من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ
|
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى |
ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ
|
لو كنت أعلم أني ما أوقره |
كتمت سرا بدا لي منه بالكتم
|
من لي بِرَدِّ جماحٍ من غوايتها |
كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِ
|
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها |
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِ
|
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على |
حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
|
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ |
إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
|
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة ٌ |
وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم
|
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً |
من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
|
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع |
فَرُبَّ مَخْمَصَة ٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
|
واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ |
مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَة َ النَّدَمِ
|
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما |
وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهم
|
وَلا تُطِعْ منهما خَصْماً وَلا حَكمَاً |
فأنْتَ تَعْرِفُ كيْدَ الخَصْمِ والحَكمِ
|
أسْتَغْفِرُ الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ |
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِ
|
أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ |
وما استقمتُ فماقولي لك استقمِ
|
ولا تَزَوَّدْتُ قبلَ المَوْتِ نافِلة ً |
ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصُمِ
|
ظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظلامَ إلى |
أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَم
|
وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءهُ وَطَوَى |
تحتَ الحجارة ِ كشحاً مترفَ الأدمِ
|
وراودتهُ الجبالُ الُشُّمُّ من ذهبٍ |
عن نفسهِ فأراها أيما شممِ
|
وأكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها ضرورتهُ |
إنَّ الضرورة َ لاتعدو على العصمِ
|
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ |
لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ
|
محمدٌ سيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْنِ |
والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ
|
نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ |
أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْهُ وَلا «نَعَمِ»
|
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ |
لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
|
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ |
مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
|
فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ |
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ
|
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ |
غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
|
وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ |
من نقطة ِ العلمِ أومنْ شكلة ِ الحكمِ
|
فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه |
ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارىء ُ النَّسمِ
|
مُنَّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ |
فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيهِ غيرُ مُنْقَسِمَ
|
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ |
وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
|
وانْسُبْ إلى ذاتِهِ ما شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ |
وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
|
فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ |
حَدٌّ فيُعْرِبَ عنه ناطِقٌ بفَمِ
|
لو ناسبتْ قدرهُ آياتهُ عظماً |
أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّممِ
|
لَمْ يَمْتَحِنَّا بما تعْمل العُقولُ بِهِ |
حِرْصاً علينا فلمْ ولَمْ نَهَمِ
|
أعيا الورى فهمُ معانهُ فليس يُرى |
في القُرْبِ والبعدِ فيهِ غير منفحِمِ
|
كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ |
صَغِيرَة ٍ وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أممٍ
|
وكيفَ يُدْرِكُ في الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ |
قومٌ نيامٌ تسلَّوا عنهُ بالحُلُمِ
|
فمبلغُ العلمِ فيهِ أنهُ بشرٌ |
وأنهُ خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ
|
وَكلُّ آيِ أَتَى الرُّسْلُ الكِرامُ بها |
فإنما اتَّصلتْ من نورهِ بهمِ
|
فإنهُ شمسٌ فضلٍ همْ كواكبها |
يُظْهِرْنَ أَنْوارَها للناسِ في الظُلَم
|
أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانهُ خُلُقٌ |
بالحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ
|
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبَدْرِ في شَرَفٍ |
والبَحْر في كَرَمٍ والدهْرِ في هِمَمِ
|
كأنهُ وهو فردٌ من جلالتهِ |
في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقاهُ وفي حَشَمِ
|
كَأَنَّما اللُّؤْلُؤُ المَكْنونُ في صَدَفِ |
من معدني منطقٍ منهُ ومبتسمِ
|
لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْباً ضَمَّ أَعْظُمَهُ |
طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ منهُ ومُلْتَئِم
|
أبان مولدهُ عن طيبِ عُنصرهِ |
يا طِيبَ مُبْتَدَإٍ منه ومُخْتَتَمِ
|
يومٌ تفرَّسَ فيهِ الفرسُ أنهم ُ |
قد أنذروا بحلولِ البؤسِ والنقمِ
|
وباتَ إيوانُ كسرى وهو منصدعٌ |
كشملِ أصحابِ كسرى غيرَ ملتئمِ
|
والنَّارُ خامِدَة ُ الأنفاس مِنْ أَسَفٍ |
عليه والنَّهرُ ساهي العين من سدمِ
|
وساء ساوة أن غاضتْ بحيرتها |
ورُدَّ واردها بالغيظِ حين ظمى َ
|
كأنَّ بالنارِ مابالماء من بللٍ |
حُزْناً وبالماءِ ما بالنَّارِ من ضرمِ
|
والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعة ٌ |
والحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنى ً ومِنْ كَلِم
|
عَموُا وصمُّوا فإعلانُ البشائرِ لمْ |
تُسْمَعْ وَبارِقَة ُ الإِنْذارِ لَمْ تُشَم
|
مِنْ بَعْدِ ما أَخْبَرَ الأقْوامَ كاهِنُهُمْ |
بأَنَّ دينَهُمُ المُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
|
وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شُهُبٍ |
منقضة ٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ
|
حتى غدا عن طريقِ الوحيِ مُنهزمٌ |
من الشياطينِ يقفو إثرَ منهزمِ
|
كأَنُهُمْ هَرَباً أبطالُ أَبْرَهَة ٍ |
أوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي
|
نَبْذاً بهِ بَعْدَ تَسْبِيحِ بِبَطْنِهما |
نَبْذَ المُسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ مُلْتَقِمِ
|
جاءتْ لدَعْوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَة ً |
تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا قَدَمِ
|
كأنَّما سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا كَتَبَتْ |
فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ
|
مثلَ الغمامة ِ أنى َسارَ سائرة ٌ |
تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي
|
أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ |
مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَة ً مَبْرُورَة َ القَسَمِ
|
ومَا حَوَى الغارُ مِنْ خَيْرٍ ومَنْ كَرَم |
وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنه عمي
|
فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما |
وَهُمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ أَرمِ
|
ظَنُّوا الحَمامَ وظَنُّو العَنْكَبُوتَ على |
خيْرِ البَرِيَّة ِ لَمْ تَنْسُجْ ولمْ تَحُم
|
وقاية ُ اللهِ أغنتْ عن مضاعفة ٍ |
من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ
|
ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُ بهِ |
إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ
|
لاتنكرُ الوحيَ من رؤياهُ إنَّ لهُ |
قَلْباً إذا نامَتِ العَيْنانِ لَمْ يَنمِ
|
وذاكَ حينَ بُلوغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ |
فليسَ يُنْكَرُ فيهِ حالُ مُحْتَلِمِ
|
تَبَارَكَ الله ما وحْيٌ بمُكْتَسَبٍ |
وَلا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
|
كَمْ أبْرَأَتْ وَصِبا باللَّمْسِ راحَتهُ |
وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَة ِ اللَّمَمِ
|
وأحْيَتِ السنَة َ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ |
حتى حَكَتْ غُرَّة ً في الأَعْصُرِ الدُّهُمِ
|
بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها |
سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ من العرمِ
|
دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ |
ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ
|
فالدرُّ يزدادُ حُسناً وهو منتظمٌ |
وليسَ ينقصُ قدراً غير منتظمِ
|
فما تَطاوَلُ آمالُ المَدِيحِ إلى |
ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ والشِّيَمِ
|
آياتُ حقٍّ من الرحمنِ محدثة ٌ |
قَدِيمَة ٌ صِفَة ُ المَوْصوفِ بالقِدَم
|
لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا |
عَن المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ إرَمِ
|
دامَتْ لَدَيْنا فَفاقَتْ كلَّ مُعْجِزَة ٍ |
مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءتْ ولَمْ تَدُمِ
|
مُحَكَّماتٌ فما تبقينَ من شبهٍ |
لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ
|
ما حُورِبَتْ قَطُّ إلاَّ عادَ مِنْ حَرَبٍ |
أَعْدَى الأعادي إليها مُلقِيَ السَّلَمِ
|
رَدَّتْ بلاغَتُها دَعْوى مُعارِضِها |
ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحُرمِ
|
لها مَعانٍ كَمَوْجِ البَحْر في مَدَدٍ |
وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ والقِيَمِ
|
فما تُعَدُّ وَلا تُحْصَى عَجَائبُها |
ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ
|
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له |
لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ
|
إنْ تَتْلُها خِيفَة ً مِنْ حَرِّ نارِ لَظَى |
أطْفَأْتَ نارَ لَظَى مِنْ وِرْدِها الشَّبمِ
|
كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجوه به |
مِنَ العُصاة ِ وقد جاءُوهُ كَالحُمَمِ
|
وَكالصِّراطِ وكالمِيزانِ مَعدِلَة ً |
فالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناس لَمْ يَقُمِ
|
لا تعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُها |
تَجاهُلاً وهْوَ عَينُ الحاذِقِ الفَهِمِ
|
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ |
ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَم
|
ياخيرَ من يَمَّمَ لعافونَ ساحتَهُ |
سَعْياً وفَوْقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
|
وَمَنْ هُو الآيَة ُ الكُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ |
وَمَنْ هُوَ النِّعْمَة ُ العُظْمَى لِمُغْتَنِمِ
|
سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ |
كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
|
وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَة ً |
من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ
|
وقدَّمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها |
والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَم
|
وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ |
في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِبَ العَلَمِ
|
حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْواً لمُسْتَبِقٍ |
من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ
|
خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ |
نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَم
|
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ |
عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ
|
فَحُزْتَ كلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشْتَرَكٍ |
وجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مُزْدَحَمِ
|
وَجَلَّ مِقْدارُ ما وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ |
وعزَّ إدْراكُ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ
|
بُشْرَى لَنا مَعْشَرَ الإسلامِ إنَّ لنا |
من العناية ِ رُكناً غيرَمنهدمِ
|
لمَّا دعا الله داعينا لطاعتهِ |
بأكرمِ الرُّسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ
|
راعتْ قلوبَ العدا أنباءُ بعثتهِ |
كَنَبْأَة ٍ أَجْفَلَتْ غَفْلاً مِنَ الغَنَمِ
|
ما زالَ يلقاهمُ في كلِّ معتركٍ |
حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً على وضَم
|
ودوا الفرار فكادوا يغبطونَ بهِ |
أشلاءَ شالتْ مع العقبانِ والرَّخمِ
|
تمضي الليالي ولا يدرونَ عدتها |
ما لَمْ تَكُنْ مِنْ ليالِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
|
كأنَّما الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ |
بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لحْمِ العِدا قَرِم
|
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فوقَ سابِحَة ٍ |
يرمي بموجٍ من الأبطالِ ملتطمِ
|
من كلِّ منتدبٍ لله محتسبٍ |
يَسْطو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصطَلِم
|
حتَّى غَدَتْ مِلَّة ُ الإسلام وهْيَ بِهِمْ |
مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِها مَوْصُولَة َ الرَّحِم
|
مكفولة ً أبداً منهم بخيرٍ أبٍ |
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
|
هُم الجِبالُ فَسَلْ عنهمْ مُصادِمَهُمْ |
ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ مُصطَدَم
|
وسل حُنيناً وسل بدراً وسلْ أُحُداً |
فُصُولَ حَتْفٍ لهُمْ أدْهَى مِنَ الوَخَم
|
المصدري البيضَ حُمراً بعدَ ما وردت |
من العدا كلَّ مُسْوَّدٍ من اللممِ
|
وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَطِّ مَا تَرَكَتْ |
أقلامهمْ حرفَ جسمٍ غبرَ منعجمِ
|
شاكي السِّلاحِ لهم سيمى تميزهمْ |
والوردُ يمتازُ بالسيمى عن السلمِ
|
تُهدى إليكَ رياحُ النصرِ نشرهمُ |
فتحسبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كمي
|
كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبتُ رُباً |
مِنْ شِدَّة ِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّة ِ الحُزُم
|
طارت قلوبُ العدا من بأسهمِ فرقاً |
فما تُفَرِّقُ بين البهم والبُهمِ
|
ومن تكنْ برسول الله نصرتُه |
إن تلقهُ الأُسدُ في آجامها تجمِ
|
ولن ترى من وليٍّ غير منتصرِ |
بهِ ولا مِنْ عَدُوّ غَيْرَ مُنْقصمِ
|
أحلَّ أمَّتَهُ في حرزِ ملَّتهِ |
كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبال في أجَم
|
كمْ جدَّلَتْ كلماتُ اللهِ من جدلٍ |
فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِنْ خَصِمِ
|
كفاكَ بالعِلْمِ في الأُمِيِّ مُعْجِزَة ً |
في الجاهلية ِ والتأديبِ في اليتمِ
|
خَدَمْتُهُ بِمَديحٍ أسْتَقِيلُ بِهِ |
ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَم
|
إذ قلداني ما تُخشى عواقبهُ |
كَأنَّني بهما هَدْيٌ مِنَ النَّعَم
|
أطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَا |
حصلتُ إلاَّ على الآثامِ والندمِ
|
فياخسارة َ نفسٍ في تجارتها |
لم تشترِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسُمِ
|
وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً منهُ بِعاجِلِهِ |
يَبِنْ لهُ الغَبْنُ في بَيْعِ وَفي سَلَمِ
|
إنْ آتِ ذَنْباً فما عَهْدِي بِمُنْتَقِضٍ |
مِنَ النبيِّ وَلا حَبْلِي بِمُنْصَرِمِ
|
فإنَّ لي ذمة ً منهُ بتسميتي |
مُحمداً وَهُوَ الخَلْيقِ بالذِّمَمِ
|
إنْ لَمْ يَكُن في مَعادِي آخِذاً بِيَدِي |
فضلاً وإلا فقلْ يازَلَّة َ القدمِ
|
حاشاهُ أنْ يحرمَ الرَّاجي مكارمهُ |
أو يرجعَ الجارُ منهُ غيرَ محترمِ
|
ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحهُ |
وَجَدْتُهُ لِخَلاصِي خيرَ مُلْتَزِم
|
وَلَنْ يَفُوتَ الغِنى مِنْهُ يداً تَرِبَتْ |
إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ
|
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَة َ الدُّنْيا التي اقتطَفَتْ |
يدا زُهيرٍ بما أثنى على هرمِ
|
يا أكرَمَ الخلق مالي مَنْ أَلُوذُ به |
سِوَاكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ
|
وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ الله جاهُكَ بي |
إذا الكريمُ تَحَلَّى باسْمِ مُنْتَقِمِ
|
فإنَّ من جُودِكَ الدنيا وَ ضَرَّتها |
ومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِ
|
يا نَفْسُ لا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّة ٍ عَظُمَتْ |
إنَّ الكَبائرَ في الغُفرانِ كاللَّمَمِ
|
لعلَّ رحمة َ ربي حين يقسمها |
تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ
|
ياربِّ واجعل رجائي غير منعكسٍ |
لَدَيْكَ وَاجعَلْ حِسابِي غَيرَ مُنْخَزِمِ
|
والطفْ بعبدكَ في الدارينَِّ إن لهُ |
صبراً متى تدعهُ الأهوالُ ينهزمِ
|
وائذنْ لِسُحْبِ صلاة ٍ منكَ دائمة ٍ |
على النبيِّ بمنهلٍّ ومنسجمِ
|
ما رَنَّحَتْ عَذَباتِ البانِ ريحُ صَباً |
وأطْرَبَ العِيسَ حادي العِيسِ بِالنَّغَمِ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق