مقدمة
لقد نشأ البديع وترعرع في أحضان النقد والنقاد، قبل أن يستوي علما مقعدا
قائم الذات، محدد الموضوع والمصطلحات، ونحن في هذا العرض نروم اختبار هذا الزعم
وذلك بالنظر في محطات ثلاث، نعتقد أن هذا المفهوم قد مر بها قبل الوصول إلى مرحلة
النضج والجمود بعده .
تتحدد أولى هذه المحطات في الربط بين ظاهرة أصحاب البديع في الشعر العربي القديم،
وظهور كتاب ابن المعتز الموسوم بــ"البديع " وهو منطلق هذا العرض. أما
المحطة الثانية فهي وقفة متأنية عند الكتاب السالف الذكر وعرض مجمل أفكاره
وتصوراته ومباحثه، وأما المحطة الثالثة فتركز على إسهام مفهوم البديع عامة وكتاب
ابن المعتز خاصة في تنوير النقد الأدبي بعده وبلورة مقياس نقدي نجده يتواتر في
أغلب الدراسات النقدية اللاحقة، وبهذا نخلق من كتاب البديع بؤرة يجتمع فيها السابق
اللاحق.
أولا : البديع المفهوم والمصطلح
جاء في لسان العرب مادة "بدع": " بدع الشيء يبدعه بدعا وابتدعه: أنشاه وبدأه... والبديع والبٍدْع: الشيء الذي يكون أولا، وفي التنزيل: "قل ما كنت بدعا من الرسل"، أي ما كنت أول من أرسل، قد أرسل قبلي رسل كثير... والبديع المحدث العجيب. والبديع المبدع. وأبدعت الشيء: اخترعته لا على مثال...وأبدع الشاعر :جاء بالبديع "
.
وعلى هذا المعنى اتفقت كل المعاجم العربية القديمة، وهو المعنى الذي شكل النواة الأولى لمصطلح البديع في بداياته التي كانت مع الرواة في القرن الثاني الهجري على الأرجح. فقد كان مصطلح البديع في هذه المرحلة من حياته يدل على الجدة والطرافة في طرائق التعبير الفني، وهذا المفهوم عام شامل لا يختص بظاهرة بلاغية، أو عدد من الظواهر بعينها، إنما يتناول كل ما يمكن أن يكون مثار إعجاب في الصيغة ".
وقد اقترن استعمال كلمة البديع كمصطلح في التراث العربي بظهور مذهب شعري جديد على يد عدد من شعراء العصر العباسي ممن اشتهروا بالتأنق في العبارة وصياغة أشعارهم باستعمال الظواهر البلاغية استعملا مكثفا، وهم الذي سموا بالمحدثين أو أصحاب البديع.
وترجع بداية استعمال كلمة البديع كمصطلح إلى الرواة، وهي تعني عندهم الجديد والطريف، يقول الجاحظ: " وقال الأشهب بن رميلة :
إن الألى حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد
هم ساعد الدهر الذي يتقى به وما خير كف لا تنوء بساعـد
أسود شرى لاقت أسود خفية تساقوا على حرد دماء الأساود
قوله "هم ساعد الدهر"، إنما هو مثل، وهذا الذي تسميه الرواة البديع.
والبديع مقصور على العرب، ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة، وأربت على كل لسان، والراعي كثير البديع في شعره، وبشار حسن البديع، والعتابي يذهب في شعره في البديع مذهب بشار".
وقد ظل مفهوم البديع مفهوما شاملا متسعا لجميع فنون البلاغة المختلفة، شأنه شأن مفهوم البيان، حتى نهاية القرن الخامس الهجري، فصاحبنا ابن المعتز وقدامة بن جعفر وأبو هلال العسكري والباقلاني وابن رشيق كلهم يستعملون مصطلح البديع للدلالة في الغالب على فنون البلاغة.
ولم تتضح معالم البديع كما نعرفه اليوم أي كمصطلح يدل على مجموعة من الظواهر البلاغية المحددة والتى تفيد تحسين الكلام، إلا مع الخطيب القزويني الذي صاغ تعريفا لعلم البديع في كتاب الإيضاح بناء على ما سطره السكاكي في مفتاح العلوم حينما فرغ من علمي المعاني والبيان فأورد ما سماه "وجوه تحسين الكلام" التي ترجع إلى محسنات لفظية وأخرى معنوية، يقول الخطيب القزويني: " علم البديع وهو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام، بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوح الدلالة، وهذه الوجوه ضربان : ضرب يرجع إلى المعنى ، وضرب يرجع إلى اللفظ. "
ثانيا: البديع عند ابن المعتز
قالوا إن أول من فتق البديع من المحدثين بشار ابن برد، وابن هرمة، ثم اتبعهما مقتديا بهما كلثوم ابن عمرو العتابي، ومنصور النمري، ومسلم بن الوليد وأبو نواس، واتبع هؤلاء حبيب الطائي والوليد البحتري وعبد الله ابن المعتز فانتهى علم البديع والصنعة إليه وختم به.
لكن هل يعني هذا القول أن شعر القدماء خال من هذا الذي يسمى البديع وأن هؤلاء الشعراء المذكورون هم السباقون إليه ؟ أم أن هناك قولا مخالفا لهذا القول وزعما مغايرا لهذا الزعم ؟ .
يقول ابن المعتز في صدر كتاب "البديع": "...وقد قدمنا في أبواب كتابنا هذا بعض ما وجدناه في القرآن واللغة وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والأعراب وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون البديع ليعلم أن بشارا ومسلما وأبا نواس ومن تقيلهم وسلك سبيلهم لم يسبقوا إلى هذا الفن ولكنه كثر في أشعارهم فعرف في زمانهم حتى سمي بهذا الاسم فأعرب عنه ودل عليه " ص 1. ويقول بعد ذلك " وإنما غرضنا في هذا الكتاب تعري الناس أن المحدثين لم يسبقوا المتقدمين إلى شيء من أبواب البديع" .
نستخلص من هذين النصين نقطتين مهمتين في هذا الصدد:
·
الأولى أن ظاهرة البديع ظاهرة قديمة في الشعر العربي لكنها قليلة ونادرة، بالإضافة إلى أنها تتسم بالبساطة والعفوية في بداياتها.
·
الثانية ناتجة عن الأولى وهي أنه لم يتم الوعي بهذه الظاهرة تماما، ولم تعرف بشكل بارز يدعوا إلى دراستها، ولا أدل على ذلك من غياب الاسم أو المصطلح وهو ما أشار إليه ابن المعتز بقوله " حتى سمي بهذا الاسم فأعرب عنه ودل عليه".
وقد حصر ابن المعتز أبواب البديع في خمسة هي : الاستعارة، والمطابقة، والتجنيس، ورد أعجاز الكلام على ما تقدمها، والمذهب الكلامي، الذي أخده عن الجاحظ. مكتفيا في كل ذلك بإيراد التعريفات، وبعض التقسيمات، والتمثيل لكل باب بالمنتخب من كلام وأشعار المتقدمين أولا، ثم كلام وأشعار المتأخرين ثانيا، منتيها بذكر أمثلة للمذموم والمعاب من كل جنس.
والذي يظهر من منهج ابن المعتز أنه يستبطن متلقيا مثقفا ذواقة، لا يحتاج معه إلى إطالة الشروح والتفصيلات لذلك يكتفي بسرد الأمثلة، وشرح بعض المفردات الغريبة والغامضة التي تتضمن أسلوبا بديعا شرحا لغويا فقط ولا يعدو ذلك إلى التفصيل في الأساليب وأركانها أو نقدها.
كما تجدر الإشارة إلى إن معظم الأمثلة التي أوردها ابن المعتز هي التي تتردد في الكتب النقدية التي جاءت بعده مع اختلاف في وجهات النظر و التحليل من كتاب إلى كتاب.
وبعد فراغ ابن المعتز من هذه الأبواب الخمسة أحس بوجود من سيعترض عليه في حصر هذه الأبواب في خمسة بالضبط فقال: " قد قدمنا أبواب البديع الخمسة وكمل عندنا، وكأني بالمعاند المغرم بالاعتراض على الفضائل قد قال البديع أكثر من هذا أو قال البديع باب أو بابان من الفنون الخمسة التي قدمناها فيقل من يحكم عليه، لأن البديع اسم موضوع لفنون من الشعر يذكرها الشعراء ونقاد المتأدبين منهم، فأما العلماء باللغة والشعر القديم فلا يعرفون هذا الاسم ولا يدرون ما هو، وما جمع فنون البديع ولا سبقني إليه أحد.".
وليؤكد ابن المعتز لقارئه أنه لا يجهل ما قد يعتقد أنه من فنون البديع أورد إثنا عشر فنا من فنون البلاغة أسماها محاسن الكلام وهي على التوالي: الالتفات / الاعتراض/ الرجوع /حسن الخروج / تجاهل العارف / تأكيد المدح بما يشبه الذم /الهزل يراد به الجد / حسن التضمين / التعريض والكناية / الإفراط في الصفة /حسن التشبيه / حسن الابتداءات.ومن هنا جاء كتابه محاولة لحصر الظواهر البلاغية التي تتحقق بها الجدة والطرافة في الكلام والتي من أجلها يوصف الكلام بأنه بديع.
وقد زعم الأستاذ محمد مندور أن ابن المعتز في هذا الكتاب، خاصة في منهجه وتبويبه، متأثر بكتاب أرسطو في الخطابة ، وأن عمل ابن المعتز لا يعدو أن بحث لكل ظاهرة على أمثلتها في التراث الشعري العربي، فقال: "وإذن فأرسطو تحدث عن هذه الأوجه الأربعة التي رأى فيها ابن المعتز مميزات لمذهب البديع، وإن كان ذلك لا يسلب ابن المعتز فضله، ذلك لأنه لم يأخذ عن أرسطو إلا مجرد التوجيه العام والفطنة إلى طريقة تحليل هذه الظواهر التي طبقها على اللغة العربية، باحثا عن الأمثلة في القرآن والحديث وشعر المتقدمين والمتأخرين."
ونحن لا نتحمس كثيرا لهذا الزعم لأن الخلفية التي يستند إليها ابن المعتز - كما هو جلي في صياغة كتابه ولغته وأسلوبه- هي خلفية لغوية وأدبية أصيلة، ثم إنه تلميذ المبرد و أبي العباس ثعلب الذي ألف هو الآخر كتاب قواعد الشعر وذكر فيه بعض ما أشار إليه ابن المعتز من الفنون.
وكذلك لأن اللحظة الثقافية والتاريخية والمناخ العام الذين ظهر فيهما هذا الكتاب كانا بحاجة إليه نظرا لما بلغه شعر المحدثين ، أصحاب البديع من نضج، فلو لم يؤلفه ابن المعتز لألفه غيره، وليس يكفي أن يكون كتاب الخطابة مترجما
في هذه المرحلة من تاريخ الأدب العربي لكي يقوما دليلا نبني عليه مثل هذا الرأي.
ثالثا: البديع ونقد الشعر عند ابن المعتز وبعده
الأصل في البديع الاستحسان، لأنه يضفي على الكلام مسحة جمالية، بل قد يكون سبب حسنه، فهو إذن مزية من مزايا الأسلوب الأدبي والفني، لذلك جاءت كثير من فنونه في القرآن والأحاديث النبوية وكلام البلغاء من العرب وهي غاية الروعة والجمال،إلا أن حسن البديع مترتب على سلامته من التكلف وبراءته من العيوب، فإذا سلم وبرىء وصدر عن طبع سليم وصنعة لطيفة كان مستحسنا مستملحا..
من هذا المنطلق العام تم توظيف مفهوم البديع واصطلاحات فنونه في نقد الشعر العربي، ونظرا لأن البلاغة تهتم بالمحافظة على صفاء اللغة الأدبية ورونقها ، ورعاية التقاليد الأصيلة لمظاهر جمالها فقد ظهر مقياس يبصر باستعمال فنون البديع من حيث الكم والكيف معا على هدى من المذهب العربي الأصيل ألا وهو مقياس "عدم التكلف في البديع "، ولظهور هذا المقياس سببان :
·
أولهما: أن القدماء لم يتكلفوا البديع ، ولم يعمدوا إليه عمدا ، وإنما وجهوا عنايتهم إلى المعنى والصياغة- عمود الشعر- يقول ابن المعتز "إنما كان يقول الشاعر من الفن البيت والبيتين في القصيدة وربما قرئت من شعر احدهم قصائد من غير أن يوجد فيها بيت بديع "
ويقول صاحب الوساطة : "وكانت العرب إنما تفاضل بين الشعر في الجودة والحسن بشرف المعنى وصحته ، وجزالة اللفظ واستقامته ..ولم تكن تعبأ بالتجنيس والمطابقة ، ولا تحفل بالإبداع والاستعارة إذا حصل لها عمود الشعر ونظام القريض "
·
ثانيهما: هو ظهور مذهب البديع في القرن الثاني على أيدي من سموا بالمحدثين والمولدين، الذين أسرفوا في استعمال البديع وعمدوا إليه عمدا، فجرهم ذلك إلى التكلف في كثير من الأحيان،" فإن أصحاب البديع لم يرسلوا المعاني على سجيتها، ويدعوها تطلب الألفاظ لأنفسها، بل وضعوا في أنفسهم أنه لابد من تجنيس أو تطبيق أو ما إليهما بلفظين أو معنيين مخصوصين، فوقع كثير منهم في الخطأ الفاحش، وأطلقوا ألسن العيب والقدح عليهم من عقلها .. ويبرز الإمام عبد القاهر الجرجاني أهميه هذا المقياس ويبين أن السبب في رفض الاستكثار من البديع والولوع به هو أن " العرفين بجواهر الكلام لا يعرجون على هذا الفن إلا بعد الثقة بسلامة المعنى وصحته وإلا حيث يأمنون جناية منه عليه، وانتقاصا له وتعويقا دونه ".
فالبديع ليس زخرفا أو زينة كيفما اتفقت، وإنما هو مظهر جمالي يحسن بحسنه الأسلوب، لذا كان الشرط في حسن البديع أن يكون مطلوبا من جهة المعنى لا من جهة الأديب فإذا جاء الكلام كذلك كان له من الحسن و الحلاوة والطلاوة ما لا يكون للكلام خاليا منه.
وهذا القول هو جُماع ما ذهب إليه اغلب النقاد القدماء عند تناولهم لهذه الظاهرة بالدرس، والتحليل، والنقد، والتعليق:
يقول قدامة ابن جعفر: " وإنما يحسن –أي البديع – إذا اتفق له في البيت موضع يليق به، فإنه ليس في كل موضع يحسن ، ولا على كل حال يصلح ، ولا هو أيضا إذا تواتر واتصل في البيات كلها بمحمود، فإن ذلك إذا كان دل على تعمد وأبان عن تكلف ."
أما القاضي الجرجاني فيقول : " وقد كان يقع ذلك – أي البديع – في خلال قصائدها ويتفق لها في البيت بعد البيت على غير تعمد وقصد، فلما أفضى الشعر إلى المحدثين ورأوا مواقع تلك الأبيات من الغرابة والحسن ، وتميزها عن أخواتها في الرشاقة واللطف، تكلفوا الاحتذاء عليها ، فسموه البديع ، فمن محسن ومسيء ، ومحمود ومذموم، ومقتصد ومفرط ".
ولم يخرج الآمدي عن هذا المدار، فهو الذي عقد فصولا مطولة في موازنته بين أبي تمام والبحتري يتحدث فيها عن بعيد استعارات أبي تمام ورديء تجنيساته ومستكره طباقاته وفيه يقول:"..وكذلك ما رواه محمد بن داوود عن محمد بن القاسم بن مهرويه عن أبيه أن أول من أفسد الشعر مسلم بن الوليد وأن أبا تمام تبعه فسلك في البديع مذهبه فتحير فيه، كأنهم يريدون إسرافه في التماس هذه الأبواب وتوشيح شعره بها ... ولو كان أخذ عفو هذه الأشياء ولم يوغل فيها ولم يجاذب الألفاظ والمعني مجاذبة ويقتسرها مكارهة، وتناول ما يسمح به خاطره ... لظننته يتقدم عند أهل العلم بالشعر أكثيرا الشعراء المتأخرين.
وأما ابن سنان الخفاجي فقد ضرب مثلا دقيقا لكثر البديع وتكلفه، فأصاب به كبد الحقيقة وذلك حين قال :" فأما إذا تكرر التصريع في القصيدة فلست أراه مختارا ، وهو عندي يجري مجرى تكرار الترصيع والتجنيس والطباق... وإن هذه الأشياء إنما يحسن منها ما قل وجرى مجرى اللمعة واللمحة، فأما إذا تواتر وتكرر فليس عندي ذلك مرضيا.
فإن قال لنا قائل : كيف يكون التصريع وغيره من الأصناف المذكورة التي أشرتم إليها حسنا إذا قل وإن كثر لم يكن حسنا ؟ قيل له : هذا غير مستنكر ولا مستطرف وله أشباه كثيرة ، فإن الخال يحسن في بعض الوجوه ولو كان في ذلك الوجه عدة خيلان لكان قبيحا ، ويكون في بعض النقوش يسير من سواد أو حمرة أو غيرها من الألوان ، فيحسن ذلك المزاج والنقش بذلك القدر من اللون ، فإن زاد لم يكن حسنا ...وأشباه هذا أكثر من أن تحصى، والعلة فيه أنه إنما كان حسنا بالإضافة إلى غيره." .
وقد عبر عبد القاهر الجرجاني عن جناية الإكثار من البديع على الفن الأدبي بقوله: " وقد تجد في كلام المتأخرين الآن كلاما حمل صاحبه فرط شغفه بأمور ترجع إلى ما له اسم في البديع إلى أن ينسى أنه يتكلم ليفهم، ويقول ليبين، ويخيل إليه أنه إذا جمع بين أقسام البديع في بيت فلا يضير أن يقع ما عناه في عمياء، أو يوقع السامع من طلبه في خبط عشواء، ربما طمس بكثرة ما يتكلفه على المعنى، وأفسده كمن ثقل على العروس بأصناف الحلي حتى ينالها من ذلك مكروه في نفسها.".
أما ابن رشيق القيرواني فقد قرن بين القدماء والطبع من جهة، وبين المحدثين والصنعة المتكلفة من جهة أخرى، فقال: " إنما مثل القدماء والمحدثين كمثل رجلين: ابتدأ هذا بناء فأحكمه وأتقنه، ثم أتى الآخر فنقشه وزينه، فالكلفة ظاهرة على هذا وإن حسن والقدرة ظاهرة على ذلك وإن خشن .
ويقول في موضع آخر " .. والعرب لا تنظر في أعطاف شعرها بأن تجنس أو تطابق أو تقابل، فتترك لفظة للفظة أو معنى لمعنى، كما يفعل المحدثون ، ولكن نظرها في فصاحة الكلام وجزالته، وبسط المعنى وإبرازه وإتقان بنية الشعر ، وإحكام عقد القوافي، وتلاحم الكلام بعضه ببعض. "
.
فهؤلاء جميعا يتفقون، كما نلاحظ، على أن البديع قديم قدم الأدب وليسمن اختراع المحدثين ، وأن الإكثار منه يستدعي التكلف والتكلف مذموم على كل حال، لأنه لا يتفق مع روح الفن ، بل إن ه يطمس جمال الفن ومعالمه ويحيلها قبحا، " ومن هنا جاء مقياس "عدم التكلف في البديع" مواكبا للمذهب البديعي في الشعر ، للحد من ذلك الإكثار، ولرد الأمر إلى نصابه ، ببيان الموقف النظري الذي يقضي بأن جمال الأسلوب رهين بعدم الإسراف المتكلف في استعمال فنون البديع "
خلاصة وتركيب
هذا الكتاب دراسة فنية لعناصر الجمال في الفن الأدبي، وهو يستعمل مدلول البديع بمعناه العام، فصفات الحسن وعناصر الجمال لا حدود لها ولا فصل بين فنونها ومن ثم فالأدب عند ابن المعتز فن وصناعة ومجال للتأنق، بدون تكلف، وإظهار البراعة في اختيار الألفاظ والمعاني وتنسيقها ونظمها في وضع خاص يولد جمالية وشعرية مرجعها إما موسيقى الألفاظ وجرسها أو إبداعية التعبير عن المعاني.
" وبذلك رسم ابن المعتز منهج البديع، أو وسائل تحسين الأسلوب الأدبي ، ومهد السبيل لكثير من العلماء الذين خاضوا بحار الصنعة ، واستخلصوا فنونا بيانية لا يكاد يدركها الحصر ، ونبهوا إلى شيء من آثار تلك الفنون في تجميل الأساليب ، وفي تجميل المعاني ، فإن صنوف الحمال البياني لا يكاد يدركها الحصر. "
وهو كذلك فطن النقاد إلى هذا الاتجاه الجديد في الشعر وعرفوا بطريقة تحليلية ما فيه من جديد وكان لهذا اثر بعيد في مؤلفاتهم وطرقة تناولهم للنقد، ولا أدل على ذلك من ما أوردناه من نصوص، وكذا ما خصصه هؤلاء النقاد من أبواب للكلام حول الاستعارة الجناس والطباق وغيرها من ألوان البديع.
ومن جهة أخرى فقد ساهم ظهور أصحاب البديع، باعتبارهم حركة شعرية جديدة، في نشوء مجموعة من القضايا والنقاشات النقدية ، والتي شغلت النقاد على امتداد فترت طويلة من تاريخ النقد العربي القديم، إذ نتج عن كثر المنخرطين في هذا المذهب تباين بين نمط المحدثين من الشعراء ونمط القدماء منهم، الذين لا يسعون إلى البديع وإنما يحصل لهم دون طلب، ثم نعت هؤلاء المحدثون بالتكلف والتصنع في مقابل نعت القدماء بالطبع والبساطة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل نشأت قضية السرقات الشعرية أيضا على هامش هذه القضايا ، فراح النقاد يبحثون عن ما سبق إليه الأوائل من المعاني، وأعاد المحدثون صياغتها صياغة جديدة، ثم إن إسراف أبي تمام في مذهب البد يع كان من أسباب تميزه، ومن ثم نشأت الخصومة حول مذهبه .
ملحق : ترجمة عبد الله ابن المعتز
هو عبد الله ابن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي أبو العباس: الشاعر المبدع خليفة يوم وليلة ولد ببغداد، وأولع بالأدب فكان يقصد فصحاء الأعراب فيأخذ عنهم.وصنف كتبا منها: " الزهر والرياض" و" البديع " و " الآداب" و " الجامع في الغناء" و " الجوارح والصيد" و "أشعار الملوك" و "طبقات الشعراء" و " حلى الأخبار" وديوان شعر في جزأين، قتل بعد يوم وليلة من تقلده الخلافة عام 296 هـ، و للشعراء فيه مراث كثيرة.
اخوية ياريت تذكر المصادر
ردحذفجزاك الله خيرا
ردحذفجزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك يارب
ردحذفالتهميش من فضلكم
ردحذفhttp://haroonalhalabi.blogspot.com/2014/03/blog-post_2415.html
ردحذفيا (شطايبي) شوف قحبه وتتفــرج*****خش صفحتها تشوف كيفاش نلوّط
ردحذفمترشحة الافالان بوغرارة أمال
https://fb-s-b-a.akamaihd.net/h-ak-xft1/v/t1.0-1/p160x160/17799251_435366450137102_6812144894263174293_n.jpg?oh=6ebe6e40d763343be7f8e65a3517afca&oe=59884778&__gda__=1501555792_6a1f755749c51eda11c96648f500a0f7
ومنها المقطع
ما فكهاش رجال,,,لوحي في لخفيــــــف******لمخير يرضع ومـــاوش بالدرقـــــــــه
جمال ولد عباس شوفي كيف ظريـــــف******شوفي كيف يمص ولعوينـــه زرقـــه
شوفي شطايبي..زعمه ضـــــد الكيـــف******وباسم الشعب يحكم ..شوفي للخنقــه
https://www.facebook.com/rabai.saadaoui.7/videos/vb.100006728193440/1958015787766009/?type=2&theater
زعمه معاه الحكم..مكستم ومقرفــــــــــط
مسكين ما يعرفش لــو يزيد نهــــــج*****فوق(بسم الله) بارك لسرواله نهبّــــــــط
كان اليوم معذور غدوه يروح السّـرج*****ويكفيه هذا الرد
السيد//ربيع سعداوي شلغوم العيد 19/06/2017
حي عبد الله باشا.عمارة س5 رقم 665
شلغوم العيد—43200 الى السيد رئيس قباضة الضرائب
بشلغوم العيد..43200
اشكـــــــــــــــلات في التنفيــــــــذ
تبعـــا للاشعار الوارد الي من مصالحكم تحت رقم......والمؤرخ بيوم..............،والذي يستند الى حكم معيب شكلا وليس له صفة السند التنفيذي،وقد سبق لي ان طعنت فيه باسم الشعب على مراى ومسمع من الشعب ،وبتحين الفرص (حتى التشريعيات 04ماي 2017 واخذت حقها كفرصة سانحة للطعن والتشهير بالقزم وارهابييه)،على اعتبار تخلف الركن المعنوي(القصد الجنائي)، والاهم ان المادة 442/2 المحكوم بموجبها علي لاتتناسب وسلوكي الذي اسموه بمخالفــــة احداث الضوضاء...اي تخلف الركن الشرعي(لا يعرفون حتى تكييف السلوكات والتصرفات والاحداث والوقائع) ،فقط لان الشطحة(باسم الشعب حكمت المحكمة).فهي تشترط ظرف الليل واستخدام الوسيلة ،ومعلوم ان تصرفاتي كانت وقت العصر ومن غير استخدام لوسيلة او اداة ما.
وحيث ان قضية الحال تعرض اشكالات جمة في التنفيذ :
1--- فاستنادا الى نص المادة 609 ق.ام فان الحكم يفتقر الى ان يكون سندا تنفيذيا،على اعتبار اشتراطها وجود شهادة من امانة الضبط تتضمن تاريخ التبليغ للحكم الى المحكوم عليه.. وكما تعلمون العلم بالحكم او العقوبة ليس هو التبليغ بالحكم. ولعلمكم فانا لم امكن من حقي في التبليغ والى اليوم.
المادة بحرفيتها/
https://www.facebook.com/rabai.saadaoui.7/videos/vb.100006728193440/1958015907765997/?type=2&theater
2—اذا كان الاشعار يهدد باللجوء الى الاكراه البدني (10 ايام محكوم بها علي تحت طائلة الاكراه بموجب هذا الحكم اللامشروع واللاخلاقي)،فانه بموجب المادة 612 من نفس القانون ، لا جهة تستطيع اللجوء الى التنفيذ الجبري الا باستفاء شرط التبليغ الرسمي، وهو حق مشروع اتمسك به الى قيام الساعة.(تضحية مني لصالح القانون قبل المصلحة الشخصية).
المادة بحرفيتها
https://www.facebook.com/rabai.saadaoui.7/videos/vb.100006728193440/1958015944432660/?type=2&theater
وحيث ان الاحكام تصدر باسم الشعب، فحق الشعب علي ان يسمع بقضية الحال.وإذن، تابعوني في المرافعة على الشبكة (البز الطيب لوح يتبجح بالمرافعة بالسكايب، فمن باب اولى قبول المرافعات عن طريق المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي الاخرى ..
والصفحات المرفقة طي هذا الكتاب في كذا صفحة/
لهذه الاسباب وغيرها
احيطكم علما عن امتناعي عن التنفيذ الطوعي، والتضحية من اجل تكريس واحترام قوانين الجمهورية.
ترامب ريئس اكبر دولة في العالم ويحاكم .أمافي الجمهورية الفاضلة للقزم بوتفليقه فـــــــــــان:
لصوص ومافيا وارهابيين(احمد اويحي، يكن وكيل جمهورية بشلغوم العيد 1992 ،وعناصر من الدرك...)اسماء اخرى على الشبكة..وبغال واحمرة(شطايبي ياسين والوكيل المساعد له، ومن شارك معه في خرق القانون والتغني بحكمت المحكمة باسم الشعب على سعداوي) لا يحاكمون. نموذج من النشر اليوم على الشبكة/
المرفقات/ خرا وليدات النظام المتعفن وارهابييه الامضاء والتوقيع
وياخـــــي ثخين الخــــــــط
ردحذفhttps://www.facebook.com/rabai.saadaoui.7/videos/vb.100006728193440/1958015981099323/?type=2&theater
بموجب هذا القرار في قضية مركز الصكوك البريدية الخزينة (قباضة الضرائب جزء من الخزينة العامة)مطلوبة جزائيا
ولابد من ان ياتي اليوم الذ ي يكرس فيه القانون .
ومن هنا المدخل الى جميع القضايا..بدءا بالمشروع الى قضية مركز الصكوك البريدية والبرمجة هذا يسلك من هذا
واختطافي بحكمت المحكمة في ديسمبر 1992 بالجلسة بغض النظر عن الشتم والسب الذي تلقيته من ممثل النيابة العامة وهم ينظرون في ما اسموه بالسب والشتم والتهديد في حق الوالدة....وقضايا اخرى موثقة بمحضر بالدرك بشلغوم العيد في 20/02/2013
نسخ ترسل الى/
----1النائب العام بميلة
https://i11.servimg.com/u/f11/19/67/86/12/diapos10.gif
مراسلتي للنائب العام بميلة ومحاكم المجلس منذ ايام الكترونيا
----2وكيل الجمهورية بشلغوم العيد' الحكم باطل بطلان مطلق ويجب اعادة الاجراءات وتحريك دعاوى لصالح القانون والصالح العام)
----3قباضة الضرائب شلغوم العيد) الحكم باطل بطلان مطلق )
4----قباضة الضرائب بتاجنانت( مدين لهم بغرامة عليهم بمراجعة الاجراءات فغرامة التاخير المطلوبة مني ليس لي فيها يد والا ليس هناك امتثال او دفع...)
5---مديرية الضرائب بميله
6—ديوان الترقية والتسيير العقاري OPGI ( مستحقات الديوان التي في ذمتي لن يتحصلوا عليها مني الا بالمقاصة: اقصد تكاليف تنظيف السلالم وقد تخلوا عنها منذ سنوات والعناكب نسجت خيوطها(مع مطالبة الغير-مالكي الشقق بدفعها) زيادة عن الترميمات التي كبدتني مبالغ مالية ثم لــكون الديوان الموقرمتابع جزائيا من طرفي بموجب قرار الحفظ(في دبرهم ودبر اسيادهم اللي ما رباوهمش)
مع جهات اخرى زيادة عن حق الشارع في ان يتفرج الشعب على القزم وارهابييه(البريد المفتوح، والرمي بمداخل مؤسسات الدولة ومصالحها....)