الجمعة، 21 فبراير 2014

نزار قباني وأحمد مطر



« نزآر قباني ..~

تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ


كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ


كأنني أنا التي
..

للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ
..

كأنني.. أنا التي

كالقمرِ الجميلِ في السماءِ
..

قد علّقتُه
..

تلومُني الدنيا إذا
..

سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ
..

كأنني أنا الهوى
..

وأمُّهُ.. وأختُهُ
..

هذا الهوى الذي أتى
..

من حيثُ ما انتظرتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

وكلِّ ما سمعتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ
..

نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ
..

بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ
..

عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني فاتحاً

يديهِ لي.. رددْتُهُ

وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ
..

هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ
..

على ستائري
..

أراهُ.. في ثوبي
..

وفي عطري.. وفي أساوري

أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي
..

أراهُ منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنهُ

طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ

وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ

لو أخبروني أنهُ
..

سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ

ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ

ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ

لكنتُ قد طردتهُ
..

يا أيّها الغالي الذي
..

أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ
هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ
أروعُ حبٍّ عشتهُ
فليتني حينَ أتاني زائراً
بالوردِ قد طوّقتهُ
.
وليتني حينَ أتاني باكياً

فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ



« أحمد مطر
..~

إنهُ في ليلةِ السابعِ

من شهر ِ مُحرم


شعرَ الوالي المُعظم


بانحرافٍ في المزاج


كرشُهُ السامي تَضخم


واعترى عينيهِ بعضُ الاختلاج


فأتى لندنَ من أجلِ العِلاج
!

* * *

قبلَ أن يَخضعَ للتشخيصِ

بالإيمان هاج

فتيمم

بتُرابٍ إنكليزيٌ لهُ صدرٌ مُطهم

ثُمّ صلى . . . وتحمّم

ثُمّ صلى . . . وتحمّم

ثُمّ صلى . . . وتحمّم

ولدى إحساسهِ بالانزعاج

أفرغوا في حلقهِ

قنينةَ ( الشاي المُعقم
)

* * *

قُلتُ للمُفتي :

كأنّ الشاي في قنينةِ الوالي نبيذ؟
قالَ: هذا ماءُ زمزم !

قُلتُ : والأنثى التي . . . ؟
قالَ : مَسَا ج !

قلتُ : ماذا عن جهنم ؟
قالَ: هذا ليسَ فُسقاً
إنّما . . . واللهُ أعلم
هو للوالي علاج
فله عينٌ مِنَ اللحمِ
. . وعينٌ من زجاج !








  رد مع اقتباس

  #2

افتراضي

« أحمد مطر يشتم أدونيس ويهدّد بإلغاء نزار قباني

الدوحة - شبّوب أبوطالب : عرف الأدب العربي عددا مهما من الرموز في الخمسين سنة المنصرمة، ولا ريب أن أحمد مطر ونزار قباني وأدونيس يمثلون النجوم التي أضاءت أكثر من غيرها، اختلفت طرقهم ولكنهم وصلوا للناس بشكل واسع واستطاعوا بناء قاعدة جماهيرية واسعة.. إلا أن هنالك مساحة غير معروفة جمعت هذا الثلاثي وقصصا جميلة عفى عليها الزمن بينهم.

يعرف أحمد مطر واحدا من أشعر منتقدي الحكومات العربية، وإذا كان الرجل قد نفي من الكويت إلى لندن فإن شعره لم يتخلف عن الوصول للناس، وقد حقّق مساحة عريضة من الشهرة والمحبة الكبيرة، ولا ريب أنه كشاعر يسمو فوق أي مقارنة إلا مع نزار قباني، والذي لا يعرفه كثيرون هو أن الرجلين صديقان حميمان، وقد تواصلا كثيرا ولم تفرقهما الغيرة التي تشعل القلب نارا بين أرباب «الصنعة الواحدة»، بل إن نزار قباني قد أشار على أحمد مطر بخطة تنفعه في حياته، كما روى هو نفسه ذات حوار «ولا أنسى أنّ نزار قبّاني قد أخذ عليّ -أكثر من مرّة- أن أدفن نفسي حياً، وأنشغل بالحرب دون الحب. وقد أزعجه أن يذهب شبابي دون أن أخوض في هذا اليم الساحر، فأستحضر في النفس الأمّارة.. كلّ شياطين وملائكة الشعر»، والواقع أن أحمد مطر قد وقع دوما في مشكلة مقارنته مع نزار، وسأله جميع من يعرف: لم لا تكتب الغزل؟ خصوصا أن مقدرته الشعرية خارجة عن نطاق أي شكٍّ، لكن الرجل المطارد والمتعب والمثقل بالمشاكل لم يكن يجد وقتا لكل ذلك مع اعتزازه الكبير بشاعريته، وقد أجاب مطر عن الأسئلة التي وجّهت إليه في قصيدة جميلة جدا حملت اسم «أعرف الحب.. ولكن!» وطفحت بالمعاني المشرقة:



هتفت بي : إنني مت إنتظارا
شفتي جفت
وروحي ذبلت
والنهد غارا
وبغاباتي جراح لا تداوى
وبصحرائي لهيب لا يدارى
فمتى يا شاعري
تطفئ صحرائي احتراقا ؟
ومتى تدمل غاباتي انفجارا ؟
إنني أعددت قلبي لك مهــــدا
ومن الحب دثــــارا
وتأملت مرارا
وتألمت مرارا
فإذا نبضك إطـــلاق رصاص
واغانيك عويل
واحاسيسك قتلى
وامانيك أسارى !
وإذا أنت بقايـــــا
من رماد وشظايا
تعصف الريح بها عصفا وتذروها نُثــــارا
أنت لا تعرف ما الحـــــب
وإني عبثا مت انتظارا

  1. « رحمة الله على قلبـــك يا أنثــــى
  2. فـ يردّ عليهآ أحمد مطر :
  3. ولا أبدي اعتــــذارا
  4. أعرف الحب ... ولكـــــن
  5. لم أكن املك في الأمر اختيارا
  6. كان طوفان الأسى يهدر في صدري
  7. وكان الحب نـــــارا
  8. فتـــــوارى !
  9. كان شمسا ...
  10. واختفى لما طوى الليل النهارا
  11. كان عصفورا يغني فوق أهدابي
  12. فلما أقبل الصياد طــــارا !
  13. آه لو لم يطلق الحكام
  14. في جلدي كــلابا تتبـــارى
  15. آه لو لم يملاؤا مجرى دمي زيتا ،
  16. وأنفاسي غبارا
  17. آه لو لم يزرعوا الدمـــع
  18. جواسيس على عيني بعيني
  19. ويقيموا حاجزا بيني وبيني
  20. آه لولم يطبقوا حولي الحصارا
  21. ولو احتلت على النفـــس فجـــاريت الصغارا
  22. وتناسيت الصغارا
  23. لتنزلت بأشعاري على وجد الحيارى
  24. مثلما ينحل غيـــم في الصحارى
  25. ولأغمدت يراع السحر في النحر
  26. وفي الثغـــر
  27. وفي الصـــدر
  28. وفي كل بقاع البرد والــحر
  29. وهيّجت جنون الرغبات الـــحمر
  30. حتى تصبح العفة عارا !
  31. ولأشعلت البحــــارا
  32. ولأنطقت الحجـــارا
  33. ولخبّأت " امرأ القيس " بجيبي
  34. ولألغيت " نزارا "
  35. آه لو لم يطبقوا حـــولي الحصـــارا
  36. ولو استمرأت أن أطلق للنفس العـــذارا
  37. لاستفــزّت شفتاي الكرز الدامـــي
  38. بأطباق العـــذارى
  39. ولزادته ارتـــواء
  40. ولزادته احمـــرارا
  41. ولأرسلت يدي ترعي ..
  42. فتخفي ما بــدا ، هصرا ،
  43. وتبدي ما تـــوارى
  44. ولأيقظــت السكون العذب
  45. في غاباتهن البكر عصفا واستعــــارا
  46. ولأرقصـــت القفـــارا
  47. ولألقيــت على خلجانهـــن الموج
  48. حرا مستثـــارا
  49. فيصارعـــن اختنـــاقا
  50. ويصارعــن انبهـــارا
  51. ثم يستلقين تحت الزبد الطـــاغي
  52. يغالبن الــــدوارا !
  53. أعرف الحب انـــــا
  54. لكن حبـــي
  55. مات مشنوقــا على حبل شرايينــي
  56. بزنزلنة قلبـــي !
  57. لا تظني أنــه مات انتحـــارا
  58. لا تظني انه داليـــة جفـــت
  59. فلم تطرح ثمارا
  60. لا تظني أنــه حب كسيح
  61. لو به جهد على المشي لسارا
  62. لا تظني
  63. واصفحي عنه وعني
  64. أنا داعبت على المسرح أوتاري
  65. وأنشأت أغني
  66. غير أنــــي
  67. لم أكد ابدأ حتــــى
  68. أطلقوا عشرين كلبا خلـــف لحني
  69. تملأ المسرح عقرا ونباحـــا وسعارا
  70. وأنا الراكض من ركن لركن
  71. لي قلب واحــــد
  72. عاث به العقر دمــــارا
  73. فأنا أعزف دمعا
  74. وأنا أشدو دماء
  75. وانا أحيا احتضارا
  76. وأنا في سكرتي .. لا وقت عندي
  77. كي أغني للسكارى !
  78. فــــاعذريني
  79. .. أنا لا أملك قلبا مستعارا !
  80. إن أنا أطفأت أنغامي
  81. واسدلت الستارا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق