#2 | |
« أحمد مطر يشتم أدونيس ويهدّد بإلغاء نزار قباني
الدوحة - شبّوب أبوطالب : عرف الأدب العربي عددا مهما من الرموز في الخمسين سنة المنصرمة، ولا ريب أن أحمد مطر ونزار قباني وأدونيس يمثلون النجوم التي أضاءت أكثر من غيرها، اختلفت طرقهم ولكنهم وصلوا للناس بشكل واسع واستطاعوا بناء قاعدة جماهيرية واسعة.. إلا أن هنالك مساحة غير معروفة جمعت هذا الثلاثي وقصصا جميلة عفى عليها الزمن بينهم. يعرف أحمد مطر واحدا من أشعر منتقدي الحكومات العربية، وإذا كان الرجل قد نفي من الكويت إلى لندن فإن شعره لم يتخلف عن الوصول للناس، وقد حقّق مساحة عريضة من الشهرة والمحبة الكبيرة، ولا ريب أنه كشاعر يسمو فوق أي مقارنة إلا مع نزار قباني، والذي لا يعرفه كثيرون هو أن الرجلين صديقان حميمان، وقد تواصلا كثيرا ولم تفرقهما الغيرة التي تشعل القلب نارا بين أرباب «الصنعة الواحدة»، بل إن نزار قباني قد أشار على أحمد مطر بخطة تنفعه في حياته، كما روى هو نفسه ذات حوار «ولا أنسى أنّ نزار قبّاني قد أخذ عليّ -أكثر من مرّة- أن أدفن نفسي حياً، وأنشغل بالحرب دون الحب. وقد أزعجه أن يذهب شبابي دون أن أخوض في هذا اليم الساحر، فأستحضر في النفس الأمّارة.. كلّ شياطين وملائكة الشعر»، والواقع أن أحمد مطر قد وقع دوما في مشكلة مقارنته مع نزار، وسأله جميع من يعرف: لم لا تكتب الغزل؟ خصوصا أن مقدرته الشعرية خارجة عن نطاق أي شكٍّ، لكن الرجل المطارد والمتعب والمثقل بالمشاكل لم يكن يجد وقتا لكل ذلك مع اعتزازه الكبير بشاعريته، وقد أجاب مطر عن الأسئلة التي وجّهت إليه في قصيدة جميلة جدا حملت اسم «أعرف الحب.. ولكن!» وطفحت بالمعاني المشرقة: هتفت بي : إنني مت إنتظارا شفتي جفت وروحي ذبلت والنهد غارا وبغاباتي جراح لا تداوى وبصحرائي لهيب لا يدارى فمتى يا شاعري تطفئ صحرائي احتراقا ؟ ومتى تدمل غاباتي انفجارا ؟ إنني أعددت قلبي لك مهــــدا ومن الحب دثــــارا وتأملت مرارا وتألمت مرارا فإذا نبضك إطـــلاق رصاص واغانيك عويل واحاسيسك قتلى وامانيك أسارى ! وإذا أنت بقايـــــا من رماد وشظايا تعصف الريح بها عصفا وتذروها نُثــــارا أنت لا تعرف ما الحـــــب وإني عبثا مت انتظارا
|
الجمعة، 21 فبراير 2014
نزار قباني وأحمد مطر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق