الثلاثاء، 25 فبراير 2014

المقامات، الفن العربي الأصيل


المقامات، الفن العربي الأصيل

القصة أو الحکاية من أقدم الأنواع الأدبية التي ربما سبقت الشعر وتحتل مکانا واسعا بين آداب الشعوب. ولم يکن العرب منذ أقدم العصور إلا کغيرهم من الأمم، يرددون الحکايات ويتمتعون في مجالسهم بسماعها ولاشک أن القصص تصور العادات والتقاليد والآراء والمعتقدات للذين يقصون تلک القصص أو الذين يحکونها ناهيک عما يعتريها من دقائق خاصة قلما توجد في باقي الأنواع الأدبية.

ولقد ظهر في القرن الرابع الهجري نوع أدبي جديد يدعي بالمقامات يمکن القول أن جوهرها تلک القصص والحکايات إلا أن مبدعيها تعمدوا التصنيع والتأنيق فيها. وهذه المقامات تضم الحکايات والنوادر والمطايبات، بينما لاتخلومن جوانب تاريخية وحکمية وأدبية.

المفردات الرئيسة: المقامات، الرواية، البطل، بديع الزمان، الحريري، النثر الفني.

التمهيد:
شهد النثر العربي منذ أقدم العصور إلي يومنا هذا تقلبات کثيرة تجلت في مختلف الأساليب والفنون وخلف نتاجات أدبية قيمة، إلا أن من يتتبع نتاجات الأقدمين ومؤلفاتهم نظما ونثرا يري أنهم عنوا بالفنون الشعرية المختلفة عناية خاصة في نتاجاتهم التي تتناول التراث الشعري بين الشرح تارة والنقد تارة أخري. وخير دليل علي هذا الرأي هوالکتب المصنفة في مجال الشعر تحت العناوين المختلفة کـ"نقد الشعر" و"طبقات الشعراء" بالإضافة إلي اعتماد النحويين علي الشواهد الشعرية ما استطاعوا إليه سبيلا في شرح قواعدهم النحوية.

تعد المقامات إحدي الفنون النثرية التي يبالغ فيها الاهتمام باللفظ والأناقة اللغوية وجمال الأسلوب بحيث تتعدي الشعر في احتوائها علي المحسنات اللفظية إلا أنها لم تحظ اهتمام الأدباء والنقاد وهذا لايعني أنهم أهملوا هذا الفن کليا بل المقصود هوأن النثر بشکل عام والمقامات علي وجه الخصوص نالا أقل اهتمام بالمقارنة إلي ما ناله الشعر العربي من علوالشأن.

يهدف هذا المقال إلي دراسة المعنيين اللغوي والأدبي للمقامة مبينا عناصرها الفنية وکيفية نشأتها وتطورها والغور في خصائصها ودراسة ما يميزها عن القصة وأخيرا التعريف بأهم أصحابها.

إن أول من قام بصياغة هذا النوع الأدبي هوبديع الزمان الهمذاني (357هـ - 398هـ) الذي يعد مبدع المقامات ( البستاني، أدباء العرب، ج 2، ص 389) غير أن هناک تباين في الآراء بين النقاد والباحثين في اعتبار الهمذاني مبدعا لهذا الفن الأصيل بحيث يعتقد جرجي زيدان أن بديع الزمان الهمذاني اقتبس أسلوب مقاماته من رسائل إمام اللغويين، أبي الحسين أحمد بن فارس (390هـ). ( المصدر نفسه، الصفحة نفسها. ) بينما يعتبر الدکتور زکي مبارک مقامات الهمذاني مشتقة من أحاديث بن دريد (321هـ) ويري بين مقامات الهمذاني وأحاديث بن دريد مشابهات قوية من حيث الحبکة القصصية واستخدام السجع. (مبارک، النثر الفني، ج 1، ص 197)

المقامات

المقامات في اللغة جمع المقامة؛ والمقامة هي المجلس. والمقصود بالمقامة في الأدب «قصة تدورحوادثها في مجلس واحد. » (البستاني، أدباء العرب، ج 2، ص 389).

المقامة قصة وجيزة أوحکاية قصيرة مبنيةعلي الکدية (الاستعطاء) وعناصرها ثلاثة:

1) راوية ينقلها عن مجلس تحدث فيه.

2) مکدٍ (بطل) تدور القصةحوله وتنتهي بانتصاره في کل مرة.

3) ملحة (نکتة)، (عقدة) تُحاک حولها المقامة؛ وقد تکون هذه الملحة بعيدة عن الاخلاق الکريمة وأحياناً تکون غثّة أوسَمحة وتبني المقامة علي الإغراق في الصناعة الفظية خاصة والصناعة المعنويةعامة.

تحدر فن المقامات

ليس فيما أثر عن العرب مقامات سابقة علي مقامات بديع الزمان الهمذاني (358ـ398 هـ)، فهومن أجل ذلک يعتبر مبدع هذا الفن. علي أن نفراً من الأدباء کابن عبد ربه وابن قتيبة والحصري، يفضلون أن يقولوا إن بديع الزمان اشتق فن المقامات من فن قصصي سابق. (المصدر نفسه، الصفحة نفسها، بتصرف. ) ويريد الدکتور زکي مبارک أن يثبت أن مقامات بديع الزمان مشتقّة من "أحاديث ابن دريد"؛ وابن دريد (321 هـ) هذا کان راوية وعالماً ولغويّاً وقد عني برواية أحاديث عن الأعراب وأهل الحضر. ( مبارک، النثر الفني، ج 1، ص 197) ولاريب في أن بين أحاديث ابن دريد وبين المقامات شبهاً قوياً من حيث القصص واستخدام السجع، ولکن هناک أيضا فروقا کبيرة في الصناعة وفي العقدة وفي وجود بطل المقامات وهوالمکدي، وفي انبناء المقامة علي الکدية وعلي الهزء من عقول الجماعات مع إظهار المقدرة في فنون العلم والأدب، إلي ماهنالک من خصائص يعتريها فن المقامات.

بالإضافة إلي أن هذا لايعني أنّ بديع الزمان لم يطلع علي أحاديث ابن دريد أوعلي مارُوي عن العرب من قصص وأحاديثَ وأسمار، ولکن الفرق بين ما روي عن العرب من الأحاديث وبين المقامات من حيث الغاية والأسلوب کبير جداً. وعلي کل فإن بديع الزمان إن لم يکن مبدع فن المقامات، فإن مقاماته أقدم ماوصل إلينا من هذا الفن الأدبي الرائع.

خصائص المقامات

وللمقامات خصائص نستعرضها بشيء من التبيان لأوجهها:

أولا- المجلس: يجب أن تدور حوادث المقامة في مجلس واحد لاينتقل منه إلا في ماشذَّ وندر (وحدة مکان ضيقة).

ثانيا- الراوية: ولکل مجموع من المقامات راوية واحد ينقلها عن المجلس الذي تحدث فيه.

ثالثا- المکدي: ولکل مجموع من المقامات مکد واحد أيضاً أوبطل، وهوشخص خيالي في الأغلب، أبرز ميزاته أنه واسع الحيلة ذرب اللسان ذومقدرة في العلم والدين والأدب وهوشاعر وخطيب، يتظاهر بالتقوي ويضمر المجون، ويتظاهر بالجد ويضمر الهزل وهويبدوغالباً في ثوب التاعس البائس إلا أنه في الحقيقة طالب منفعة.

وتنعقد المقامة دائماً بأن يجتمع الراوية بالمکدي في مجلس واحد ويکون المکدي دائماً متنکراً، ولذلک قلما يفطن الراوية لوجوده ـ إذا کان قد سبقه إلي المجلس ـ أولحضوره إذا حضر بعده. وتنحل عقدة المقامة بأن ينکشف أمر المکدي للراوية علي الأقل أويکشف المکدي أمره للراوية (وأحياناً للحاضرين) في الأغلب ولايکشف المکدي أمره إلابعد أن يکون قدنال من أهل المجلس مالا أوثيابا، بعد أن استدر عطفهم. وکثيراً ما يعلم أهل المجلس أن المکدي قد خدعهم وسلبهم، ولکنهم لايضمرون له شرا لأنه أطربهم أوسلاهم أوأفادهم.

رابعا- الملحة (النکتة أوالعقدة): وهي الفکرة التي تدور حولها القصة المتضمنة في المقامة، وتکون عادة فکرة طريفة أوجريئة، ولکنها لاتحثّ دائماً علي الأخلاق الحميدة، وقد لاتکون دائماً موفقة.

خامسا- القصة نفسها: کل مقامة وحدة قصصية قائمة بنفسها، وليس ثمة صلة بين مقامة وأخري إلا أن المؤلف واحد والراوية واحد والمکدي واحد، وقد تکون القصص من أزمنة مختلفة مُتباعدة وإن کان الراوية واحداً.

سادسا- موضوع المقامة: موضوعات المقامات مختلفة منها أدبي ومنها فقهي ومنها فکاهي و منها حماسي، ومنها خمري أومجوني، وهذه الموضوعات تتوالي علي غير ترتيب مخصوص عندبديع الزمان. أما الحريري (فيما بعد) فالتزم أن تکون الموضوعات متعاقبة علي نسق مخصوص وقد تکون المقامة طويلة أوقصيرة.

سابعا- اسم المقامة: واسم المقامة مأخوذ عادة من اسم البد الذي انعقد فيه مجلس المقامة نحو: المقامة الدمشقية، التبريزية، الرملية (نسبة إلي الرملة بفلسطين)، المغربية، السمرقندية، البلخية، الکوفية، البغدادية، العراقية، الخ. . . . أومن المحلة التي تنطوي عليها المقامة نحوالمقامة الدينارية، الحرزية، الشعرية، الإبليسية، الخمرية الخ. . . .

ثامنا- شخصية المقامة: إن الشخصية التي تبدوفي المقامة ليست شخصية المکدي ولکنها شخصية المؤلف وتنبني هذه الشخصية علي الدراية الواسعة بکل شيء يطرقه المکدي، أوالمؤلف علي الأصلح، فهوواسع الاطلاع علي العلوم العربية خاصة، بصير بالفنون الأدبية من شعر ونثر وخطابة، حاد الذهن قوي الملاحظة في حل الألغاز وکشف الشبهات، مرح طروب في اجتياز العقبات وسلوک المصائب.

تاسعا- الصناعة في المقامات: فن المقامات فن تصنيع وتأنق لفظي (وخصوصاً عند الحريري) فهناک إغراق في السجع وإغراق في البديع من جناس وطباق، وإغراق في المقابلة والموازنة وفي سائر أوجه البلاغة حتي ما لايدخل في باب البلاغة علي وجه الحصر؛ کالخطبة التي تقرأ طرداً وعکساً والخطبة المهملة (التي لانقط فيها) أوالتي تتعاقب فيها الأحرف المهملة والأحرف المعجمة (المنقوطة) وما إلي ذلک.

عاشرا- الشعر: المقامة قصة نثرية ولکن قد يتخللها شعر قليل أوکثير من نظم صاحبها علي لسان المکدي، أومن نظم بعض الشعراء، فيما يروي، علي لسان المکدي أيضاً، وقديکون إيراد الشعر لإظهار المقدرة في النظم أولاظهار البراعة في البديع خاصة عند الحريري. ( فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج 2، صص 412- 415، بتصرف. )

ويتبع القصص والمقامات فنّ الفکاهة وهي رواية الحکاية في حال من المرح مع الاشارة إلي ما يستطيبه الناس عادة من اللهووالجنس والهزؤ والإضحاک والإطراف. والمقامات نفسها مملوءة بالفکاهة، وتظهر الفکاهة في الشعر أيضاً وتکون في الشعر لفتة بارعة أوملحة نادرة أونکتة صائبة أوتعبيراً جديداً طريفاً، وقد تکون عرضاً لأمور لاتقتضي الإنسان تفکيراً بل يأخذ الإنسان منها بظاهر القول هوناً وفي هذا الباب أخبار المکدين (المتسولين) والطفيليين، ومثل ذلک الأحاجي، وهي أسئلة علي غير المنهاج المنطقي تحتاج في الإجابة التي نباهة وذکاء أکثر مما تحتاج إليه من العقل والمعرفة. وفي المقامات شيء کثير من هذا کله مبني علي التوريات وراجع إلي أحوال مفردة، وهي المسميّ "ألغازاً" فمن الفکاهة العادية قول ابن لَنکَك:

لاتَخدَعَنکَ اللّحي والصّور
تسعة أعشار مَن تري بَقَر
ومن الألغاز سؤال في مقامات بديع الزمان هو: أي بيت (من الشعر) أولّه يغضب وآخره يلعب؟ وجواب هذا السؤال الملغز: هوقول عمروبن کلثوم:

کأنّ سيوفنا منّا ومنهم
مخاريق بأيدي لاعبينا!
(لأنّه يبدأ بالکلام علي السيوف ـ وهي من آلات الحرب ـ ثم ينتهي باللعب بالمخاريق، والمخراق خرقة ملفوفة يتضارب بها الصبيان).

ويدخل في هذا الباب کتب الجدال والمناظرات والخصومات، کما نجد عند أبي حيّان التوحيدي وفي کتب علماء الکلام من الأشعرية والمعتزلة، ومانراه في کتب التوحيد وأصول الدين؛ کما يدخل فيه الکتب التي تعرض الآراء والمذاهب کرسائل إخوان الصفا وجميع الکتب المؤلفة في فنون السلوک والعلم وفي علوم العربية من اللغة والنحووالنقد.

روّاد المقامات

کان بديع الزمان الهمذاني (357 هـ 398 هـ) والحريري (446هـ 516هـ) من أبزر کتاب المقامات في العصر العباسي وتتناول السطور القادمة أهم السمات الأدبية لدي الأديبين بإيجاز بالغ:

1- بديع الزمان الهمذاني (357هـ 398هـ ) ومقاماته: إن مقامات بديع الزمان قصار في الأغلب وفيها فصاحة وسهولة ووضوح إلي جانب الدعابة والمرح والتهکم وبديع الزمان حسن الابتکار قل أن تجد له مقامتين في معني واحد، وهويجيد في مقاماته السرد والوصف الحسّي والتحليل ويحسن دراسة الطبائع وتصوير المعائب وعرض مساويء المجتمع، غير أنّه لايقصد إلي إصلاح هذه المساويء بنصح أوبردع، وإنمّا غايته التهکّم بأصحابها وإطراف الآخرين بتصويرها واستعراضها، وهوکثير الاحتقار للناس.

وأسلوب بديع الزمان في مقاماته خاصة، حلوالألفاظ سائغ الترکيب جميل الوصف کثير الصناعة المعنوية (في الاستعارات والکنايات والتوريات خاصة) من غير تکلّف ولا إغراق في السجع.

وللمقامات الخمسين التي بدأ بديع الزمان کتابتها منذ عام 375 هـ راوية واحد هوعيسي بن هشام ومکد (بطل) واحد هوأبوالفتح الإسکندري (نسبة إلي الإسکندرية التي هي قرب الکوفة علي الفرات) وهما شخصيتان تاريخيتان.

ومن أشهر مقاماته مقامتين؛هما المقامة المضيرية والمقامة البشرية. أما المقامة المضيرية فتظهر فيها براعة البديع في الوصف ودقة التصوير، علي شيء کثير من السخر وخفة الروح. أما الأخري البشرية، فهي التي وفق بها بديع الزمان لاختراع شاعر جاهلي تبنّاه التاريخ من بعده، ألاوهوبشر بن عوانة العبدي. (البستاني، أدباء العرب، ج 2، صص 390ـ394 بتصرف. )

2- أبوالقاسم الحريري (446هـ 516هـ ) ومقاماته:يبدأ الحريري مقاماته بإسناد الکلام إلي روايتها الحرث بن همّام، ولکنه لايقصتر کالبديع علي قوله: (حدثنا) بل يميل إلي التغيير في بدء کل مقامة فينتقل بين (حدّث) و(روي) و(حکي) و(أخبر) و(قال). وکان مکدي (بطل) مقاماته هوأبازيد. (البستاني، أدباء العرب، ج 2، ص 428)

والحريري في مقاماته أکثر تعلقاً بالحواضر من بديع الزمان، فما يکاد يخرج إلي البادية إلا في واحدة منها أواثنتين، ومقاماته في الغالب أطول من مقامات أستاذه بيد أن طولها لايعود علي اتساع الفن القصصي فيها، وإنما علي اجتماع خبرين في مقامة واحدة. أوعلي فيض الألفاظ، وکثرة المترادفات، ومعاقبة الجمل علي المعاني. أوعلي الإکثار من الشعر، وفيه القصائد التي يشرح بها أبوزيد أحواله، ويقص أخباره.

وللحريري لغة متينة، قصيرة الجمل يقطعّها تقطيعاً موسيقياً، فما تتعدي جملته الکلمتين أوالثلاث، قلّما زادت فبلغت الخمس أوالست وهوفي إنشائه بادئ الصنعة، ظاهر التکلّف، يتعمد الغريب، ويسرف في استعماله، ويفرط في اصطناع المجاز والتزيين حتي تجف عبارته ويقل ماؤها ويعسر مساغها.

الخاتمة والنتيجة: إن هذا المقال ألقي الضوء علي المقامات التي تعتبر جانبا غضا ثريا من النثر العربي الذي له عراقة في تاريخ الأدب العربي وتناول المعنيين اللغوي والأدبي للمقامات کما تحدث عن نشأة هذا الفن وتطوره واقفا عند خصائص المقامات وقوفا متأملا وأخيرا تحدث عن رواد المقامات وهما الهمذاني والحريري.

وتجدر الإشارة إلي أن هذا الفن فن عربي أصيل يستحق اهتماما أکثر من ذي قبل من جانب الباحثين والدارسين والأدباء ليعرفوا بذلک الجيل الجديد جانبا من جمال الأدب العربي بمناهله الثرية وتراثه الضخم.

قائمة المصادر والمراجع:

1- البستاني بطرس، أدباء العرب في الأعصر العباسية، دار الجيل، بيروت – لبنان، طبعة جديدة ومنقحة، لاتا.

2- الحريري أبومحمد القاسم بن علي، مقامات الحريري، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة الأولي، 2007م.

3- فروخ عمر، تاريخ الأدب العربي، دار العلم للملايين، بيروت – لبنان، الطبعة الخامسة، 1985م.

4- مبارک زکي، النثر الفني في القرن الرابع، مطبعة دار الکتب المصرية، القاهرة، الطبعة الأولي، 1934م.

5- الهمذاني أبوالفضل بديع الزمان، مقامات بديع الزمان الهمذاني، شرح الأستاذ محمد عبده، المطبعة الکاتوليکية، بيروت – لبنان، الطبعة الثالثة، 1924م.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق