الاثنين، 17 فبراير 2014

حتي في اللغة العربية

حتى الحروف الوحيد في الحروف العربية الذي تتعدد استعمالاته فهي تستعمل في الجر ،وفي النصب ،وتستعمل ابتدائية،وتستعمل عاطفة وإليك عزيز التفصيل التالي:_
أولا حتى العاطفة ومعناها انتهاء الغاية ،ويشترط للعطف بها ثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يكون المعطوف بها اسما ظاهرا، فلا يعطف بها الفعل ،ولا الضمير. [فلا يقال: أكرمت العالم حتى جعلت نفسي له حارسا. خلافا لمن زعم جوازذلك، وكذلك لايصح بها عطف الضمير فلايقال : نجح الطلاب حتى أنا].
الشرط الثاني: أن يكون المعطوف بعضا من المعطوف عليه-أي جزء من المعطوف عليه-.
ومن أمثلة ذلك: أكلت السمكة حتى رأسَها. بنصب رأس. [وإعرابه: (أكلت) فعل وفاعل (السمكة) مفعول به (حتى) حرف غاية وعطف (رأسها) رأس معطوف علىالسمكة، والمعطوف على المنصوب منصوب، رأس مضاف، والضمير في محل جر مضافإليه]وأوكالبعض من المعطوف عليه مثل قرأت القصة حتى الصفحة الأخيرة .
الشرط الثالث: أن يكون المعطوف بها غاية في زيادة، مثل: يعطي حاتم الفقراء الأعداد الكثيرة حتى الألوفَ. [وإعرابه: (يعطي حاتم) فعل وفاعل (الأعداد) مفعول به (الكثيرة) نعت للأعداد (حتى) حرف غاية وعطف (الألوف) معطوف بحتى على الأعداد والمعطوف على المنصوب منصوب] أو غاية في نقص، مثل أذل العربَ الناسُ حتى اليهودُ. [وإعرابه: (أذل) فعل ماض (العرب) مفعول به مقدم (الناس) فاعل مؤخر (حتى) حرف غاية وعطف اليهود معطوف على الناس، والمعطوف على المرفوع مرفوع]. وإلى العطف بحتى وشروط العطف بها أشار ابن مالك في الخلاصة، بقوله:
بَعْضًا بِحَتَّى اعْطِفْ عَلَى كُلٍّ ولاَ يَكُونُ إِلاّ غَايَةَ الَّذِي تَلاَ

وتستعمل حتى حرفًا جارًا وإليك التفصيل:-
حتى تجر الاسم الظاهر والمصدر المؤول حيث تكون أن مضمرة.ولها ثلاثة معاني هي:
1) انتهاء الغاية في الزمان:مثال :سهرنا حتى مطلع الفجر . لن أخرج من البيت حتى تشرق الشمس.
2) انتهاء الغاية في المكان:مثال سرت حتى باب البيت.ابق ماشيا حتى تصل إلى البيت.
3) التعليل(أي ماقبلها سبب في ما بعدها):مثال : اجتهد حتى تنجح.
تنبيه: الفرق بين (حتى) و(إلى) هو أنَّ ما بعد حتى داخل في الحكم وأن ما بعد إلى ليس داخلا في الحكم.
أمثلة:
قرأت الكتاب حتى نهايته . النهاية هنا قرئت ،قرأت الكتاب إلى نهايتها. النهاية هنا لم تقرأ.
وكذلك تستعمل حتى حرفًا ناصبا وإليك التفصيل: وعندما تكون ناصبة تتضمن معنى كي .
ويشترط في النصب بها حتى التي تُضمَرُ " أنْ " بعدهَا : -لا يَنْتَصِبُ المضارعُ بـ " أَنْ" بعدَ "حتَى" إلاَّ إذا كانَ مُسْتقبلاً،فإذا كان اسْتِقْبَالُه بالنظر إلى زَمَنِ التَّكلُّمِ فالنَّصْب واجبٌ نحو:
{ قالوا لَنْ نَبْرَحَ عَليْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسَى}وإذا كانَ اسْتِقْبَالُه بالنسبةِ إلى ما قَبْلَها (أي قبل حتى من المعنى والمراد) خاصَّة فيجوزُ الرفعُ والنَّصب نحو: { وَزُلْزِلُوا حتى يقولُ الرَّسُولُ} فإن قولهم إنما هو مستقبلٌ بالنَّظَر إلى زَمَنٍ الزِّلزالِ لا بالنَّظر إلى زَمَنِ قَصِّ ذلك عَلَيْنا ولحتى الناصبة مَعْنَيَان :
الأول بمعنى " إلى أنْ " نحو" أنا أسيرُ حتى تطلعَ الشَّمْس". ونحو: { حَتَّى يَرْجِعَ إلينا مُوسَى}
والثاني: بمعنى "كي" التَّعْلِيليَّة نحو :{ وَلاَ يَزَالُون يُقَاتِلُونَكُمْ حتَّى يَرُدُّوكُمْ}وقولك: اتّقِ اللَّهَ حتى تَدْخُلَ الجَنَّة".
فكلُّ ما اعْتَورَه وَاحِدٌ من هَذِين المعْنَيَيْن فالنَّصْب له لازمٌ . وعلى كلٍّ فالمضارعُ بعدَها منصوبٌ بأَنْ مُضْمَرَةً وُجُوباً وأَنْ وما بعدها في تأويلِ المصدَر في محلِّ جَرٍّ بَحتَّى .

قال تعالى : ( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجعَ إلينا موسى ) – طه : 91 .
وقال تعالى : ( وزلزلوا حتى يقولَ الرسول ) – البقرة : 214 .
فقد جاءت حتى بمعنى " كي " ( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجعً إلينا موسى ) .
وكقولنا : أسلم حتى تدخل الجنة – أي : كي تدخل الجنة .
ليس هذا فقط بل وتصلح للمعنين معاً كقوله تعالى : ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ) – الحجرات : 29 .
فيحتمل المعنى أن يكون : كي تفئ .... أو إلى أن تفئ فهي تأخذ عمل أحرف نصب الفعل المضارع – أن . لن . كي
فنستطيع أن نقول : سأقرأ كي أنجح ... أو سأعمل حتى أحقق النجاح .
ولربما نقول : لأسيرنَّ حتى تغرب الشمس . ..
حَتّى الابتدائيّة :
هي حَرْف تَبْتَدِئُ بَعدَهُ الجُمَلُ فيدخلُ على الجُمَلِ الاسْمِيَّةِ
كقول جرير:
فَمَا زَالَتِ القَتْلى تَمُجُّ دِمَاءَها *** بَدجْلَةَ حتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ
(الأشكل : حمرة مختلطة ببياض، ورواية اللسان: تمورُ دماؤها)
وتدخلُ على الجُمْلَةِ الفِعليَّةِ كقولِ حَسَّان:
يُغْشَوْنَ حتى ما تَهِرُّ كِلابُهُم *** لا يَسْألُون عَنِ السَّواد المُقبلِ

فيَرْتَفِعُ المُضارِعُ بعدَ" حتَّى" بثلاثة شُرُوطٍ :
الأوَّلُ: أن يكونَ حَالاً (أي لا مُسْتقبلاً) أو مُؤَوَّلاً بالحالِ نحو" مَرِضَ زيدٌ حَتّى لا يَرْجُونَهُ".
الثاني: أنْ يكونَ مُسَبباً عَمَّا قبلها فلا يجوزُ "سِرْت حتَّى تطلعُ الشمس" بضمِّ العينِ من تطلع والنصبُ واجب.
الثالث: أن يكون فَضلَةً فلا يَصحُّ الرفعُ في نحو" سَيْرِي حَتَّى أَدخلَها" ويصحُّ في نحو" سَيْرِي أَمْسِ حَتَّى أَدْخُلُهَا" بضم اللام.
ويقولُ سيبويه :واعلم أنَّ "حتَّى" تَنْصِب على وَجْهين:
أحدُهما :أنْ تَجْعَل الدُّخُولَ غايةً لِمَسِيركَ، وذلكَ قَوْلُك:"سِرْتُ حتى أدْخُلَهَا" كأنك قلت:
" سِرْتُ إلى أنْ أدخُلَها " فَالفِعْل إذا كان غَايَةً نُصِبَ، والاسْمُ إذا كانَ غايةً جَرٌّ والمُرادُ النَّصْب بأنْ المُضْمَرة بعد حتى، واعلَمْ أنَّ "حَتَّى" يُرْفَع الفِعْل بَعْدَها على وَجْهين: تقول: " سِرْتُ حتَّى أدْخُلُهَا" تَعْني أنَّه كانَ دخولُك دُخولاً متصِّلاً بالسير، كاتِّصاله بالفاء إذا قلت: "سِرْت فإذا أنا في حالِ دُخُول.
والوَجْهُ الآخَرُ: أنْ يكونَ الدُّخُولُ وَمَا أشْبَهَهُ الآنَ - أي في الحال تقول في ذلك" لقد سِرْتُ حتَّى أدْخُلُها ما أُمْنَع" أي حتَّى أني الآن أدْخُلها كَيْفَما شِئْتُ، ومثل ذلك قولهم: " لقد مَرِضَ حتى لا يرجونه" قال الفرزدق:
فَيَا عَجَباً حتَّى كُلِيبٌ تَسُبُّني *** كَأَنَ أبَاها نَهْشَلٌ أو مُجَاشِعُ
فحتى هنا كحرفٍ من حُروفِ الابتداء، ومثلُ ذلك:" شَرِبَتْ حَتّى يَجيءُ البَعِيرُ يَجُرُّ بطْنَه"
شَرِبَتْ : يَعْني الإِبِل.
منقول بتصرف وتنسيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق