الثلاثاء، 25 فبراير 2014

الخنساء وبعض قصائدها

شــاعــــربـني سـُليــــــم
شــاعــــري سـُليــــــم
الخـنـســــــاء – رضـي الله عـنهـــا- .
  1. ديوان الشاعره / الخنساء ..


    ديوان الشاعره / الخنساء



    نبذه مختصره عن الشاعره

    الخنساء

    24ه _646م


    هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد والخنساء لقب غلب عليها لقبت تشبيها لها بالبقرة الوحشية في جمال عينيها خطبها دريد بن الصمة فارس هوزان وسيد بني جشم فردته لكبر سنه فهجاها فلم ترد عليه فسئلت بذلك فأجابت : لا أجمع عليه أن أرده وأهجوه
    تزوجت أولا رواحة بن عبدالعزيز السلمي وسماه الأغاني والعقد الفريد عبدالعزى ولعل هذا الإسم الوثني كان له قبل إسلامه فلما أسلم استبدل به اسم رواحة أو أنه كان لقبا يعرف به فولدت له عبدالله ويكنى بأبي شجرة ثم خلف رواحة عليها مرداس بن أبي عامر السلمي فولدت له يزيد ومعاوية وعمرا وعمرة

    واما ظهر الإسلام أسلمت الخنساء مع قومها بني سليم وانبعثت مع المسلمين لفتح بلاد فارس ومعها أولادها الأربعة فقتل أولادها في وقعة القادسية سنة 16ه فقالت لما بلغها خبر مقتلهم : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة


    والخنساء من شواعر العرب المعترف لهن بالتقدم أجمع الشعراء ورواة الشعر القدماء على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها في الرثاء وعدوها في الطبقة الثانية


    قيل سئل جرير من أشعر الناس فقال : أنا لولا هذه الخبيثة يعني الخنساء , وقال بشار فيها : لم تقل امرأة قط شعرا إلا تبين الضعف فيه . فقيل له :أو كذلك الخنساء ؟ قال : تلك فوق الرجال


    وكانت الخنساء في أول أمرها تقول الشعر ولا تكثر حنى قتل أخواها معاوية وصخر فحزنت عليهما حزنا شديدا وخصوصا على صخر وكان أحبهما إليها لما كان عليه من الحلم والجود والتقدم في عشيرته والشجاعة وجمال وجه ففتق الحزن أكمام شاعرتها فنطقت بشعر هو آهات نفس لائعة ونفثات صدر متألم حزنا ودموع قلب جريح


    وعلى سذاجة معانيها وتكرها ومغالاتها في وصف حزنها ومناقب أخيها صخر فشعرها محبب , قريب إلى القلوب بما فيه من عاطفة صادقة , ملتهبة لوعة وبما فيه من وفاء أخوي صحيح





    ديوان الشاعره / الخنساء ..

  2. قصيدة / أبنت صخر تلك الباكية؟

    قالت في صخر:


    أبنت صخر تلكما الباكية
    لا باكي الليلة إلا هيه
    أودى أبو حسان، واحسرتا!
    وكان صخر ملك العاليه
    ويلاي! ما أرحم ويلا ليه،
    إذا رفع الصوت النادي الناعيه
    كذبت بالحق وقد رابني
    حتى علت أبياتنا الواعيه
    بالسيد الحلو الأمين الذي
    يعصمنا في السنة العادية
    لكن بعض القوم هيابة
    في القوم لا تغبطه الباديه
    لا ينطق العرف ولا يلحن
    العزف ولا ينفذ بالغازيه
    إن تنصب القدر لدى بيته
    فغيرها يحتضر الجاديه
    لكن أخي أروع ذو مرة
    من مثله تسترفد الباغيه
    لا ينطق النكر لدى حرة
    يبتار خالي الهم في الغاويه
    إن أخي ليس بترعية
    نكس هواء القلب ذي ماشيه
    عطافه أبيض ذو رونق
    كالرجع في المدجنة الساريه
    فوق حثيث الشد ذو ميعة
    يقدم أولى العصب الماضيه
    لا خير في عيش وإن سرنا
    والدهر لا تبقى له باقيه
    كل امرئ سر به أهله
    سوف يرى يوما على ناحيه
    يا من يرى من قومنا فارسا
    في الخيل إذ تعدو به الضافيه
    تحتك كبداء كميت كما
    أدرج ثوب اليمنة الطاويه
    إذ لحقت من خلفها تدعى

    مثل سوام الرجل الغاديه

    يكفأها بالطعن فيها كما
    ثلم باقي جبوة الجابيه
    تهوى إذا أرسلن من منهل
    مثل عقاب الدجنة الداجيهه
    عارض سحماء ردينية
    كالنار فيها آلة ماضيه
    أشربها القين لدى سنها
    فصار فيها الحمة القاضيه
    أنى لنا إذ فاتنا مثله
    للخيل إذ جالت وللعاديه
    أقسم لا يقعد في بلدة
    نائية عن أهله قاصيه
    فأقصد السير على وجهه
    لم ينهه الناهي ولا الناهيه

  3. قصيدة / الفارس الورد

    وقالت في أخيها معاوية لما قتله هاشم ابن حرملة:


    ألا لا أرى في الناس مثل معاوية
    إذا طرقت إحدى الليالي بداهيه

    بداهية يصغى الكلاب حسيسها
    وتخرج من سر النجى علانية

    ألا لا أرى كالفارس الورد فارسا
    إذا ما علته جرأة وعلانية

    وكان لزاز الحرب عند شبوبها
    إذا شمرت عن ساقها وهي ذاكية

    وقواد خيل نحو أخرى كأنها
    سعال وعقبان عليها زبانية

    بلينا وما تبلى تعار وما ترى
    على حدث الأيام إلا كما هيه

    فأقسمت لا ينفك دمعي وعولتي
    عليك بحزن ما دعا الله داعيه

  4. قصيدة / هل يغني البكاء؟

    وقالت ترثي أخويها صخرا ومعاوية:

    أرى الدهر أفنى معشري وبني أبي
    فأمسيت عبرى لا يجف بكائيا

    أيا صخر هل يغني البكاء أو الأسى
    على ميت بالقبر أصبح ثاويا

    فلا يبعدن الله صخرا وعهده
    ولا يبعدن الله ربي معاويا

    ولا يبعدن الله صخرا، فإنه
    أخو الجود يبني للفعال العواليا

    سأبكيهما والله ما حن واله
    وما أثبت الله الجبال الرواسيا

    سقى الله أرضا أصبحت قد حوتهما
    من المستهلات السحاب الغواديا

  5. قصيدة / ألا أيها الديك

    قالت ترثي قومها وتذكر صخرا:


    ألا أيها الديك المنادي بسحرة
    هلم كذا أخبرك ما قد بدا ليا

    بدا لي أني قد رزئت بفتية

    بقية قوم أورثوني المباكيا

    فلما سمعت النائحات ينحنه

    تعزيت واستيقنت أن لا أخا ليا

    كصخر ابن عمرو خير من قد علمته

    وكيف أرجى العيش؟ ضل ضلاليا

    وما لي لا أبكي على من لو أنه

    تقدم يومي قبله لبكى ليا

    وإن تمس في قيس وزيد وعامر

    وغسان لم تسمع له الدهر لاحيا

  6. قصيدة / من حس؟

    وقالت الخنساء في الموسم يوم فاخرتها هند بنت عتبة زوج أبي سفيان والد معاوية:



    من حس لي الأخوين
    كالغصنين أو من راهما

    أخوين كالصقرين لم
    ير ناظر شرواهما

    قرمين لا يتظالمان
    ولا يرام حماها

    أبكي على أخوي
    والقبر الذي واراهما

    لا مثل كهلي في الكهول
    ولا فتى كفتاهما

    رمحين خطيين في
    كبد السماء سناهما

    ما خلفا إذ ودعا
    في سؤدد شرواهما

    سادا بغير تكلف
    عفوا بفيض نداهما

  7. قصيدة / من للضيف

    بكت عيني وعاودها قذاها
    بغوار فما تقضي كراها

    على صخر، وأي فتى كصخر
    إذا ما الناب لم ترأم طلاها

    فتى الفتيان ما بلغوا مداه
    ولا يكدى إذا بلغت كداها

    حلفت برب صهب معملات
    إلى البيت المحرم منتهاها

    لئن جزعت بنو عمرو عليه
    لقد رزئت بنو عمرو فتاها

    له كيف يشد بها وكف
    تحلب ما يجف ثرى نداها

    ترى الشم الجحاجح من سليم
    يبل ندى مدامعها لحاها

    على رجل كريم الخيم أضحى
    ببطن حفيرة صخب صداها

    ليبك الخير صخرا من معد
    ذوو أحلامها وذوو نهاها

    وخيل لقد لففت بجول خيل
    فدارت بين كبشيها رحاها

    ترفع فضل سابغة دلاص
    على خيفانة خفق حشاها

    وتسعى حين تشتجر العوالي
    بكأس الموت ساعة مصطلاها

    محافظة ومحمية إذا ما
    نبا بالقوم من جزع لظاها

    فتركها قد اضطرمت بطعن
    تتضمنه إذا اختلفت كلاها

    فمن للضيف إذا هبت شمال
    مزعزعة تجاوبها صباها

    وألجأ بردها الأشوال حدبا
    إلى الحجرات بادية كلاها

    هنالك لو نزلت بآل صخر
    قرى الأضياف شحما من ذراها

    فلم أملك غداة نعي صخر
    سوابق عبرة حلبت صراها

    أمطعمكم وحاملكم تركتم
    لدى غبراء منهدم رجاها

    ليبك عليك قومك للمعالي
    وللهيجاء، إنك ما فتاها

    وقد فقدتك طلقة فاستراحت
    فليت الخيل فارسها يراها

  8. قصيدة / حلف الندى

    يا لهف نفسي على صخر وقد فزعت
    خيل لخيل وأقران لأقران

    سمح إذا يسر الأقوام أقدحهم

    طلق اليدين وهوب غير منان

    حلاحل ماجد محض ضريبته

    مجذامة لهواه غير مبطان

    سمح سجيته جزيل عطيته

    وللأمانة راع غير خوان

    نعم الفتى أنت يوم الروع قد علموا

    كفء إذا التف فرسان بفرسان

    سمح الخلائق محمود شمائله

    عالي البناء إذا ما قصر الباني

    مأوى الأرامل والأيتام إن سغبوا

    شهاد أنجية مطعام ضيفان

    حليف الندى وعقيد المجد، أي فتى

    كالليث في الحرب لا نكس ولا وان

  9. قصيدة / كفال الأم

    أمن ذكر صخر دمع عينك يسجم
    بدمع حثيث كالجمان المنظم

    فتى كان فينا لم ير الناس مثله
    كفالا لأم أو وكيلا لمحرم

    حسيب ينال المجد منه ببسطة
    ويعجز عن إفضاله كل شيظم

    ففرقت فرعيها وكنت سدادها
    إذا كان يوم بالغا كل معظم

    وما ضاعت الأرحام عندك والذي
    وليت وما استحفظت فيها لمجرم

    كأن بغاة الخيرر أقدم

    إذا ذكرت نفسي نداه وبأسه
    تحسر عنها كل عيش وأنعم
    عندك أصبحوا
    على نهج من طافح البحر خضرم

    توسعت للحاجات يا صخر كلها
    فحام إلى معروفك المتنسم

    وأنت ابن فرع القوم يا صخر كلها
    إذا قال فرسان اللقا: صخر

  10. قصيدة / الدموع المستهلة

    وقالت ترثي أخاها معاوية:

    يا عين جودي بالدموع
    المستهلات السواجم

    فيضا كما انخرق الجمان

    وجال في سلك النواظم

    وابكي معاوية الفتى

    وابن الحضارمة القماقم

    والحازم الباني العلي

    في الشاهقات من الدعائم

    تلقى الجزيل عطاؤه

    عند الحقائق غير نادم

    أسقي الإله ضريحه

    من صوب دائمة الرهائم
 
هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتـفاخـر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فـرسـان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ،ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. وقد طغت شهرتها على النساء قديماً وحديثاً. وتوفية سنة 664 للميلاد.
 
كانت الخنساء من نساء العرب الخالدات في التاريخ وديوان شعرها من أجمل دواوين الشعر، وروي أن عدي بن حاتم الطائي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحادثه فقال يا رسول الله إن فينا (أي طي ) أشعر الناس واسخى الناس و افرس الناس ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: سمهم. قال: أما أشعر الناس فامرؤا القيس بن حجر، وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد (يعني آباه)، وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب .   فقال: ليس كما قلت يا عدي ،أما أشعر الناس الخنساء بنت عمروا ، وأما اسخى الناس فمحمد (يعني نفسه صلى الله عليه وسلم)، وأما أفرس الناس فعلي ابن أبي طالب.   والخنساء لقب لها وأباها عمر بن الشريد السلمي سيد قومه وعظيم أهله وأخويها صخر ومعاوية وهما من أجرى  وأشجع فتيان العرب وأكثرهم إقداماً و وفروسية ،  وقد كان أخيها صخر إلى جانب فروسيته وكرم خصاله من أجمل فتيان العرب في الجزيرة العربية وقتئذ قبل الأسلم بفترة قصيرة وسبب موته أنه غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات.   واشتهرت الخنساء وعلى صيتها كشاعرة من فحول الشعراء ، وقد تفوقت على كثير من جهابذة الشعراء وكان يعرفها القاصي والداني وأكثر شعرها رثاء في أخيها صخراً، وضربة الخنساء في مجال الشعر والرثاء والتصدي بأكثر من سهم ، وقال فيها جرير ذات مره : والله لأني أشعر الشعراء لولا هذه الخبيثة ! يقصد الخنساء ، أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل إمرةً قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ، فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فإذا به يقول: الخنساء فوق الرجال !!، وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيليه والخنساء السلمية .  وهاجرت الخنساء إلى المدينة المنورة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها ويطرب له وقد تعود صلى الله عليه وسلم أن يقول لهاء " هيه يا خناس " أي أحسنت وأبدعت بفصاحتك ، وقيل إن الخنساء ظلت تقول الشعر والرثاء في أخيها صخراُ وتبكي عليه وقدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن العويل والبكاء الذي يأباه الدين الإسلامي والشريعة السمحاء . وقد سأل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الخنساء ذات مره فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لمل ماتوا عليه من الضلال ، قال : صدقت يا بنت عمرو.  وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات مع العرب المسلمين وصحبة الجيوش الظافرة في مسيرها ، وسميت " بأم الشهداء" لما إنهاء حرضت أولادها الأربعة على الخروج مره واحدة للجهاد وإعزاز دين الله الحق ، وقد نالوا الشهادة جميعاً في معارك القادسية مع الفرس والتي أنتصر فيها العرب نصراً حاسماً وأصبح أمامهم الباب مفتوحاً لتحرير العراق من نير الفرس المجوس ، ثم فتح فارس وأعلا دين الله في هذه البلاد، وقد قالت الخنساء كلمات خالدة قبل الزحف الأعظم لفتح العراق وفارس: ( يا أبنائي إنكم أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو ما هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وأعلما إن الدار الآخرة خير من الدار الفانية ، ويقول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) الآية.
فبعد انتهاء المعركة حمل النعاة إلى الخنساء أنباء استشهاد أبناءه الأربعة مرةً واحدة وتملكتها هزة المفاجئة ، ورفعة رأسها بعد ذلك إلى السماء في إيمان بالغ ، تسأل الله تعالى أن يعجل بهاء لتلحق بالأحبة في جواره الكريم وتظفر بما ظفروا به من النعيم المقيم وقالت : ( الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعاً في ميدان الشرف وتحت راية الجهاد في سبيل الله وأعز شرفي في هذا بأن أتم نعمة النصر الأكبر على المسلمين ) . ومن أشعار الخنساء الكثيرة في الرثاء لأخيها صخراً الذي كان من أجمل فتيان مضر العدنانية(في آخر سنوات الجاهلية) .
قالت في أخيها صخر بعد موته:
قــذى بـعـــينـك أم بالعـيـن عــــــوار  
               أم أقفـرت إذ خلت من أهلها الـــدارُ
كـأن عـيـنـيـك لـذكـراه إذا خـطــــرت
               فيض يسيـل عـلى الخـديـن مـدرارا
تبكي لصخر هي العبرى وقـد ولهت
                ودونـه مـن جـديــد الـتــرب أستــــار
تبكي خـناس على صخر وحـق لها
                 إذ رابهـا الدهــــر إن الدهــــر ضـــرار
       وقالت أيضاً:
وإن صـخـــراً لمـــــــولانـا وسيـــدنــا
                 وإن صخــــراً إذا نشــــدت لنحـــــــار
وإن صخــــراً لتـأتــم الهـــــــــداة بــه
                كأنــه علـــــم في رأســـــــــه نـــــار
     وقالت أيضاً:
أعـينــي جـــــــــوداً ولا تجـمــــــــدا
                ألا تــبـكيـــان لـصخــــــر النــــــــدى
ألا تــبـكيـــان الجــــريء الجمـيـــــل
                ألا تــبـكيـــان الفـتـــــى السيــــــدا
طويـــــــــــــل النــجــاد رفيـع العماد
                وســـــــــــــاد عـشـيرتـه امـــــــــردا
    وقالت أيضاً في صخر:
ابـكـي أبا عـمـــرو بعـيـن غـــزيـــرة
                 قليل إذا تغـــفى العيــون رقــودهــا
وصخـــراً ومــن ذا مثـل صخر إذا بدا
                  بساحتــه الأبـطـــال قبـــــا يقودهـا
 
  كما قالت في أخيها معاوية لما قتله بنو مرة من (غطفان) ترثيه :
 
ألا لا أرى فـي الـنـــاس مثل معاوية
                 إذا طـرقت إحـدى الـليــالي بـداهية
بـداهـية يصغى الكلاب حسيـسهـا
                  وتـخـــرج مــن ســر الـنجـا عـــلانية
وكـان لـــزاز الـحــــرب عـند شبوبها
                 إذا شمرت عن ســاقها وهي ذاكية
وقـواد خـيـل نحـــــو أخـرى كـأنــهــا
                  سعـــال وعـقبـان عـليهــــا زبـانـيـة
بـلـينا وما تبلـى تـعــار ومــــا تــرى
                   عـلــــى حـــدث الأيــــام كـمـاهـي
فأقـسمـت لا ينفك دمعي وعولتي
                  عـليـك بـحـزن ما دعا الله داعـيــــة
 
           وقيل للخنساء صفي لنا أخويك صخراً ومعاوية فقالت : كان صخر والله جنت الزمان الأغبر وذعاف الخميس الأحمر ، وكان معاوية القائل الفاعل ، قيل لها: فأيهما أسمى وأفخر ؟ قالت : أما صخر فحر الشتاء ، وأما معاوية فبرد الهواء   وقيل لها فأيهما أوجع وأفجع ؟ قالت : أما صخر فجمر الكبد وأما معاوية فسقام الجسد . وأنشأت تقول:
 
أســــدان محـــمــــر المخــالب نجـده
              بحــــران في الزمـــن الغضـوب الأنمـر
قمـران في النــــادي رفيعــــاً محتدي
              فــي الـمجـد فـرعـاً سـؤدد مـتـخـيـــر
 
الخـنـســــــاء – رضـي الله عـنهـــا- .
 
هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتـفاخـر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فـرسـان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ،ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. وقد طغت شهرتها على النساء قديماً وحديثاً. وتوفية سنة 664 للميلاد.
 
كانت الخنساء من نساء العرب الخالدات في التاريخ وديوان شعرها من أجمل دواوين الشعر، وروي أن عدي بن حاتم الطائي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحادثه فقال يا رسول الله إن فينا (أي طي ) أشعر الناس واسخى الناس و افرس الناس ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: سمهم. قال: أما أشعر الناس فامرؤا القيس بن حجر، وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد (يعني آباه)، وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب .   فقال: ليس كما قلت يا عدي ،أما أشعر الناس الخنساء بنت عمروا ، وأما اسخى الناس فمحمد (يعني نفسه صلى الله عليه وسلم)، وأما أفرس الناس فعلي ابن أبي طالب.   والخنساء لقب لها وأباها عمر بن الشريد السلمي سيد قومه وعظيم أهله وأخويها صخر ومعاوية وهما من أجرى  وأشجع فتيان العرب وأكثرهم إقداماً و وفروسية ،  وقد كان أخيها صخر إلى جانب فروسيته وكرم خصاله من أجمل فتيان العرب في الجزيرة العربية وقتئذ قبل الأسلم بفترة قصيرة وسبب موته أنه غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات.   واشتهرت الخنساء وعلى صيتها كشاعرة من فحول الشعراء ، وقد تفوقت على كثير من جهابذة الشعراء وكان يعرفها القاصي والداني وأكثر شعرها رثاء في أخيها صخراً، وضربة الخنساء في مجال الشعر والرثاء والتصدي بأكثر من سهم ، وقال فيها جرير ذات مره : والله لأني أشعر الشعراء لولا هذه الخبيثة ! يقصد الخنساء ، أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل إمرةً قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ، فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فإذا به يقول: الخنساء فوق الرجال !!، وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيليه والخنساء السلمية .  وهاجرت الخنساء إلى المدينة المنورة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها ويطرب له وقد تعود صلى الله عليه وسلم أن يقول لهاء " هيه يا خناس " أي أحسنت وأبدعت بفصاحتك ، وقيل إن الخنساء ظلت تقول الشعر والرثاء في أخيها صخراُ وتبكي عليه وقدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن العويل والبكاء الذي يأباه الدين الإسلامي والشريعة السمحاء . وقد سأل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الخنساء ذات مره فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لمل ماتوا عليه من الضلال ، قال : صدقت يا بنت عمرو.  وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات مع العرب المسلمين وصحبة الجيوش الظافرة في مسيرها ، وسميت " بأم الشهداء" لما إنهاء حرضت أولادها الأربعة على الخروج مره واحدة للجهاد وإعزاز دين الله الحق ، وقد نالوا الشهادة جميعاً في معارك القادسية مع الفرس والتي أنتصر فيها العرب نصراً حاسماً وأصبح أمامهم الباب مفتوحاً لتحرير العراق من نير الفرس المجوس ، ثم فتح فارس وأعلا دين الله في هذه البلاد، وقد قالت الخنساء كلمات خالدة قبل الزحف الأعظم لفتح العراق وفارس: ( يا أبنائي إنكم أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو ما هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وأعلما إن الدار الآخرة خير من الدار الفانية ، ويقول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) الآية.
فبعد انتهاء المعركة حمل النعاة إلى الخنساء أنباء استشهاد أبناءه الأربعة مرةً واحدة وتملكتها هزة المفاجئة ، ورفعة رأسها بعد ذلك إلى السماء في إيمان بالغ ، تسأل الله تعالى أن يعجل بهاء لتلحق بالأحبة في جواره الكريم وتظفر بما ظفروا به من النعيم المقيم وقالت : ( الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعاً في ميدان الشرف وتحت راية الجهاد في سبيل الله وأعز شرفي في هذا بأن أتم نعمة النصر الأكبر على المسلمين ) . ومن أشعار الخنساء الكثيرة في الرثاء لأخيها صخراً الذي كان من أجمل فتيان مضر العدنانية(في آخر سنوات الجاهلية) .
قالت في أخيها صخر بعد موته:
قــذى بـعـــينـك أم بالعـيـن عــــــوار  
               أم أقفـرت إذ خلت من أهلها الـــدارُ
كـأن عـيـنـيـك لـذكـراه إذا خـطــــرت
               فيض يسيـل عـلى الخـديـن مـدرارا
تبكي لصخر هي العبرى وقـد ولهت
                ودونـه مـن جـديــد الـتــرب أستــــار
تبكي خـناس على صخر وحـق لها
                 إذ رابهـا الدهــــر إن الدهــــر ضـــرار
       وقالت أيضاً:
وإن صـخـــراً لمـــــــولانـا وسيـــدنــا
                 وإن صخــــراً إذا نشــــدت لنحـــــــار
وإن صخــــراً لتـأتــم الهـــــــــداة بــه
                كأنــه علـــــم في رأســـــــــه نـــــار
     وقالت أيضاً:
أعـينــي جـــــــــوداً ولا تجـمــــــــدا
                ألا تــبـكيـــان لـصخــــــر النــــــــدى
ألا تــبـكيـــان الجــــريء الجمـيـــــل
                ألا تــبـكيـــان الفـتـــــى السيــــــدا
طويـــــــــــــل النــجــاد رفيـع العماد
                وســـــــــــــاد عـشـيرتـه امـــــــــردا
    وقالت أيضاً في صخر:
ابـكـي أبا عـمـــرو بعـيـن غـــزيـــرة
                 قليل إذا تغـــفى العيــون رقــودهــا
وصخـــراً ومــن ذا مثـل صخر إذا بدا
                  بساحتــه الأبـطـــال قبـــــا يقودهـا
 
  كما قالت في أخيها معاوية لما قتله بنو مرة من (غطفان) ترثيه :
 
ألا لا أرى فـي الـنـــاس مثل معاوية
                 إذا طـرقت إحـدى الـليــالي بـداهية
بـداهـية يصغى الكلاب حسيـسهـا
                  وتـخـــرج مــن ســر الـنجـا عـــلانية
وكـان لـــزاز الـحــــرب عـند شبوبها
                 إذا شمرت عن ســاقها وهي ذاكية
وقـواد
شــاعــــرة بـني سـُليــــــم
الخـنـســــــاء – رضـي الله عـنهـــا- .
 
هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتـفاخـر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فـرسـان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ،ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. وقد طغت شهرتها على النساء قديماً وحديثاً. وتوفية سنة 664 للميلاد.
 
كانت الخنساء من نساء العرب الخالدات في التاريخ وديوان شعرها من أجمل دواوين الشعر، وروي أن عدي بن حاتم الطائي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحادثه فقال يا رسول الله إن فينا (أي طي ) أشعر الناس واسخى الناس و افرس الناس ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: سمهم. قال: أما أشعر الناس فامرؤا القيس بن حجر، وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد (يعني آباه)، وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب .   فقال: ليس كما قلت يا عدي ،أما أشعر الناس الخنساء بنت عمروا ، وأما اسخى الناس فمحمد (يعني نفسه صلى الله عليه وسلم)، وأما أفرس الناس فعلي ابن أبي طالب.   والخنساء لقب لها وأباها عمر بن الشريد السلمي سيد قومه وعظيم أهله وأخويها صخر ومعاوية وهما من أجرى  وأشجع فتيان العرب وأكثرهم إقداماً و وفروسية ،  وقد كان أخيها صخر إلى جانب فروسيته وكرم خصاله من أجمل فتيان العرب في الجزيرة العربية وقتئذ قبل الأسلم بفترة قصيرة وسبب موته أنه غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات.   واشتهرت الخنساء وعلى صيتها كشاعرة من فحول الشعراء ، وقد تفوقت على كثير من جهابذة الشعراء وكان يعرفها القاصي والداني وأكثر شعرها رثاء في أخيها صخراً، وضربة الخنساء في مجال الشعر والرثاء والتصدي بأكثر من سهم ، وقال فيها جرير ذات مره : والله لأني أشعر الشعراء لولا هذه الخبيثة ! يقصد الخنساء ، أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل إمرةً قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ، فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فإذا به يقول: الخنساء فوق الرجال !!، وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيليه والخنساء السلمية .  وهاجرت الخنساء إلى المدينة المنورة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها ويطرب له وقد تعود صلى الله عليه وسلم أن يقول لهاء " هيه يا خناس " أي أحسنت وأبدعت بفصاحتك ، وقيل إن الخنساء ظلت تقول الشعر والرثاء في أخيها صخراُ وتبكي عليه وقدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن العويل والبكاء الذي يأباه الدين الإسلامي والشريعة السمحاء . وقد سأل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الخنساء ذات مره فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لمل ماتوا عليه من الضلال ، قال : صدقت يا بنت عمرو.  وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات مع العرب المسلمين وصحبة الجيوش الظافرة في مسيرها ، وسميت " بأم الشهداء" لما إنهاء حرضت أولادها الأربعة على الخروج مره واحدة للجهاد وإعزاز دين الله الحق ، وقد نالوا الشهادة جميعاً في معارك القادسية مع الفرس والتي أنتصر فيها العرب نصراً حاسماً وأصبح أمامهم الباب مفتوحاً لتحرير العراق من نير الفرس المجوس ، ثم فتح فارس وأعلا دين الله في هذه البلاد، وقد قالت الخنساء كلمات خالدة قبل الزحف الأعظم لفتح العراق وفارس: ( يا أبنائي إنكم أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو ما هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وأعلما إن الدار الآخرة خير من الدار الفانية ، ويقول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) الآية.
فبعد انتهاء المعركة حمل النعاة إلى الخنساء أنباء استشهاد أبناءه الأربعة مرةً واحدة وتملكتها هزة المفاجئة ، ورفعة رأسها بعد ذلك إلى السماء في إيمان بالغ ، تسأل الله تعالى أن يعجل بهاء لتلحق بالأحبة في جواره الكريم وتظفر بما ظفروا به من النعيم المقيم وقالت : ( الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعاً في ميدان الشرف وتحت راية الجهاد في سبيل الله وأعز شرفي في هذا بأن أتم نعمة النصر الأكبر على المسلمين ) . ومن أشعار الخنساء الكثيرة في الرثاء لأخيها صخراً الذي كان من أجمل فتيان مضر العدنانية(في آخر سنوات الجاهلية) .
قالت في أخيها صخر بعد موته:
قــذى بـعـــينـك أم بالعـيـن عــــــوار  
               أم أقفـرت إذ خلت من أهلها الـــدارُ
كـأن عـيـنـيـك لـذكـراه إذا خـطــــرت
               فيض يسيـل عـلى الخـديـن مـدرارا
تبكي لصخر هي العبرى وقـد ولهت
                ودونـه مـن جـديــد الـتــرب أستــــار
تبكي خـناس على صخر وحـق لها
                 إذ رابهـا الدهــــر إن الدهــــر ضـــرار
       وقالت أيضاً:
وإن صـخـــراً لمـــــــولانـا وسيـــدنــا
                 وإن صخــــراً إذا نشــــدت لنحـــــــار
وإن صخــــراً لتـأتــم الهـــــــــداة بــه
                كأنــه علـــــم في رأســـــــــه نـــــار
     وقالت أيضاً:
أعـينــي جـــــــــوداً ولا تجـمــــــــدا
                ألا تــبـكيـــان لـصخــــــر النــــــــدى
ألا تــبـكيـــان الجــــريء الجمـيـــــل
                ألا تــبـكيـــان الفـتـــــى السيــــــدا
طويـــــــــــــل النــجــاد رفيـع العماد
                وســـــــــــــاد عـشـيرتـه امـــــــــردا
    وقالت أيضاً في صخر:
ابـكـي أبا عـمـــرو بعـيـن غـــزيـــرة
                 قليل إذا تغـــفى العيــون رقــودهــا
وصخـــراً ومــن ذا مثـل صخر إذا بدا
                  بساحتــه الأبـطـــال قبـــــا يقودهـا
 
  كما قالت في أخيها معاوية لما قتله بنو مرة من (غطفان) ترثيه :
 
ألا لا أرى فـي الـنـــاس مثل معاوية
                 إذا طـرقت إحـدى الـليــالي بـداهية
بـداهـية يصغى الكلاب حسيـسهـا
                  وتـخـــرج مــن ســر الـنجـا عـــلانية
وكـان لـــزاز الـحــــرب عـند شبوبها
                 إذا شمرت عن ســاقها وهي ذاكية
وقـواد خـيـل نحـــــو أخـرى كـأنــهــا
                  سعـــال وعـقبـان عـليهــــا زبـانـيـة
بـلـينا وما تبلـى تـعــار ومــــا تــرى
                   عـلــــى حـــدث الأيــــام كـمـاهـي
فأقـسمـت لا ينفك دمعي وعولتي
                  عـليـك بـحـزن ما دعا الله داعـيــــة
 
           وقيل للخنساء صفي لنا أخويك صخراً ومعاوية فقالت : كان صخر والله جنت الزمان الأغبر وذعاف الخميس الأحمر ، وكان معاوية القائل الفاعل ، قيل لها: فأيهما أسمى وأفخر ؟ قالت : أما صخر فحر الشتاء ، وأما معاوية فبرد الهواء   وقيل لها فأيهما أوجع وأفجع ؟ قالت : أما صخر فجمر الكبد وأما معاوية فسقام الجسد . وأنشأت تقول:
 
أســــدان محـــمــــر المخــالب نجـده
              بحــــران في الزمـــن الغضـوب الأنمـر
قمـران في النــــادي رفيعــــاً محتدي
              فــي الـمجـد فـرعـاً سـؤدد مـتـخـيـــر
 
خـيـل نحـــــو أخـرى كـأنــهــا
                  سعـــال وعـقبـان عـليهــــا زبـانـيـة
بـلـينا وما تبلـى تـعــار ومــــا تــرى
                   عـلــــى حـــدث الأيــــام كـمـاهـي
فأقـسمـت لا ينفك دمعي وعولتي
                  عـليـك بـحـزن ما دعا الله داعـيــــة
 
           وقيل للخنساء صفي لنا أخويك صخراً ومعاوية فقالت : كان صخر والله جنت الزمان الأغبر وذعاف الخميس الأحمر ، وكان معاوية القائل الفاعل ، قيل لها: فأيهما أسمى وأفخر ؟ قالت : أما صخر فحر الشتاء ، وأما معاوية فبرد الهواء   وقيل لها فأيهما أوجع وأفجع ؟ قالت : أما صخر فجمر الكبد وأما معاوية فسقام الجسد . وأنشأت تقول:
 
أســــدان محـــمــــر المخــالب نجـده
              بحــــران في الزمـــن الغضـوب الأنمـر
قمـران في النــــادي رفيعــــاً محتدي
              فــي الـمجـد فـرعـاً سـؤدد مـتـخـيـــر
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق