الثلاثاء، 25 مارس 2014

.[سورة الصافات: الآيات 161- 163]:


.[سورة الصافات: الآيات 161- 163]:
{فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (161) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (162) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (163)}.
.الإعراب:
الفاء استئنافيّة و الواو عاطفة {ما} اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير الخطاب في {إنّكم}.
وجملة: {إنّكم}... {ما أنتم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تعبدون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
{ما} نافية عاملة عمل ليس {عليه} متعلّق بفاتنين {فاتنين} مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، ومفعول فاتنين محذوف أي أحدا.
وجملة: {ما أنتم عليه بفاتنين} في محلّ رفع خبر إنّ.
{إلّا} للاستثناء {من} اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء من المفعول المقدّر، {صال} خبر مرفوع وعلامة الرفع الضّمة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف مراعاة لقراءة الوصل.
وجملة: {هو صال الجحيم} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
.الصرف:
{فاتنين} جمع فاتن، اسم فاعل من فتن الثلاثيّ وزنه فاعل.
{صال} اسم فاعل من صلي يصلى باب فرح، جاء في الآية على وزن فاع بحذف اللام على الرغم من كونه مضافا.
.[سورة الصافات: الآيات 164- 166]:
{وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)}.
.الإعراب:
الواو استئنافيّة {ما} نافية مهملة {منّا} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المقدّر أحد {إلّا} للحصر {له} خبر مقدم للمبتدأ {مقام} والضمير في {منّا} يعود إلى الملائكة.
جملة: ما منا أحد لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {له مقام} في محلّ نصب حال من المبتدأ المقدّر أحد.
الواو عاطفة {إنّا} حرف مشبّه بالفعل واسمه اللام المزحلقة للتوكيد.
وجملة: {إنّا لنحن} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما منّا.
وجملة: {نحن الصافّون} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إنّا لنحن} الثانية لا محلّ لها معطوفة على إنّا لنحن الأولى.
وجملة: {نحن المسبّحون} في محلّ رفع خبر إنّ الثانية.
.الفوائد:
ضمير الفصل:
ورد في هذه الآية قوله تعالى {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} فالضمير {نحن} يسمى ضمير الفصل، أو العماد، لأنه يقوي معنى الجملة ويؤكدها، ومثله قوله تعالى {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَدًا}.
زعم البصريون أنه لا محل له، وإنما هو لمجرد التوكيد فقط، ثم قال أكثرهم: إنه حرف، فلا إشكال، وقال الخليل: اسم، ونظيره على هذا القول أسماء الأفعال فيمن يراها غير معمولة لشيء، وأك الموصولة، وقال الكوفيون: له محل، ثم قال الكسائي: محله بحسب ما بعده، وقال الفراء: بحسب ما قبله، فمحله بين المبتدأ والخبر رفع، وبين معمولي ظن نصب، وبين معمولي كان رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي، وبين معمولي إن بالعكس. وسيأتي بحث مفصل عن هذا الضمير فيه شفاء لما في الصدور.
.[سورة الصافات: الآيات 167- 170]:
{وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)}.
.الإعراب:
الواو استئنافيّة {إن} مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال اللام هي الفارقة.. والضمير في {يقولون} يعود على كفار قريش.
جملة: {كانوا ليقولون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يقولون} في محلّ نصب خبر كانوا.
{لو} حرف شرط غير جازم {عندنا} ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم {من الأولين} نعت ل {ذكرا} بحذف مضاف أي من كتب الأولين.
وجملة: ثبت ذكر في محلّ نصب مقول القول.
والمصدر المؤوّل {أنّ عندنا ذكرا} في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي ثبت وجود الذكر.
اللام واقعة في جواب لو.
وجملة: {كنّا عباد} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الفاء عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر {سوف} حرف استقبال.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فجاءهم فكفروا.
وجملة: {سوف يعلمون} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء وقت حسابهم فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.
.[سورة الصافات: الآيات 171- 179]:
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179)}.
.الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {قد} حرف تحقيق {لعبادنا} متعلّق بحال من كلمتنا أي مقولة لعبادنا.
جملة: {سبقت كلمتنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
اللام هي المزحلقة للتوكيد في الموضعين.
وجملة: {إنّهم لهم المنصورون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير للكلمة- وجملة: {هم المنصورون} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إنّ جندنا لهم الغالبون} لا محلّ لها معطوفة على البيانيّة.
وجملة: {هم الغالبون} في محلّ رفع خبر إنّ الثانية.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {عنهم} متعلّق ب {تولّ} {حتّى حين} جارّ ومجرور متعلّق ب {تولّ}.
وجملة: {تولّ عنهم} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان النصر لجندنا فتولّ عنهم.
الواو عاطفة الفاء رابطة {سوف} حرف استقبال.
وجملة: {أبصرهم} معطوفة على جملة تولّ.
وجملة: {سوف يبصرون} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تفعل فسوف يبصرون.
الهمزة للاستفهام التهديديّ الفاء استئنافيّة {بعذابنا} متعلّق ب {يستعجلون} بتضمينه معنى يستهزئون.
وجملة: {يستعجلون} لا محلّ لها استئنافيّة.
الفاء عاطفة {بساحتهم} متعلّق ب {نزل} الفاء رابطة لجواب الشرط {ساء} فعل ماض لإنشاء الذمّ {صباح} فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره صباحهم.
وجملة: {نزل} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ساء صباح} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الواو عاطفة {تولّ يبصرون} مرّ إعرابهما آنفا مفردات وجملا.
.الصرف:
{ساحتهم} اسم للميدان أو الفسحة الأرضية وزنه فعلة بفتح فسكون.
.البلاغة:
1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {فإذا نزل بساحتهم}.
في الضمير استعارة مكنية. شبه العذاب بجيش يهجم على قوم وهم في ديارهم بغتة فيحل بها، والنزول تخييل.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {فساء صباح المنذرين}.
كثيرا ما يسمعون الغارة صباحا لما أنها في الأعم الأغلب تقع فيه، وهو مجاز مرسل، أطلق فيه الزمان، وأريد ما وقع فيه، كما يقال: أيام العرب لوقائعهم.
.الفوائد:
حتّى الجارّة:
لحتى وجوه عديدة. ومن أوجهها أنها تأتي حرفا جارا بمنزلة إلى في المعنى والعمل، كما ورد في الآية التي نحن بصددها {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} ولكنها تخالفها في ثلاثة أمور:
1- إن لمجرورها شرطين:
آ- أن يكون ظاهرا لا مضمرا.
ب- أن يكون مجرورها شيئا آخر، نحو أكلت السمكة حتى رأسها، أو ملاقيا لآخر جزء نحو {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
2- إذا لم يكن معها قرينة تقتضي دخول ما بعدها، كما في قوله:
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ** والزاد حتى نعله ألقاها

أو عدم دخوله كما في قوله:
سقى الحيا الأرض حتى أمكن غريت ** لهم فلا زال عنها الخير مجدودا

فقوله لا زال عنها هو القرينة المانعة من دخول ما بعد حتى في حكم ما قبلها، ويحكم في مثل ذلك لما بعد إلى بعدم الدخول.
3- إن كلّا منهما قد ينفرد بمحل لا يصلح للآخر.
فمما انفردت به إلى أنه يجوز كتبت إلى زيد وأنا لي عمرو أي هو غايتي، كما جاء في الحديث «أنا بك وإليك»، وسرت من البصرة إلى الكوفة، ولا يجوز حتى زيد، وحتى عمرو، وحتى الكوفة. وعدم جواز حتى الكوفة لضعف حتى في الغاية، فلم يقابلوا بها ابتداء الغاية.
ومما انفردت به حتى أنه يجوز وقوع المضارع المنصوب بعدها، كقوله تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} وأن الفعل في تأويل مصدر مجرور بحتى. خلافا للكوفيين الذين يجعلون نصب الفعل بحتى، لأن حتى تختص بالأسماء فلا تعمل في الأفعال.
.[سورة الصافات: الآيات 180- 182]:
{سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (182)}.
.الإعراب:
{سبحان ربّك} مثل سبحان اللّه، {ربّ} بدل من ربّك مجرور {عمّا يصفون} مرّ إعرابها.
جملة: نسبّح {سبحان ربّك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يصفون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي- أو الاسميّ-
الواو عاطفة {سلام} مبتدأ مرفوع، {على المرسلين} متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ سلام.
وجملة: {سلام على المرسلين} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الواو عاطفة {للّه} متعلّق بخبر المبتدأ الحمد {ربّ} نعت للفظ الجلالة مجرور مثله.
وجملة: {الحمد للّه} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. اهـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق