الاثنين، 31 مارس 2014

التشبيه المفرد


التشبيه المفرد(1)معنى التشبيه وأركانه وقيمته في العمل :


قد تشاهد وأنت في طريقك إلى المدرسه رجلاً طويلاً ظاهر الطول أكثر مما اعتدت أن تراه أوتسمع عنه وتريد أن تنقل دهشتك من هذا المنظر النادر إلى زملائك فما تقول لهم ؟


إذا قلت : رأيت في طريقي رجلاً طويلاً ، كان كلامك لا أثر له لانهم يشاهدون مثل ذلك كل لحظه ولذا تبحث في قاع الواقع المشاهد المحسوس عن شيء يضرب به الناس المثل في الطول أو عن شيءلا ينكر الناس طوله فتجد النخله مثلاً فتقول لزملائك :

رأيت رجلاً طويلاً كالنخله
عندئذ ترتفع الصورة في خيال زملائك إلى أعلى مما كانت عليه ويتصورون رجلاً مفرطاً في الطول مثلما رأيت أنت

فماذا الذي فعلته أنت ؟


ربطت بين فكرة نظرية في نفسك وهي طول الرجل الزائد عن المألوف وبين شيء معروف من واقع الحياة وهي النخلة بأداة التشبيه وهي الكاف ولوال أن هناك علاقة بين الرجل والنخله في التشابه أو المشابهه في الطول لما كان كلامك معقولاً ولا مقبولاً . إن هذا الذي قمت به هو التشبيه


حيث شبهت الرجل الطويل بالنخله ،

فالرجل هو المشبه
والنخله هي المشبه به
والكاف أداة الربط بينهما : أي هي أداة التشبيه والطول هو علاقة المشابهه بين الطرفين أي هو وجه الشبه بينهما

القاعدة


التشبيه هو : الجمع بين شيئين بينهما علاقة المشابهه في صفة أو أكثر بقصد توضيح المعنى منقل الإحساس به للآخرين


أركان التشبيه أربعه : المشبه والشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه


أداة التشبيه تكون : حرفاً كالكاف وكأن وتكون اسماًمثل : مثل وشبيه ومثيل ومثال وتكون فعلاً مثل : يشبه ، ويماثل ، يحكي


التشبيه لون من ألوان التصوير وأسلوب من أساليب التعبير الجمالي يتفاوت الأدباء في تقديمه والقراء في تذوقه كل بحسب ثقافته وموهبته




تقسيمات التشبيه





التقسيم الأوّل: ينقسم التشبيه بلحاظ الأداة و وجه الشبه، من حيث حذفهما و إثباتهما الى أربعة أقسام:



1. التشبيه المرسل المفصل،


و يعرف بالتشبيه التام: و هو التشبيه الذي ذكرت فيه الأركان الأربعة جميعا. و يعتبر هذا القسم أول مراتب التشبيه الخالية عن المبالغة؛ و ذلك لأنّ المبالغة ـ التي حقيقتها هنا ادعاء أن المشبه عين المشبه به ـ لا تتلاءم مع وجود الأداة، و وجه الشبه؛ لأن الأداة تفصل بين الطرفين و تميزهما عن بعضهما، و ذكر الوجه يحصر التشابه بينهما في جهة مخصوصة، و هي الصفة أو الصفات المذكورة. و من أمثلة هذا القسم قول البحتري:


قُصُورٌ كَالكَواكِبِ لامِعَاتٌ ** ** يَكدْنَ يُضِئْنَ لِلسَّارِي الظّلاَما



2. التشبيه المرسل المجمل:


و هو ما ذكر فيه الأداة، و حذف منه وجه الشبه، فالإرسال من ناحية الأداة، و الإجمال من ناحية الوجه. نحو قوله تعالى: «وَ لَهُ الجَوَارِ المُنْشَئَاتُ فِى البَحْرِ كَالأعْلاَمِ»(1).


3. التشبيه المؤكد المفصل:


و هو ما حذف منه الأداة، و ذكر فيه وجه الشبه، فالتأكيد باعتبار حذف‏الأداة، والتفصيل باعتبار ذكر الوجه. و من أمثلته قول الشاعر:


أنتَ نَجْمٌ فِي رِفْعَةٍ وَ ضِياءٍ **** تَجْتَلِيكَ العُيُونُ شَرْقا وَ غَرْبا



4. التشبيه المؤكد المجمل،


و يعرف بالتشبيه البليغ. و هو ما حذف منه الأداة و الوجه معا، و في هذا القسم يصل التشبيه الى الذروة في المبالغة، كما أشرنا الى ذلك آنفا. و من أمثلته قوله تعالى: «وَ سُيِّرَتِ الجِبَالُ فَكَانَتْ سَرابا»(2)، أي: كالسراب في كونها تُرى على هيئة شيء و هي ليست بشيء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق