الثلاثاء، 25 مارس 2014

الشاعرة الخنساء

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا و حبيبنا و قدوتنا محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين



و بعد :

قليل من الناس من لا يكتفي بالنظر إلى ظاهر الأشياء وإنما ينظر إلى ما خلفها ويحاول الوصول إلى عمق العمق ليكتشف أسرارها ومميزاتها فمثلاً كلمة الشعر , وهي المحور الرئيس الذي يدور في فلكة هذا البحث عندما تسمع لأول وهلة قد لا يخطر ببال السامع أنها قد تتخطى مجرد الطباع والسّجايا .


و من هذا الباب تطرقنا بأن نتكلم عن أحد هؤلاء الشعراء الذين لم ينساهم التاريخ بل كان في شعرهم الأدب و الأخلاق ألا وهي الشاعرة المسلمة الصحابية المؤمنة الأم الصبورة
(( الخنساء )) عاشت الجاهلية و الإسلام معاً ....


نتكلم في هذا البحث المتواضع عن حياتها قبل الإسلام و بعدها و عن شعرها و رثاءها لأخوها و...و.....
































الخنساء شاعرة العرب الاولى





من أشهر شعراء العرب المخضرمين أي الذين شهدوا عهد الجاهلية ثم عهد الاسلام ومع ان تاريخ الشعر في تلك الفترة عرف اكثر من شاعرة تحمل اسم الخنساء
إلا أن أشهر هؤلاء الخنسْ هي الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشريدة




إذن من هى الخنساء؟




هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت في جزيرة العرب


ولدت (575) ميلادى كانت شاعرةرثاء في عصر الجاهلية كانت تسكن في اقليم نجد.



نسبها ..


من بني الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كان بنو الشريد هؤولاء زعماء قبائل بني سليم في الجاهلية ومن كبار العرب.



قال ابن سعيد‏:‏-((كان عمرو بن الشريد يمسك بيده ابنيه, صخراً, ومعاوية, في الموسم فيقول أنا أبو خيري مضر, ومن أنكر فليعتبر, فلا ينكر أحد‏.))



قال ابن خلكان في "وفيات الأعيان":


((الخنساء: اسمها تماضر، بضم التاء المثناة من فوقها وفتح الميم وبعد الألف ضاد مكسورة معجمة وبعدها راء، وهي ابنة عمرو بن الشريد السلمي)).




لماذا لقبت بالخنساء ؟



لجمال أنفها وارتفاع أرنبتى أنفها



والخنساء لقب جاء من الخنس أي انخفاض قصبة الانف مع ارتفاع قليل في طرف الانف ذاته وكذلك يقال خنست القدم أي انبسط اخمصها فيقال رجل أخنس او امرأة خنساء ،


لقبّت الخنساء أيضا بـ الخنساء البقرة الوحشية، نسبة إلى عيون البقر الوحشي والتي كانت من أجمل العيون في ناظر العرب.


أو الخنساءالظبية في إشارة إلى جمال الضباء.






كيف نشأتْ ؟


نشأتها في بيت عـز وجاه وثروة مع والدها وأخويها معاوية وصخر، ومن خلال القصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما.

وأثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي.

إلا أنها لم تدم طويلا معه لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله، لكنها أنجبت منه ولدا. ثم تزوجت بعد ذلك من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي


وأنجبت منه أربعة أولاد وهم: يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة.





أكثر ما اشتهرت به الخنساء فى الجاهلية ؟


هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية والذين ما فتأت تبكيهما حتى خلافة عمر ومما يذكر فى ذلك ما كان بين الخنساء وهند بنت عتبة قبل إسلامها ......

نذكره لنعرف إلى أى درجة اشتهرت الخنساء بين العرب فى الجاهلية بسبب رثائها أخويها.


عندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة.



وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم،


سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ،
وأخي صخر ومعاوية .



فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:




أبكي عميد الأبطحين كليهما***** ومانعها من كل باغ يريدها

أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي *****وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب *****وفي العز منها حين ينمي عديدها



فقالت الخنساء:

أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة ***** قليل إذا نام الخلـي هجودها

وصنوي لا أنسى معاوية الذي**** له من سراة الحرتيـن وفودها

و صخرا ومن ذا مثل صخر *****إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها

فذلك يا هند الرزية فاعلمي *****ونيران حرب حين شب وقودها





شاعريتها


تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد قامت بكتابة الشعر خصوصاً بعد رحيل أخويها. وطغى على شعرها الحزن والأسى والفخر والمدح.

قال عنها النابغة الذبياني: "الخنساء أشعر الجن والإنس".

وبرغم أنها كانت شاعرة متمكنة من اللغة لها قصائد كثيرة إلا أن شهرة الخنساء قد ذاعت وانتشر صيتها في كل مكان من خلال مراثيها لأخيها صخر التي ذاعت وتداولها الناس في الجاهلية.


وقد أجمع علماء الشعر أنه لم تكن امرأة أشعر منها...وشعرها كله في رثاء أخويها معاوية وصخر اشتهر رثاؤها في أخويها وعظم مصابها.

وأنشدت الخنساء في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت فقال لها النابغة (اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين.

ولولا أن هذا الأعمى (يعني الأعشى) أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء هذا الموسم).




كيف أسلمتْ ؟



حينما علمت ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قدمت على النبي مع قومها بني سليم فأسلمت معهم. وقيل أن رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان يعجب بشعرها....


قال ابن عبد البر في الاستيعاب "قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم"


وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ،

وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها




مامدى إيمانها يوم القادسية ؟




لعل موقفها يوم القادسية لخير دليل على صبرها وثباتها وحسن ايمانها، فقد خرجت في هذه المعركة مع المسلمين في عهد عمر ومعها أبناؤها الأربعة وهم عمرة، عمرو، معاوية ويزيد.

وهناك وقبل بدء القتال أوصتهم فقالت: يا بني لقد أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم...


إلى أن قالت: فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجعلت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.




من أهم ملامح شخصيتها ...



1- قوة الشخصية

عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها.

2-الخنساء شاعرة

يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال


أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:

قذى بعينيك أم بالعين عوار ***** ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها


إن الزمان ومـا يفنى له عجـب ***** أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس



3- البلاغة وحسن المنطق والبيان

في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل.


فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟


فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد


4- الشجاعة والتضحية.



ويتضح ذلك في موقفها يوم القادسية واستشهاد أولادها. فقالت: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم.
ولها موقف مع الرسول فقد كان يستنشدها فيعجبه شعرها, وكانت تنشده وهو يقول: "هيه يا خناس". أو يومي بيده





الخنساء | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني




وبم يمتاز أسلوبها ؟




يتميّز أسلوبها ب : - وضوح اللفظ ، وإحكام الصياغة ، وصدق التعبير ، وجمال التصوير ...







  الرد باقتباس
قديم(ـة) 12/06/2012, 10:29 PM   #2
عروس متميزة






104

متى بدأتْ مأساتها ؟






قُتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م، فحرّضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه، فقام بقتل دريد. ولكن صخر أصيب بطعنة دام إثرها حولاً كاملاً وتوفي في يوم كلاب سنة 615 م.


فبكت الخنساء على أخيها صخر قبل الإسلام وبعده حتى عميت .

وفي الإسلام حرّضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم: "يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية.


يقول الله عز وجل:" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعا في موقعة القادسية . وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".

ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر.


تُعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ، وخصوصا أخوها صخر. فقد كانت تحبه حباً لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء.

ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار لأنها سارت على وتيرة واحدة تميزت بالحزن والأسى وذرف الدموع.


تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على صخر،

فقد ذكرته في أكثر أشعارها:

ألا يا عين فانهمري بغدر***** وفيضـي فيضـة مـن غـير نــــزر

ولا تعدي عزاء بعد صخـر***** فقد غلب العزاء وعيل صبري



وجاء في كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني:


((هي الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. واسمها تماضر.



والخنساء لقب غلب عليها ، وفيها يقول دريد بن الصمة، وكان خطبها فردته، وكان رآها تهنأ بعيرا:

حيوا تماضر وأربعوا صحبي *****
وقفوا فإن وقوفكم حسبـي

أخناس قد هام الفؤاد بـكـم *****
وأصابه تبل مـن الـحـب


ما إن رأيت ولا سمعت بـه*****
كاليوم طالي أينـق جـرب

متبذلا تبـدو مـحـاسـنـه*****
يضع الهناء مواضع النقب



قال أبو عبيدة ومحمد بن سلام: لما خطبها دريد بعثت خادما لها وقالت: انظري إليه إذا بال، فإن كان بوله يخرق الأرض ويخد فيها ففيه بقية، وإن كان بوله يسبح على وجهها فلا بقية فيه.

فرجعت إليها وأخبرتها، فقالت: لابقية في هذا. فأرسلت إليه: ما كنت لأدع بني عمي وهم مثل عوالي الرماح، وأتزوج شيخا! فقال:

وقاك الله يا ابنة آل عمرو*****

من الفتيان أشباهي ونفسي

وقالت إنني شيخ كـبـير*****

وما نبأتها أني ابن أمـس


فلا تلدي ولا ينكحك مثلي*****

إذا ما ليلة طرقتبنـحـس

تريد شرنبث القدمين ششنا*****

يباشر بالعشية كل كـرس



فقالت الخنساء تجيبه:


معاذ الله ينكحني حبركـى*****

يقال أبوه من جشم بن بكر


ولو أصبحت في جشم هديا*****

إذا أصبحت في دنس وفقر



وهذا الشعر ترثي به أخاها صخرا وقتله زيد بن ثور الأسدي يوم ذي الأثل.


أخبرنا بالسبب في ذلك محمد بن الحسن بن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، وأضفت إليه رواية الأثرم عن أبي عبيدة قال: غزا صخر بن عمرو، وأنس بن عباس الرعلي في بني سليم، بني أسد بن خزيمة ،


-قال أبو عبيدة: وزعم السلمي أن هذا اليوم يقال له يوم الكلاب ويم ذي الأثل-في بني عوف وبني خفاف، وكانا متساندين، وعلى بني خفاف صخر بن عمرو الشريدي، وعلى بني عوف أنس بن عباس.

قال: فأصابوا في بني أسد بن خزيمة غنائم وسبيا، وأخذ صخر يومئذ بديلة امرأة . قال: وأصابت صخرا يومئذ طعنة، طعنه رجل يقال له ربيعة بن ثور، ويكنى أبا ثور، فأدخل جوفه حلقا من الدرع فاندمل عليه حتى شق عنه بعد سنين، وكان سبب موته.


قال أبو عبيدة: وقال غيره: بل ورد هو وبلعاء بن قيس الكناني.

قال: وكانا أجمل رجلين في العرب. قال: فشربا عند يهودي خمار كان بالمدينة.

قال:فحسدهما لما رأى من جمالهما وهيأتهما، وقال: إني لآحسد العرب أن يكون فيهم مثل هذين! فسقاهما شربة جويا منها .


قال: فمر بصخر طبيب بعد ما طال مرضه، فأراهما به،فقال: أشق عنك فتفيق. قال: فعمد إلى شفار فجعل يحميها قم يشق بها عنه، فلم ينشب أن مات.


قال أبو عبيدة: واما أبو بلال بن سهم فإنه قال: اكتسح صخر أموال بني أسد وسبى نساءهم، فأتاهم الصريح فتبعوه فتلاحقوا بذات الأثل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فطعن ربيعة بن ثور السدي صخرا في جنبه، وفات القوم فلم يقعص وجوي منها، ومرض قريبا من حول، حتى مله اهله.


قال: فسمع صخر امرأة وهي تسأل سلمى امرأة صخر: كيف بعلك؟ فقالت سلمى:لاحي فيرجى، ولاميت فينعى، لقينا منه الأمرين! قال: وزعم آخر أن التي قالت هذه المقالة بديلة الأسدية التي كان سباها من بني أسد فاتخذها لنفسه.

فأنشد هذا البيت:


ألا تلكم عرسي بديلة أوجسـت*****

فراقي وملت مضجعي ومكاني



وأما أبو بلال بن سهم فزعم أن صخرا حين سمع مقالة سلمى امرأته قال:



أرى أم صخر لاتمل عـيادتـي*****

وملت سليمى مضجعي ومكاني


وما كنت أخشى أن أكون جنازة*****

عليك ومن يغتر بالـحـدثـان


أهم بأمر الحزم لو أستطـيعـه *****

وقد حيل بين العير والنـزوان


لعمري لقد نبهت من كان نائمـا*****

وأسمعت من كانت لـه أذنـان

وللموت خير من حياة كأنـهـا*****

محلة يعسوب برأس سـنـان


وأي امرىء ساوى بأم حـلـيلة*****

فلا عاش إلا في شقا وهـوان





فلما طال عليه البلاء وقد نتأت قطعة مثل اللبد في جنبه في موضع الطعنة، قالوا له: لو قطعتها لرجونا ان تبرأ.

فقال: شأنكم. فأشفق عليه بعضهم فنهاهم، فأبى وقال: الموت أهون علي مما أنا فيه! فأحموا له شفرة ثم قطعوها فيئس من نفسه.


قال: وسمع صخر أخته الخنساء تقول: كيف كان صبره؟ فقال صخر في ذلك:


أجارتنا إن الـخـطـوب تـنـوب*****

على الناس، كل المخطئين تصيب


فإن تسأليني هل صبرت فإنـنـي*****

صبور على ريب الزمان صلـيب

كأني وقد أدنوا إلـي شـفـارهـم*****

من الصبر دامي الصفحتين ركوب


أجارتنا لست الغـداة بـظـاعـن*****

ولكن مقـيم مـا اقـام عـسـيب




عن أبي عبيدة: عسيب: جبل بأرض بني سليم إلى جنب المدينة، فقبره هناك معلم.
وقال أبو عبيدة: فمات فدفن هناك، فقبره قريب من عسيب.


فقالت الخنساء ترثيه:


ألاما لعينـك أم مـا لـهـا*****

لقد أخضل الدمع سربالهـا

ابعد ابن عمرو من آل الشري*****

د حلت به الأرض أثقالهـا


فإن تـك مـرة أودت بــه*****

فقد كان يكثرتـقـتـالـهـا

سأحمل نفسي علـى خـطة*****

فإما علـيهـا وإمـا لـهـا


فإن تصبر النفس تلق السرور*****

وإن تجزع النفس أشقى لها


غنى فيه ابن سريج خفيف رمل بالبنصر.




قال السلمي: ليست هذه في صخر، هذه إنما رثت بها معاوية اخاها، وبنو مرة قتلته. ولكنها قالت في صخر:





قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ *****امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ




تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ *****وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ




لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ*****وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ


يا صخر وراد مـاء قـد تـنـاذره *****

أهل الموارد ما فـي ورده عـار



مشى السبنتى إلى هيجاء معضـلة*****



له سـلاحـان أنـياب وأظـفـار

فما عجول على بو تـطـيف بـه*****



لها حنينـان إصـغـار وإكـبـار

ترتع ما رتعت حتـى إذا ادكـرت*****

فإنـمـا هـي إقـبـال وإدبـار


لاتسمن الدهر في أرض وإن رتعت*****

فإنما هي تحـنـان وتـسـجـار


يوما بأوجد منـي يوم فـارقـنـي*****

صخر وللدهـر إحـلاء وإمـرار


فإن صخـرا لـوالـينـا وسـيدنـا*****


وإن صخرا إذا نشتـو لـنـحـار


وإن صخرا لتـأتـم الـهـداة بـه*****


كأنـه عـلـم فـي راسـه نـار




-غنى في هذين البيتين الأولين ابن سريج، من رواية يونس-:



لم ترأه جارة يمشي بساحتها****

لربية حين يخلي بيته الجار


ولا تراه وما في البيت يأكله ****

لكنه بارز بالصحن مهمار

مثل الرديني لم تنفد شبيبتـه****

كأنه تحت طي البرد أسوار


في جوف رمس مقيم قد تضمنه****

في رمسه مقمطرات وأحجار


طلق البدين بفعل الخير ذو فجر****

ضخم الدسيعة بالخيرات أمـار


ورفقة حار هاديهم بمهـلـكة****

كأن ظلمتها في الطخية القـار



عروضه ثان من البسيط.




العوار والعائر: وجع، وهو مثل الرمد.

وذرفت: قطرت قطرا متتبعا لايبلغ أن يكون سيلا.

والعبرى، يقال امرأة عبرى وعابر. والعبرة : سخنة العين .

والوله : ما يصيب الرجل والمرأة من شدة الجزع على الولد.

حول وأطور، أي تحول وتقلب وتصرف. قد تناذره، أي أنذر بعضهم بعضا هوله وصعوبته.

ويروى: تبادره وقولها مافي ورده عار أرادت ما في ترك ورده عار، أي لايعير أحد إن عجز عنه من صعوبة ورده .

العجول: الثكول.

والبو: أن ينحر ولد الناقة ويؤخذ جلده فيحشى ويدنى من أمه فترأمه. إحلاء وإمرار، يقال: ماأحلى ولاأمر. أي ما أتى بحلوة ولامرة .

والمعنى أن الدهر يأتي بالمشقة والمحبة . كأنه علم في رأسه نار أي إنه مشهور.

والعلم: الجبل، وجمعه أعلام. كأنه تحت طي البردأسوار، أي من لطافة بطنه وهيفه شبيه أسوار من ذهب.

والرديني: الرمح منسوب إلى ردينة: امرأة كانت تقوم الرماح. أي هو معصوب البدن ليسبمهيج منحل.

وهذا كله من انفاخ الجلد والسمن والاسترخاء.

وقال أبو عمرو: مقمطرات: صخور عظام.والأحجار صغار .ذو فجر: يتفجر بالمعروف.

والدسيعة: العطاء. الطخية، من الطخاء، وهو الغيم الرقيق الذي يواري النجوم فيتحير الهادي .




وقالت الخنساء أيضا ترثي صخرا:


بكت عيني وعاودها قذاهـا *****


بعوار فما تقضي كـراهـا



على صخر وأي فتى كصخر*****


إذا ما الناب لم ترأم طلاهـا




-الطلا: الولد، أي لم تعطف عليه من الجدب-


فتى الفتيان ما بلغوا مداها*****


ولايكدي إذا بلغت كداهـا


لئن جزعت بنو عمرو عليه*****


لقد رزئت بنو عمرو فتاها





-غنى في هذه الأبيات ابن جامع ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى.

وذكر حبش أن لهأيضافيه خفيف رمل بالبنصر-



ترى الشم الجحاجح من سليم ****


وقد بلت مدامعها لحـاهـا



-إذا وصف السيد بالشمم فإنه لايدنو لدناءة،

ولايضع لها أنفه-




وخيل قد كففت بجول حيل*****


فدارت بين كبشيها رحاها


-وجول خيل: جولان.


ويقال: قطعة خيل تجول، أي تذهب وتجيء-


ترفع فضـل سـابـغة دلاص*****


على خيفانة خفق حـشـاهـا



وتسعى حين تشتجر العـوالـي*****


بكأس الموت ساعة مصطلاها



محافظة ومـحـمـية إذا مـا *****


نبا بالقوم من جزع لـظـاهـا


فتتركها قد اشتجرت بطـعـن*****


تضمنه، إذا اختلفت، كـلاهـا



هنالك لو نزلت بـال صـخـر*****


قرى الأضياف سخنا من ذراها



فمن للضيف إن هبت شـمـال*****


مزعزعة يجاوبهـا صـداهـا



وألجأ بردها الأشـوال حـدبـا *****


إلى الحجرات بارزة كـلاهـا



أمطعمكم وحاملكم تركـتـهـم*****


لدى غبراء منهـدم رجـاهـا



ليبك عليك قومك للمـعـالـي*****


وللهيجاء إنك مـا فـتـاهـا



وقد فوزت طلعة فاستراحـت *****


فليت الخيل فارسهـا يراهـا





وقال خفاف بن عمير يرثي صخرا ومعاوية ابني عمرو، ورجالا منهم أصيبوا:



تطاول همه ببـراق سـعـر *****
لذكراهـم وأي أوان ذكـر


كأن النار تخرجهـا ثـيابـي*****
وتدخل بعد نوم الناس صدري


لباتت تضرب الأمثال عنـدي*****
على ناب شريت بها وبكـر


وتنسى من أفارق غير قـال*****
وأصبر عنهم من آل عمـرو


وهل تدرين أن مارب خـرق*****
رزئتمبرأ بقصـاص وتـر


أخى ثقة إذا الضراء نـابـت*****
وأهل حباء أضياف ونحـر


كصخر للـسـرية غـادروه*****
بذرة أو معاوية بن عمـرو


وميت بالجناب أثل عـرشـي*****
كصخر أو كعمرو أو كبشر


وآخر بالنواصف مـن هـدام*****
فقد أودى ورب أبيك صبري


فلم أرمثلهم حـيا لـقـاحـا*****
أقاموا بين قاصية وحـجـر


أشد على صروف الدهـر إذا*****
وآمرمنهم فيهـا بـصـبـر


وأكـرم، حـين ضـن الـنـاس،خيما *****
وأحـمـد شـيمة ونـشـــيل قـــدر

إذا الـحـسـنـاء لـم تـرحـض يديهــا****
ولم يقـصـر لـهـا بـصـر بـسـتـر


قروا أضـيافـهـم ربـحـا بـــبـــح****
تجـيء يعـبـقـري الـودق سـمـــر


رمـاح مـثـقـف حـمـلـت نـصــالا****
يلـحـن كـأنـهـن نـجـوم فـجـــر


جلاها الـصـيقـلـون فـأخـلـصـوهـا*****
مواضـي كـلـهـا يفـري بـبـتـــر


هم الأيسـار إن قـحـطـت جـمـــادى*****
بكـل صـبـير سـارية وقـــطـــر


يصـدون الـمـغـيرة عـن هـواهـــا*****
بطـعـن يفـلـق الـهـامـات شــزر


تعلم أن خير الناس طر****
الولدان غداة الريح غبر


وأرملة ومعتر مسيف****
عديم الـمـال، عـجـزة أمصـخـــر




ومما رثت به الخنساء صخرا وغني فيه:



أعيني جودا ولا تجمــــــدا....... ألا تبكيان لصـــــــــخر الندى

ألا تبكيان الجريء الجـميل...... ألا تبكيان الفــــتى الســــــيدا

طويل النجاد رفيع العمـــاد....... ســـــاد عشـــــيرته أمـــــردا

إذا القوم مــــــــدوا بأيدهم....... إلى المـجد مــــــــــدا إليه يدا

فنال الذي فــــــوق أيديهم........ من المـجد ثم مضى مصــعدا

ترى الحمد يهوي إلى بيته...... يرى أفضل الكسب أن يحمدا

وإن ذكر المجد ألـفـيتـه ******
تأزر بالمجـد ثـم ارتـدى




ونذكر الآن ها هنا خبر مقتل معاوية بن عمرو أخيهما، إذكانت أخبارهما وأخبارها يدعوبعضها إلى بعض.


قال أبو عبيدة: حدثني أبو بلال بن سهم بن عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور قال: غزامعاوية بن عمرو أخو خنساء، بني سعد بن ذبيان وبني فزارة، ومع خفاف بن عمير بن الحارث،

وأمه ندبة سوداء، وإليها ينسب، فاعتوره هاشم ودريد ابنا حرملة المريان.

قال ابن الكلبي: وحرملة هو حرملة بن الأسعر بن إياس بن مريطة بن ضمرة بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. قال أبو عبيدة فاستطرد له أحدهما ثم وقف، وشد عليه الآخر فقتله، فما تنادوا: قتل معاوية! قال خفاف: قتلني الله إن رمت حتى أثاربه! فشد على مالك بن حمار الشمخي، وكان سيد بني شمخ بن فزارة، فقتله-أقال: وهو مالك بن حمارين حزن بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة -فقال خفاف في ذلك:

فإن تك خيلي قد أصيب صممها
****
فعمدا على عين تيممتمالكـا


يعني مالك بن حمار الشمخي.


قال أبو عبيدة: فأجمل أبو بلال الحديث.

قال: وأما غيره فذكر أن معاوية وافى عكاظ في موسم من مواسم العرب، فبينا هو يمشي بسوق عكاظ، إذ لقي أسماء المرية، وكانت جميلة، رغم انها كانت بغيا، فدعاها إلى نفسه فامتنعت عليه وقالت: أما علمت أني عند سيد العرب هاشم بن حرملة؟! فقال: أما والله لأقار عنه عنك.

قالت: شأنك وشأنه. فرجعت إلى هاشم فأخبرته بما قال معاوية وما قالت له، فقال هاشم: فلعمري لا يريم أبياتنا حتى ننظر ما يكون من جهده.


قال: فلما خرج الشهر الحرام وتراجع الناس عن عكاظ، خرج معاوية بن عمرو غازيا يريد بني مرة وبني فزارة، في فرسان أصحابه من بني سليم، حتى إذا كان بمكان يدعى الجوزة- والشك من أبي عبيدة-دومت عليه طير وسنح له ظبي، فتطير منهما ورجع في أصحابه، وبلغ ذلك هاشم بن حرملة فقال: ما منعه من الإقدام إلا الجبن!

قال: فلما كانت السنة المقبلة غزاهم، حتى إذا كان في ذلك المكان سنح له ظبي وغراب فتطير فرجع، ومضى أصحابه وتخلف في تسعة عشر فارسا منهم لايريدون قتالا،إنما تخلف عن عظم الجيش راجعا إلى بلاده ، فوردوا ماء وإذا عليه بيت شعر، فصاحوابأهله فخرجت إليهم امرأة فقالوا ما أنت ممن أنت؟قالت: امرأة من جهينة، أحلاف لبني سهم بن مرة بن غطفان.

فوردوا الماء يسقون، فانسلت فأتت هاشم بن حرملة، فأخبرته أنهم غير بعيد، وعرفته عدتهم وقالت: لاأرى إلا معاوية في القوم. فقال: بالكاع، أمعاوية في تسعة عشر رجلا، شبهت أو أبطلت. قالت: بل قلت الحق، ولئن شئت لأصفنهم لك رجلا رجلا. قال: هاتي.

قالت: رأيت فيهم شابا عظيم الجمة، جبهته قد خرجت من تحت مغفره، صبيح الوجه، عظيم البطن، على فرس غراء. قال: نعم هذه صفته. يعني معاوية وفرسه الشماء. قالت: ورأيت رجلا شديد الأدمة شاعرا ينشدهم. قال: ذلك خفاف بن عمير.

قالت: ورأيت رجلا ليس يبرح وسطهم، إذا نادوه رفعوا أصواتهم. قال: ذلك عباس الأصم.

قالت:ورأيت رجلا طويلا يكنونه أبا حبيب، ورأيتهم أشد شيء له توفيرا. قال: ذاك نبيشة بن حبيب.

قالت: ورأيت شابا جميلا له وفرة حسنة. قال: ذاك العباس بن مرداس السلمي.
قالت: ورأيت شيخا له ضفيرتان، فسمعته يقول لمعاوية:بأبي أنت أطلت الوقوف! قال: ذاك عبد العزى زوج الخنساء أخت معاوية.

قال: فنادى هاشم في قومه وخرج، وزعم المري أنه لم يخرج إليهم إلا في مثل عدتهم من بني مرة.قال: فلم يشعر السلميون حتى طلعوا عليهم، فثاروا إليهم فلقوهم فقال لهم خفاف: لاتنازلوهم رجلا رجلا؛ فإن خيلهم تثبت للطراد وتحمل ثقل السلاح، وخيلكم قد أمنها الغزو وأصابها الحفا .

قال: فاقتلوا ساعة وانفرد هاشم ودريد ابنا حرملة المريان لمعاوية، فاستطرد له أحدهما فشد عليه معاوية وشغله، واغتره الآخر فطعنه فقتله. واختلفوا أيهما استطرد له وأيهما قتله، وكانت بالذي استطردله طعنة طعنه إياها معاوية. ويقال: هو هاشم. وقال آخرون: بل دريد أخو هاشم)).






http://go.3roos.com/ft08bjspajd

التوقيع:

  الرد باقتباس
قديم(ـة) 13/06/2012, 10:06 PM   #3
عروس متميزة

صورة maryom2009 الرمزية

الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: 11/06/2008
رقم العضوية: 260339
البلد: أرض الله واسعة
المشاركات: 10,404
الجنس: أنثى
التدوينات: 113
الدولة: المملكة العربية السعودية

تقييم العضو:
قوة التقييم: 1716

maryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميز


الأوسمة


المزاج
دلع

maryom2009 غير متصل
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم فى تربيتها :



تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو، ونسبها ينتهي إلى مضر.

مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفا مع سابقتها أشد الاختلاف, متنافرا أكبر التنافر,

أولاهما في الجاهلية, وثانيهما في الإسلام. وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة.




- أما الحالة الأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر, فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت جمرات قلبها حزنا عليه, ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته:





قذى بعينك أم بالعين عوار***** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت *****فيض يسيل على الخدين مدرار
وإن صخرا لوالينا وسيدنا***** وإن صخرا إذا نشتو لنحار
وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا ****وإن صخرا إذا جاعوا لعقار
وإن صخرا لتأتم الهداة به***** كــأنـه عـلـم في رأســــــــــه نار
حـمـال ألويـة هبـاط أوديــة***** شهــاد أنديــة للجيــش جرار



ومما فعلته حزنا على أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس, تلطم خديها, وقد علقت نعل صخر في خمارها.



- أما الحالة الثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن الحالة الأولى: فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر

الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله،





فبعد انتصار المسلمين على الفرس في معركة القادسية سألتالخنساء بنت عمرو عن أبنائها الأربعة، فقالوا لها كتبت لهم الشهادة.



وكان ردها كلمات مضيئة عاشت على جبين الأيام، تضيء الطريق للمؤمنين في كل مكان.

وفي الليلة السابقة على المعركة قدمت لأبنائها وصية خالدة تؤكد صدق إيمانها وقوة بيانها.

أكدت لهم أنهم من اصل طيب كريم وينتظرهم عمل كبير عظيم، من شأنه رفع لواء الإسلام ونشر دعوة الحق، أما الجزاء فمن جنس العمل إما النصر أو الشهادة.

هي تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية، تكنى بأم عمرو ولقبها “الخنساء”، والخنساء هي الظبية.

كانت مع ليلى الأخيلية، أشعر نساء العرب، قالوا عنها إنها غلبت فحول الشعراء

وأذهلت أهل الفصاحة والبيان ببلاغتها وعبقريتها، اشتهرت في الجاهلية برثائها في أخويها صخر ومعاوية وعاشت 71 عاما.


جاءت مع قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول يعجب ببلاغتها وكذلك عمر بن الخطاب.





جاءت إلى المدينة في موسم الحج في خلافة عمر وكانت ترتدي ملابس الجاهلية فقال لها: هذا ليس من الإسلام، ومن تبكين هلكوا في الجاهلية وهم في النار فأنشدته من شعرها وقالت:


كنت أبكي عليهم من الثأر***** واليوم أبكي لهم من النار



سألتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد أن جاءت على عصاها لكبر سنها ترتدي خمارا ممزقا، وصدارا من الشعر: أتلبسين هذا وقد نهى الإسلام عنه؟ فقالت: لم أعلم بنهيه.


فقالت أم المؤمنين عائشة: ما الذي بلغ بك ما أرى؟ قالت: موت أخي، وأخذت تعدد عليها مآثره وحسن شمائله، وكيف ساعدها في محنتها وشاطرها ماله، بالإضافة إلى شجاعته التي كانت مضرب الأمثال، ووسامته التي فاقت كل التصورات.



كان موت أخويها هو الذي أطلق شرارة موهبتها، فانطلقت تكتب قصائدها ومراثيها، ولما جاء الإسلام تغيرت أحوالها من النقيض إلى النقيض، وأصبحت إنسانة جديدة تؤمن بالله ورسوله وملائكته وكتبه واليوم الآخر.





كانت شاعرة تتقاذفها الأهواء والأحداث، وأصبحت مسلمة مؤمنة تعرف حدود دين الله، وتحرص على تنفيذها بصدق وإخلاص، تركت الشعر إلا قليلا، وقرأت القرآن بكرة وأصيلا، شهدت موقعة القادسية مع المسلمين ضد الفرس في السنة الرابعة عشرة للهجرة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب مع أبنائها الأربعة.





وحين خرج سعد بن أبي وقاص على رأس جيش الإسلام لبت النداء ودفعت أبناءها إلى الجهاد، وقالت لهم كلمات كتبها المؤرخون بحروف من النور.



جاء الفرس في هذه المعركة بجيش جرار يفوق جيش المسلمين في كل شيء تتقدمه الخيول والأفيال، لكن جند الإسلام لم يترددوا ولم يتقهقروا ولكن أقدموا وتقدموا فزلزلوا الأرض من تحت أقدام أعدائهم، وارتدت عليهم الخيول والأفيال فولوا الأدبار ولاذوا بالفرار.


ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربا, ويبقى في حيرة من أمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها , وقلب أفكارها, ورأب صدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود.



فانتقلت من حال الـيـأس والقــنـوط إلى حـال الـتـفـاؤل والأمـل، وانتقلت من حال القـلـق والاضـطـراب إلى حال الطـمأنـيـنة والاســتقرار، وانتقلت من حالة الشرود والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, وتوجيه الجهود إلى مرضاة رب العالمين.



نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى به إلى مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتا في وجه الزمن, ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها الله للإنسان خليفة على وجه الأرض.




مواقفها مع الصحابة :



لها موقف يدل علي وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تزل الخنساء تبكي على أخويها صخرا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) وهي عجوز كبيرة


فقالوا : يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي .


فقال لها عمر : اتقي الله وأيقني بالموت فقالت : أنا أبكي أبي وخيري مضر : صخراً ومعاوية .


وإني لموقنة بالموت فقال عمر : أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار ؟ فقالت : ذاك أشد لبكائي عليهم ؛ فكأن عمر رق لها فقال : خلوا عجوزكم لا أبا لكم فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي




http://go.3roos.com/rzv4be63tr9




إعجاب الرسول بشعرها وتصحيحه لرأي عدي:.


وكان الرسول  يعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيه يا خناس ويوميء بيده)) ..

.أتى عدي عند رسول الله  فقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس.
فقال له النبي  : سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عدي(أباه) ،

وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب.

فقال له الرسول :- (( ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو،

وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه  وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب )) رضي الله عنه وأرضاه.



http://go.3roos.com/04enwgxrt9a
التوقيع:

  الرد باقتباس
قديم(ـة)
  #4
















  الرد باقتباس

  #5

Post

الرثاء في شعر الخنساء




لما كان الشعر في الغالب يعبر عن الأحاسيس والمشاعر، فقد جاء الشعر صادقا لتصوير الحياة لدى العديد من الشعراء في العصرين الجاهلي والإسلامي،

وكذلك كان الشعر أمينا في نقل الأحداث، فقد نظم الشعراء في مختلف الأغراض المعروفة كالرثاء والغزل والمديح والفخر وغيرها.



وكان الرثاء من أغراض الشعر البارزة في الشعر الجاهلي والإسلامي، ويحتل مكانة لا بأس بها في قصائد أكثر الشعراء، فنجد رثاء الأحباب والأصحاب، ونجد رثاءً للمدن الزائلة وبكاء ً على الدول البائدة وغيرها من صور الرثاء المختلفة.



والرثاء هو صورة من صور مدح الميت، وهذه الصورة هي فكرة تعود إلى يونس بن حبيب إذ قال ((التأبين مدح الميت)) والمدح للحي (1). وكذلك فعل ابن سلام في الطبقات (2)،

فالرثاء هو غرض من الأغراض المهمة التي استعملت في الشعر العربي عامة.




ولعل أشهر من أستعمل الرثاء بشكل مكثف منذ العصر الجاهلي ليومنا هذا، هي الشاعرة الخنساء (3).


إذ تميزت الخنساء بقصائدها التي بـُنيت على هذا الغرض، فالرثاء عندها كان مترابطا مع قوة الطرح في الأسلوب والفكرة التي تقدمها الشاعرة عبر قصائدها العمودية المتوسطة الحجم.




وقد جاء تميز الشاعرة هذا، نتيجة الظروف الصعبة التي مرت عليها، وهي مقتل أخويها معاوية وصخر اللذين كانا من أجمل وأشجع فرسان العرب آنذاك، مما أثار شاعريتها وفجـًَر عبقريتها، فما طفقت ترثيهما ملتاعة حزينة،




الظروف الصعبة التي كانت تعانيها الشاعرة خلقت منها لأن تفجر شاعريتها، فالشاعرة عاشت ثلاثين عاما بعد مقتل أخويها وأبنائها، وقررت ألا تنزع ثوب الحداد عليهم طوال حياتها.

ونجد أن أكثر خصائص شعرها في الرثاء، وما يغلب عليه هو طابع البكاء والتفجع وتدفق العاطفة والتكرار.



فكان البكاء من العناصر المهمة لبناء الرثاء في قصائدها:




ألا يا عين فانهمري بغدر ===== وفيضي فيضة من غير نزر

ولا تعدي عزاء بعد صخر ===== فقد غلب العزاء وعيل صبري

لمرزئة كأن الجوف منها ===== بعيد النوم يشعر حر جمر ِ (4)




البكاء عند الخنساء كان وصفا "حكائيا"،


ينطوي على محاكاة العين، فالعين مصدر الدموع والبكاء مصدره العاطفة التي تتفوق في بعض

الأحيان على العقل، سواء أكانت هذه العاطفة حزينة أم غير ذلك. تقول:



يا عين ما لك لا تبكين تسكابا ===== إذ راب دهر ًُ، واكن الدهر ُ ريــًَابا

فابكي أخاك ِ لأيتام ٍ وأرملة ٍ ===== وابكي أخاك ِ، اذا جاوزت ِ أجنابا

وأبكي أخاك ِ لخيل ٍ كالقطا عـُصبا ===== فقدْن َ لما ثوى، سيبا وأنهابا (5)



التسكاب هنا هو مصدر سكب، وسكب الدمع صبه، وهو يدل على الكثرة، فحقيقة ما يكشف سر اللغة عند الخنساء هو صدقها في ذكر الوقائع والأحداث،

والوصف الدقيق جاء نتيجة ما عانته من معاناة وألم وحزن.



البكاء عند الخنساء


هو تساؤلات تعطي لنا صورا شعرية قائمة على السؤال والجواب في نفس القصص الشعري.. وكأننا نعيش في حال ٍ قديم ِ جديد، وكأنما الخنساء تساءلنا عن ما نعانيه من حزن وبكاء ومعاناة،


ولو أبدلنا أخاها صخرا بالأحبة ممن أضعناهم لكان الوصف دقيقا جدا، فثمة تقارب بين أحوال العرب قديما وما نعانيه نحن اليوم:



ما بال عينيك منها دمعها سرب ُ ===== أراعها حزن أم عادها طرب ُ

أم ذكر صخر ٍ بـُعـْيد النوم هيًََجها ===== فالدمع منها عليه الدهر ينسكب ُ

يا لهف نفسي على صخر ٍ اذا ركبت ===== خيل ًُ لخيل تنادي ثم تظطرب ُ


إلى أن تقول:


كم من ضرائك هلاك ٍ وأرملة ٍ ===== حلًَوا لديك فزالت عنهم الكرب ُ (6)


فالضرائك هنا الفقراء الذين يعيشون أسوأ الأحوال، الحزن والبكاء والجبروت والطغيان والظلم والقسوة، ظلت هذه العناصر واحدة مهما تبدلت الأزمان وتغيرت البلدان، فالشيء نفسه ظل ثابتا رغم تغيير بعض المصطلحات وزيادة في بعضها الى حياتنا اليومية، هي ربما تكون اسوء خلقا من العهود السابقة وأخشن منها، وصار عليك لزاما ان تتحاشى هذه الألفاظ وهذه المصطلحات الحديثة.




وكانت الخنساء ملتزمة كل الالتزام بروح اللغة الشعرية القوية التي لا تقل أهمية عن لغة شعراء العصر الجاهلي، وظلت مستسلمة للعين التي كانت تذرف بالدموع، وتسهر مع النجوم كل ليلة:




يا عين جودي بدمع ٍ منك مسكوب ===== كلؤلؤ ٍ جال َ في الأسماط ِ مثقوب ِ

إني تذكرته ُ والليل ُ مـُعتكر ًُ ===== ففي فؤادي صدْع غير مشحوب ِ (7)



المناداة والمخاطبة المستمرة ما بين الشاعرة والعين قد تجعل المستوى الشعري في أوج
وصفه وبلوغه ونضجه، فاستعمال مصطلحات (العين + البكاء) في مقدمة أكثر قصائدها،


وبأسلوب ٍ تساؤلي، يحتاج في بعض الأحيان إلى إجابات يبحث عنها المتلقي:


أعين ألا فابكي لصخر ٍ بدرًَة ٍ ===== إذا الخيل من طول الوجيف اقشعرت ِ
اذا زجروها في الصريخ ِ وطابقت ْ ===== طباق َ كلاب ٍ في الهراش ِ وهرًَتِ (8)



وهناك مصطلحات استعملتها الشاعرة تقابل بها العين أو البكاء مثل: انهمري، انسكبي، ابكي، جودي، السوافح، سرب، طرب، فيضي.


هذه المصطلحات وغيرها تعطي لنا مدلولات إضافية للخطاب المباشر للعين بوصفها عنصرا أو مصدرا للبكاء، والبكاء كان شكلا ينطوي تحت غرض الرثاء:



الا يا عين فانهمري وقلًت ْ ===== لمرزئة أصبت بها تولت ْ

لمرزئة كأن النفس منها ===== بـُعيد النوم تـُشعل ُ يوم غـُلت ْ (9)


وهكذا كانت الخنساء مثالا لبناء أكثر قصائدها على غرض الرثاء تقريبا لتعيش قصائدها الرائعة

التي أرثت بها أعزائها الميتين.




http://go.3roos.com/rnhjclezl6p
التوقيع:

  الرد باقتباس
قديم(ـة) 15/06/2012, 10:14 PM   #6
عروس متميزة

صورة maryom2009 الرمزية

الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: 11/06/2008
رقم العضوية: 260339
البلد: أرض الله واسعة
المشاركات: 10,404
الجنس: أنثى
التدوينات: 113
الدولة: المملكة العربية السعودية

تقييم العضو:
قوة التقييم: 1716

maryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميز


الأوسمة


المزاج
دلع

maryom2009 غير متصل
104

....هذا النص إحدى مراثيها في صخر تبكيه وتتحدث عن أمجاده .



النص




أعيني جودا ولا تجمــــــدا....... ألا تبكيان لصـــــــــخر الندى

ألا تبكيان الجريء الجـميل...... ألا تبكيان الفــــتى الســــــيدا

طويل النجاد رفيع العمـــاد....... ســـــاد عشـــــيرته أمـــــردا

إذا القوم مــــــــدوا بأيدهم....... إلى المـجد مــــــــــدا إليه يدا

فنال الذي فــــــوق أيديهم........ من المـجد ثم مضى مصــعدا

ترى الحمد يهوي إلى بيته...... يرى أفضل الكسب أن يحمدا




المفردات




1. أعيني : الهمزة للنداء / جودا: ابكيا بالدموع الغزيرة /


لا تجمدا : لايقل دمعكما ولا يتوقف / تبكيان:تذرفان الدمع


ألا :أداة استفهام مركبة من همزة الاستفهام,ولا النافية تدل على الحث و التحضيض / الندى : الجود والكرم " بمعنى صخر الكريم الجواد ج الأنداء ,أندية× البخل.


2. الجريء : الشجاع المقدام ج جُراء , أجرئاء , أحرياء ×الجبان /الفتى: الشاب القوي ج الفتية , الفتيان / الجميل : حسن الخلق والخُلق ج جملاء × الذميم القبيح / السيد: الشريف العظيم ج السادة ج ج السادات , وفعله ساد يسود.


3. طويل النجاد : طويل القامة ج طوال , طيال × قصير / النجاد: حمائل السيف رفيع العماد : أي شريف عظيم القدر و المكانة / الرفيع : عال × المتدني العماد : عمود البيت ج العُمد , وهي خشبة تقوم عليها الخيمة / ساد : أصبح سيدا , عظم ومجد و شرف / عشيرته : أهله وقبيلته ج عشائر/ أمردا : شاب صغير لم تنبت لحيته ج مُرد.


4. القوم : الرجال ج أقوام × النساء / المجد : النبل والشرف , والسمو والرفعة ج الأمجاد ×الوضاعة و الخسة وحقارة الشأن / مد : بسط × قبض .


5. نال : حصل × حرم / مضى : سار وانطلق واندفع وذهب / مصعدا : ناهضا مرتفعا ×هابطا , وفعله أصعد بمعنى ارتقى.


6. الحمد : الثناء الجميل × الذم / يهوي : يسقط , والمراد يسرع × يصعد ويرتفع / يرى: يعتقد / أفضل:أحسن وأطيب يكسب : المكسب والربح × الخسارة / يحمد : يمدح ويثنى عليه × يذم .



الشرح:


· الخنساء في حسرة تتمنى من عينيها البكاء بغزارة وعدم التحجر أو التوقف عنه , حزنا وبكاء وحسرة على صخر الكريم . فتقول: ابكيا يا عيني ولا تبخلا بالدمع الغزير ألا تبكيان لصخر الكريم المعطاء .




· ألا تبكيان هذا البطل الشجاع المقدام صاحب الطلعة البهية , والشاب القوي العظيم الشريف .




· صاحب القامة الطويلة والبنية المعتدلة , والمهابة العظيمة في قومه فقد كان سيدا وقائدا لهم وهو ما زال في حداثته قبل أن تنبت لحيته .




· فعندما يتسابق القوم في طلب الرفعة والشرف يكون له القسط الأكبر في ذلك , ويشاركهم في النبل والعظمة .



فهو سباق في الفضيلة والمجد يحقق أكثر مما يحققه قومه من الرفعة وجلائل الأمور ولا يتوقف عند ذلك بل ينهض في شموخ ورفعة .






· ولذا فإن بيته مقر للحمد والثناء والاعتراف بالجميل فهو يعتقد أن أفضل مكسب أن يكون الإنسان محمودا بين عشيرته وقومه بأعماله العظيمة وليس هناك أعظم من ذلك .


الفكر : مكانة صــــخر وعظـــــــــــمته وجرأته , البيتين ( 1, 2 )

صفاته وفضله على عشيرته وكريم فعاله , البيتين ( 3 , 4 )

صـــــــــخر يســـــــتحق كل ثناء وتقدير, البيتين ( 5 , 6 )




التذوق البلاغي:


1 - أعيني جودا ولا تجمــــــدا ....... ألا تبكيان لصـــــــــخر الندى


أساليب:


أعيني :أسلوب إنشائي نداء للحزن والأسى / جودا : إنشائي أمر للتمني

لا تجمدا :إنشائي نهي غرضه التمني ويوحي بشدة الحزن / ألا تبكيان :إنشائي استفهام للحث والتحضيض .



اللون البياني:


أعيني : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين يمكن الاستغاثة بهما ووجهت إليهما النداء , وسر جمال الاستعارة التشخيص.

جودا : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين توجه إليهما الأمر,امتداد للصورة

لاتجمدا : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين توجه إليهما طلب النهي ,وهو امتداد

ألا تبكيان : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين توجه إليهما الحث للبكاء على صخر

صخر الندى : كناية عن صفة كرم صخر




المحسنات البديعية:


تجمدا , الندى : تصريع بين شطري البيت , وهو اتفاق شطري البيت في الحرف الأخير يعطي جرسا موسيقيا ويطرب الأذن ويثير الذهن

جودا - تجمدا : طباق يؤكد المعنى ويقويه




الألفاظ :


صخر : ذكر اسم الفقيد أفاد شدة حب الشاعرة له وتلذذها بذكر اسمه على لسانها.



- ألا تبكيان الجريء الجـميل......... ألا تبكيان الفــــتى الســــــيدا




أساليب:


ألا تبكيان :إنشائي استفهام للحث والتحضيض . التكرار يدل على تأكيد مشاعر الحزن والأسى عند الخنساء .


اللون البياني:

ألا تبكيان : استعارة مكنية شبهت عينيها بشخصين توجه إليهما الحث للبكاء على صخر

البيت كله : كناية عن رجولة صخر وعظمته .




الألفاظ :


( الجريء - الجميل - الفتى - السيدا ) صفات تدل على عظمة الفقيد وكلها من صفات الكمال وتدل على هول الفاجعة بفقده,الجريء:وهي الشجاعة الضرورية للزعيم

الجميل : بمعنى إشراق الوجه وبهاء الطلعة يجعل الزعيم يؤثر في في قوله.

وفي رواية ( الجواد الجريء) الجواد بدل الجميل : وهي أفضل لوصفها صخر بصفتين الكرم والشجاعة أما الجمال فلا يمدح به الرجال.


السيدا : السيادة بمعنى الشرف والسيطرة أساس الزعامة .



3 - طويل النجاد رفيع العمـــاد ........ ســـــاد عشـــــيرته أمـــــردا




أساليب: الأسلوب خبري الغرض منه الوصف والتقرير




اللون البياني:


طويل النجاد : كناية عن طول القامة . حيث أن العرب كانوا يفخرون بذلك لحاجتهم إلى القوة الجسمية ويرون أن الطول دليل على ذلك , والقصر دليل على الذل . سر الجمال..


رفيع العماد : كناية عن الشرف , والسمو والرفعة وعظمة صخر . سر الجمال ..........

ساد عشيرته أمردا : كناية عن رجولته المبكرة . سر جمال الكناية :الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل في إيجاز وتجسيم.




المحسنات البديعية:


طويل النجاد رفيع العماد : حسن تقسيم , وذلك نابع من التوازن بينهما وانتهائهما بحرف الدال كأنها قافية داخلية.



4-إذا القوم مــــــــدوا بأيدهم .......... إلى المـجد مــــــــــدا إليه يدا




أساليب:


الأسلوب خبري غرضه التقرير. / إذا أسلوب شرط يفيد اليقين .

مــــــــــدا إليه يدا: أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور(إليه)على ( يدا )يفيد التوكيد والتخصيص




اللون البياني:




إذا القوم مــــــــدوا بأيدهم إلى المـجد: استعارة مكنية شبه المجد شيئا ماديا تمتد إليه الأيدي لأخذه .




الألفاظ :




( القوم )التعريف للتعظيم والشمول , ( يد) نكرة للتعظيم



5- فنال الذي فــــــوق أيديهم ......... من المـجد ثم مضى مصــعدا

أساليب: الأسلوب خبري غرضه التقرير.




اللون البياني:


فنال الذي فــــــوق أيديهم : استعارة مكنية شبه المجد شيئا مادي عال ينال من فوق .

ثم مضى مصــعدا: كناية عن علو همة صخر وقوة عزيمته و تفوقه على القوم جميعا .

الألفاظ : نال : توحي بالفوز بالمجد , فوق : تدل على السمو والرفعة.




6- ترى الحمد يهوي إلى بيته ........ يرى أفضل الكسب أن يحمدا


أساليب: الأسلوب خبري غرضه التقرير.



اللون البياني:



ترى الحمد يهوي إلى بيته : استعارة مكنية شبه الحمد بطائر يسرع منطلقا إلى بيته , سر الجمال التجسيم .

بيته : مجاز مرسل علاقته المحلية فقد عبر بالبيت وأراد ساكنه صخر . سر جمال المجاز المرسل : الإيجاز والمبالغة والدقة في اختيار العلاقة.

يرى أفضل الكسب أن يحمدا: كناية عن أصالة صخر وعفته وعظمة أخلاقه - حيث يرى أن الكسب الحقيقي أن يرضى الناس عنه عن أفعاله.

الألفاظ : ( ترى - يهوي - يرى - يحمد ) أفعال مضارعة للاستمرار والنجدة واستحضار الصور في الخيال

يحمد :مبني للمجهول لإفادة العموم يهوي: يوحي بسرعة النزول إلى بيته .وهي بمعنى يسرع لا بمعني يسقط وإلا كان بيته منخفضا .



التعليق العام


الغرض: الرثاء , وهو ذكر مناقب الميت التي كان يتصف بها وأثر ذلك في قبيلته وعشيرته . وهو من الأغراض القديمة في الشعر العربي فهو مدح للميت بما كان يمتاز به من صفات كالكرم والشجاعة والطموح والشرف والسيادة وهو يقال المدح بالنسبة للأحياء .




من حيث الألفاظ والأسلوب والتصوير والموسيقى:


الأسلوب: يتميزأسلوب الخنساء برهافة الحس وصدق العاطفة والبعدعن التهويل الكاذب

والأسلوب يتنوع بين الخبر والإنشاء للوصف والتقرير.

الألفاظ : ألفاظ سهلة معبرة عن عاطفة الحزن والأسى واللوعة .

التصوير : اختيار الصور المعبرة عن عواطفها ومشاعرها وتعتمد على الاستعارة والكناية والمجاز .

الموسيقى : ظاهرة في الوزن والقافية والتصريع وحسن التقسيم .

أما المعاني والأفكار: واضحة ليس فيها غموض ولا تعقيد .




ملامح شخصية الخنساء من خلال النص :


· هي امرأة رقيقة الشعور مرهفة الحس شديدة الحب والوفاء لأخيها .

· تكشف عن طبيعة المرأة التي تستنجد في الأحزان بالدموع الغزيرة




أثر البيئة في النص :

· كثرة الحروب والغزوات وما يترتب عليها من كثرة القتلى .

· استخدام السيوف في الحروب .

· قوة الروابط الأسرية التي تجمع بين الأفراد في العصر الجاهلي .

· صفات الكرم والجود و الجرأة والشجاعة والشهامة والمروءة والتطلع إلى المجد والسمو من الصفات التي يعتز بها العربي .




http://go.3roos.com/f8ax0uvm57l
التوقيع:

  الرد باقتباس
قديم(ـة) 16/06/2012, 09:22 PM   #7
عروس متميزة

صورة maryom2009 الرمزية

الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: 11/06/2008
رقم العضوية: 260339
البلد: أرض الله واسعة
المشاركات: 10,404
الجنس: أنثى
التدوينات: 113
الدولة: المملكة العربية السعودية

تقييم العضو:
قوة التقييم: 1716

maryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميز


الأوسمة


المزاج
دلع

maryom2009 غير متصل
الخنساء (( ترثي أخاها صخراً ))



كان صخر هو أحب إخوان الخنساء إلى قلبها- حيث كان حليماً جوداً محبوباً بين أبناء العشيرة، وكان يقف دائما إلى جانبها يمد لها يد العون ويرعاها. ولما قتل أخوها صخر ظلت ترثيه،



و من بين مراثيها كانت هذه القصيدة المشهورة بين العرب حتى أصبحت أكثر تداولا ً من باقس أشعارها ، وهي :


المرثيات التي قالتها الخنساء بموت أخيها صخر




قَذًى بِعَيْـنِـكِ أَمْ بِالعَيْنِ عُوَّارُ ...


أَمْ ذَرَّفَتْ إِذْ خَلَتْ مِنْ أهْلِهَا الدّار...
فَيْضٌ يَسِيْلُ عَلَى الخَدَّيْنِ مِدْرَارُ...


تَبْكِي لِصَخْرٍ هِيَ العَبرَى وَقَدْ وَلِهَتْ...
وَدُوْنَهُ مِنْ جَدِيدِ التُّرْبِ أَسْتَارُ...


تَبْكِي خُنَاسُ عَلَى صَخْرٍ و حُقَّ لَهَا...
إِذْ رَابَهَا الدَّهْرُ إِنَّ الدَّهْرَ ضَرَّارُ...


لاَ بُدَّ مِنْ مِيْتَةٍ فِي صَرْفِهَا غَيَرٌ ...
و إِنَّ صَخْراً إِذَا نَشْتُو لَنَحَّارُ...


و إِنَّ صَخْراً لَمِقْدَامٌ إِذَا رَكِبُوا...
و إِنَّ صَخْراً إِذَا جَاعُوا لَعَقَّارُ...


و إِنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ...
كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأسِهِ نَارُ...


جَلْدٌ جَمِيلُ المُحَيَّا كَامِلٌ وَرِعٌ...
وَ لِلْحُرُوبِ غَدَاةَ الرَّوْعِ مِسْعَار...ُ


حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ، هَبَّطُ أوْدِيَةٍ...
شَهَّدُ أنْدٍيَةٍ ، لِلْجَيْشِ جَرَّارُ...


لَمْ تَرَهُ جَارَةٌ يَمْشِي بِسَاحَتِهَا...
لِريبَةٍ حِينَ يُخْلِي بَيْتَهُ الجَارُ...


وَلاَ تَرَاهُ وَ مَا فِي البَيْتِ يَأْكُلُهُ...
لَكِنَّهُ بَارِزٌ بِالصَّحْنِ مِهْمَارُ...


قَدْ كَانَ خَالِصَتِي مِنْ كُلِّ ذِي نَسَبٍ...
فَقَدْ أُصِيبَ فَمَا لِلْعَيْشِ أوْطَار...ُ


لَيَبْكِهِ مُقْتَرٌ أفْنَى حَرِيبَتَهُ...
دَهْرٌ وَ حَالَفَهُ بُؤْسٌ و إِقْتَارُ...


وَرِفْقَةٌ حَارَ هَادِيهِمْ بِمَهْلَكَةٍ...
كَأنَّ ظُلْمَتَهَا فِي الطُّخْيَةِ القَارُ...


لاَ يَمْنَعُ القَوْمَ إِن سَأَلُوهُ خِلْعَتَهُ...
وَلاَ يُجَاوِزُهُ بِاللَّيْلِ مَرَّارُ...






شرح المرثيات :




تعبر الخنساء في الأبيات 1 – 5 عن شدة حزنها و ألمها لفراق صخر ، فتقول مخاطبة نفسها فيما يسمى بالتجريد : لماذا تذرفين ؟ أهو لرمد أصاب العين ، أم لأن الدار خلت من الأحباب بعد أن رحلوا عنها ؟ و قصدها صخر و معاوية ...




و تقول في أبياتها :


إن دمعي يفيض على الخدين كالمطر الغزير.... كلّما خطرت ذكرى ضخر أذي كان قريب من قلبها مع كونه أخوها من أبيها ،

و أبكي و تدمع عيناي حزناً على صخر حين أرى بيني و بينه حاجزاً من طبقات التراب الجديد ، و قصدها القبر ، و جدير بي أن أبكي صخراً ، و لا عجب ؛

فالموت هو المصيبة التي لا ينجو منها إنسان و الزمن طبعه التقلب .





وفي الأبيات 6 – 16 ترثي الخنساء صخراً بفضائل و مثل عليا ، فهو سيد كريم ينحر الإبل للضيوف في ليالي الشتاء الباردة ، و هو بطل مقدام في الحرب ، و كريم مضياف للجياع .


و هو إمام يهتدي به الهداة كأنه جبل أوقدت في رأسه نار ، و هو صبور جميل كريم ، لكنه ماهر في إشعال الحرب .


و هو قائد يحمل اللواء ، و بطل لا يبالي ظلمات الأودية ، و سيد يحضر المحافل المهمة ، و قائد يقود الجيوش .


ثم هو عفيف لا يمكن أن يقترب من ساحة جارته حين يغيب زوجها ، و لا يمكن أن يخلو وحده بطعام بيته يأكله دون شريك ، لكنه يبرز و بين يديه صحن الطعام و يكثر الطعام ليقري الضيوف .


لقد كان صخر هو الذي اصطفيته لنفسي من بين كل الأقارب ، و مادام قد أصيب و مات فما عاد في الحياة أرب .



إن صخراً كان ذخراً لكل من فقد ماله فافتقر ، و هو البطل الكثير الأسفار ،

الخبير بالطرق فما أجدر أن يبكيه الفقراء و التائهون في الصحارى ؛ لأنهم لا يستغنون عن عطاياه و الاهتداء به .


فهو لا يمنع الفراء من الطعام و إن سألوه ثوبه يخلعه لهم و أنه لا يجاوزه أي عابر سبيل في ظلمة الليل إلا و أكرمه .




التعليقات على المرثيات :



لو نظرنا بتمعن و استيعاب لوجدنا في قصيدة الخنساء السمات التالية :


1 – أن القصيدة ذات عاطفة حزينة صادقة ، تصدر من تلك النفس المفجوعة التي فقدت أعز إنسان لديها ، و تتجلى تلك العاطفة في تكرار (( صخر )) التي تقولها الشاعرة متأوهة ، كأنها تجد في ترديد اسمه شفاء لما في نفسها من شجن .



2 – أن فيها بعض التكرار لمعان خاصة بالبكاء ؛ لأنها في الواقع تبكي كثيراً ، و تريد أن تعبر عن ذلك بما يفصح عن مداها البعيد ، و قد اجتهدت أن تبرز بذلك التكرار أخاها الراحل ، إذ كان بخصاله علماً بارزاً بين معاصريه .



3 – أن القصيدة قليلة الصور ؛ لأن الخنساء لا تهتم بالإبداع الشعري لتسابق الفحول ، و لكنها كانت تنفس عن مشاعر تجيش في صدرها ، و لا يعنيها أطرب السامعون أم نقدوا .

و مع ذلك فقد وجدت بعض الصور الرائعة كتشبيهها الدمع بالمطر الغزير في البيت الثاني ، و كتشبيهها أخاها ضخراً بالجبل الواضح الذي يهتدى به الهداة ....


4 – أن ألفاظ القصيدة واضحة ذات موسيقى تميل إليها الأسماع ، و قد لجأت الخنساء إلى الألفاظ القوية التي تعبر عن هول المصيبة الفادحة التي حلت بها .

و حسبك أن تتبع صيغ المبالغة لتدرك صحة ما نقول ، مثل : " مدرار ، ضرار ، نحار ، مقدام ، عقار ، مسعار ... " ثم إن في بعض الأبيات تقسيماً موسيقياً بالغ الروعة كما في الأبيات 6، 7، 9،10 ) .







شعرهـــا وخصائصه:



تعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين ، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ،

وخصوصا أخوها صخر ، فقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء.

ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة

، ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع ، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة

ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها.






وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء: ومنها:



"كانت أشعر النساء حتى قيل إنه لم تكن امرأةٌ قبلها ولا بعدها أشعرَ منها،

وكان بشار بن برد يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف،

فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال، وعدَّها البعض أعظم
الشعراء على الإطلاق،

حتى قال النابغة الذبياني:"الخنساء أشعر الجن والإنس




http://go.3roos.com/9zj7mwosp7l
التوقيع:

  الرد باقتباس
maryom2009 غير متصل

  #8

Post

بعض أشعارها في الرثاء:


تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها.

وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما،

وفي متناول أيدينا هذه القصائد :


ألا يا عين فانهمري بغدر***** وفيضـي فيضـــــة مــــن غـيـــر نــــــــــزر
ولا تعدي عـــزاء بعــد صخــــــــــر***** فقد غلب العزاء وعيل صبري
لمــرزئة كأن الجـــــوف منهـــا *****بعيــد النـــــوم يشعـــــر حــــر جمـــر(1)


في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على

الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر.


من حس لي الأخوين***** كالغصنين أو من راهما
خوين كالصقرين لم***** ير ناظر شرواهمـا
قرميــن لا يتظالمان ***** ولا يرام حماهـا
أبكي على أخـوي *****والقبــر الذي واراهما
لا مثل كهلي في الكهول***** ولا فتى كفتاهما(2)



وهنا يظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما .




ومن شعرها أيضا


يذكرني طلوع الشمس صخرا ***** واذكره كل غروب شمسي
ولولا كثرة الباكين حولي ***** على اخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل اخي ولكن ***** أعزي النفس عنه بالتأسي
فلا والله لا انساك حتى افارق ***** مهجتي ويشق رمسي
فيا لهفي عليك ولهف امي ***** ايصبح في الضريح وفيه يمسي؟(16)





وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛

أولاها : طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ،

وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم ( فلا والله ) على أنها لن تنساه أبداً.

وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر،

فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر.

وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد.(17) ثم قالت:

أسدان محمرا المخالب نجدة بحران في الزمن الغضوب الأنمر

قمران في النادي رفيعا محتد في المجد فرعا سؤدد مخير (18)

وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة.




الخنساء في سوق عكاظ ،,,




وقد تنافست يوما هي وهند بنت عتبة شعرا في سوق عكاظ وكل منهما تؤكد انها اعظم العرب مصيبة، وهذا كان بعد وقعة بدر، فبدأت هند تقول:



أبكي عميد الأبطحين كليهما *** ومانعها من كل باغ يريدهـا
أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي *** وشيبة والحامي الذمار وليدها
أولئك آل المجد من آل غالب *** وفي العز منها حين ينمي عديدها


فقالت الخنساء:


أبكي أبي عمرًا بعين غزيـرة *** قليل إذا نام الخلـي هجودهـا
وصنوي لا أنسى معاوية الذي *** له من سراة الحرتيـن وفـودهـا
وصخرًا ومن ذا مثل صخر إذا *** غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها
فذلك يا هند الرزية فاعلمي *** ونيران حرب حين شب وقـودهـا




الخنسـاء
التوقيع:

  الرد باقتباس
قديم(ـة) 17/06/2012, 10:03 PM   #9
عروس متميزة

صورة maryom2009 الرمزية

الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: 11/06/2008
رقم العضوية: 260339
البلد: أرض الله واسعة
المشاركات: 10,404
الجنس: أنثى
التدوينات: 113
الدولة: المملكة العربية السعودية

تقييم العضو:
قوة التقييم: 1716

maryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميز


الأوسمة


المزاج
دلع

maryom2009 غير متصل
104

شرح قصيدة الخنساء ترثي أخاه صخر





شاعرة العرب الاولى دون منازع فاقت ابناء زمانها من شعراء وشاعرات وامتاز شعرها برقة الكلمة وعذب المعاني وابدعت في لون الرثاء ولم يفقها احد في هذا اللون تعلقت باخيها غير الشقيق صخر وحبته حبآ خلده التاريخ فكان بالنسبة لها الاخ والزوج والاب والابن بل تعدى كل هؤلا في نفسها عندما مات حزنت عليه حزنآ عظيمآ وتوشحت السواد باقي عمرها ورثته باجمل مراثي الشعر العربي


كان لها اربعة من الابناء استشهدوا جميعآ في معركة القادسية لم تبكهم بل احتسبتهم عند

ربها وهذا يدل على ان اخيها صخر فاق منزلة ابنائها في نفسها .





تقول في اعظم مراثي الشعر العربي:




قذى بالعين ام بالعين عوار...............ام اذرفت اذ خلت من اهلها الدار
كان دمعي لذكراه اذا مرت................فيض يسيل على الخدين مدرار
وان صخرآ لتاتم الهداة به....................كانه علم على راسه نار






انظروا معي هذا الحب فهي تقول قذى بالعين والقذى مرض يصيب العين فلا تكاد تبصر النور والمقصود ان عينها لم تعد تبصر احدآ بعد صخر وتقول ام اذرفت اذ خلت من اهلها الدار فهي ترى ان الكون خلا من الناس بعد موت صخر بالرغم من وجود زوجها وابنائها اي حبآ هذا وتاملوا معي عذوبة الكلمات



تاملوا هذا العشق لاخيها فهي تذكره من طلوع الشمس الى الغروب وتستنكر ان مثل صخر يصبح ويمسي في قبر لكنها سنة الحياة . رحم الله الخنساء رحمة واسعة فقد متعتنا باجمل ابيات الرثاء في الشعر العربي .




قذىً بعينك أم بالعين عوار ***** أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار ؟



هنا الخنساء تخاطب نفسها وهذا قمة البلاغة الآدبية وهو ما يسمى " بالجريد " حيث جردت من نفسها أنسانا تخاطبه وتبكي له الحزن والألم وهذا حال المتألم دوما ما يبحث عمن يخفف عنه لوعته وحزنه ..



توبيخ للنفس " هل في عينيك قذى وهو التراب أو بعض القذارة التي تصيب العين فتألمها وتوجعها وربما تصاب بالرمد أو المرض " هذه المعاني الطويلة استطاعت شاعرتنا العبقرية الخنساء أن تضمها في الشطر الأول بأسلوب الاستفهام " انشائي " لغرض التوبيخ ..


يا ترى ما السبب في ألم عينيها أهو القذارة التي أصابتها أم خلو الدار ممن تحب ... وما أصعب البلوى بالفراق .. رحم الله من رحل وترك في فؤادنا لوعة الذكرى المريرة ..

لا حظي استخدام أسلوب العطف " أم " وكأنه تعطي المستمع حق التخيير في ما أصابها ... وهذا دليل للعبقرية الشعرية عند الخنساء ..


كأن عيني لذكراه إذا خطرت*****فيضٌ يسيل على الخدين مدرار


ذكرى مؤلمة لمن رحل وترك في الفؤاد لوعه .. فما أن تذكره حتى تذرف من الدموع أنهار ا ..أسلوب خبري لغرض التقرير ..



أسلوب جميل غير متكلف في دائرة الحزن المؤلمة ... تشبيه تام حيث صورت دموعها بالفيض " فيضان الماء " زيادته .. وجه الشبه الكثرة

أو مجاز مرسل علاقته المكانية حيث أن الدمع محله العين ...




تبكي لصخر هي العبرى و قد ولهت *****و دونه من جديد الترب أستار



جميعنا نبكي الموتى هذا حالنا في زمن الفقد والخنساء بكت صخر بحسرة وألم.. فكلما ذكرته ولهت واشتاقت له وهذا هو حال المحب .. ولكن هل للشوق لقاء .. لن يكون فبينها وبين صخر كل يوم هول من التراب

وهو القبر واللحد الذان ظماه ..


أسلوب خبري لغرض التوكيد ...


استخدام ألفاظ قويه مؤثره كالفعل المضارع " تبكي " أو غيره من المفردات الموجزه المعبرة " ... ولهت ... قذى .. وهكذا "


تبكي خناس على صخرٍ و حق لها ***** إذ رابها الدهر إن الدهر ضرار


هنا تجد لها العذر في البكاء والنوح فقد قتلها الدهر وأصابها بموت من تفتقده وتعزه ..

من رفع لها جوارها وأكرمها " صخر " ذاك الأخ الجميل الصنائع ...

رابها : أي طعنها أو سبب لها الأذى ونحوه ..


" رابها الدهر " استعاره مكني ةصورت الدهر بانسان يقتل أو يطعن أو يؤذي " ذكر المشبه وحذف المشبه به لتقوية المعنى وتقريبه ... القرينه " رابها "

طبعا هنا لا بد أن نذكر الطالبات بأن الانسان لا يتجهم ولا يتهجم على الدهر وفقا لعقيدتنا الاسلامية ولكن يشفع لها أن رثائها كان قبل الاسلام ..

حاولي أن تذكري لطالباتك سبب تعلق الخنساء بصخر ...

" خناس " ترخيم وتجميل للخنتساء .. وهذا دليل أنها اشتهرت به لجمالها ..


لا بد من ميتةٍ في صرفها غِيرٌ ***** و الدهر في صرفه حولٌ و أطوار


حقيقة رائعه من شاعره حكيمة .. فعلا هنا تنطق الحكمة .. لا بد من الموت فالدهر يتغير ويتحول والانسان من سعاده إلى حزن ومن قوة إلى ضعف .. فاحذروا العواقب .. وليعمل كل انسان الخير ويتقرب لله .. فما تدري نفس ماذا تكسب إذا ولا تدري نفس بأي أرض تموت ...


و إن صخراً لوالينا و سيدنا **** و إن صخراً إذا نشتو لنحار

و إن صخراً لمقدامٌ إذا ركبوا **** و إن صخراً إذا جاعوا لعقار

و إن صخراً لتأتم الهداة به ****كأنه علمٌ في رأسه نار

جلدٌ جميل المحيا كاملٌ ورعٌ ****و للحرب غداة الروع مسعار

حمال ألويةٍ ، هباط أوديةٍ ... شهاد أنديةٍ ، للجيش جرار



في الأبيات السابقة تذكر الخنساء مدائح صخر فهو الوالي والسيد والكريم المنحار " منحار " صيغة مبالغة لغرض الاكثار من كذا ....وهو شجاع مقدام في المعارك " " ركبوا " ايجاز يحمل العديد من المعاني الرائعة .. وهو من يستهدي به القوم في كل مكان فهو علم وراية للكرم والحق ... جميل وورع ومسعار في الحروب لا يخشاها ولا يخافها ... يحمل اللواء للحرب ويهبط الأودية في الليل غير خائف ولا جبان .. يشهد أندية قومه فهو سيد فيها وهو قائد الجيش في المعارك ...

وصف رائع جدا دليل على الحب والاخاء ..


لم تره جارةٌ يمشي بساحتها *****لريبةٍ حين يخلي بيته الجار


حتى في الجاهلية كانت لديهم مكارم الأخلاق من أروع الصفات .. فللنظر لجمال الخلق عند هذا الرجل العفيف المحافظ على حرمات القوم .. لا يدنس عرضه ولا عرض غيره بريبة أو شك ..

بل هو محافظ على بيت جاره في عدم وجوده .. فلله دره ..

و لا تراه و ما في البيت يأكله *****لكنه بارزٌ بالصحن مهمار

نعم هو من يحمل الصحن للفقير والعائز ... حتى وإن لم يكن لديه ما يطعم به أهله
فهو شهم كريم ..

قد كان خالصتي من كل ذي نسبٍ ****فقد أصيب فما للعيش أوطار

كان هو من يرفعني ويحميني وقد استخلصته لي من كل ذي نسب يكفيني وجوده معي
والآن قد ذهب فكيف يكون العيش بعده ...

لحظات حزن رهيبة للخنساء .. وآه من حزن القلوب
نسأل الله السلامة ...



الأفكار الجزئية:


الحزن العظيم الذي اغتال الخنساء في وفاة صخر
التجريد من سمات القصيدة

بدأت الخنساء بالرثاء ثم المدح فعوده للرثاء ..

مصيبة أخته فيه لا تماثلها مصيبة أخرى في الجن أو الإنس
صخر رجل الشدائد والخطوب صخر يكرم الضيف ويؤمن الخائف



العاطفة:

فاضت نفسها حزنا لفقد أخيها جياشة ومؤلمة ..
أفكار مترابطة مع بعضها البعض ..



البيت الثامن:

معاني كلمات: والي : زعيم, نحار: كثيرة النحر.
شرح البيت: تصف الشاعره اخاها صخر بانه سيد قبيلته وزعيمها وتصفه ايضا بالكرم خاصهً في الشتاء حيث الحاجه والشده ويكثر الذبح للمحتاجين.



شرح قصيده الخنساء - منتدى الإيوان

شرح قصيدة الخنساء#
التوقيع:

  الرد باقتباس
قديم(ـة) 17/06/2012, 10:50 PM   #10
عروس متميزة

صورة maryom2009 الرمزية

الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: 11/06/2008
رقم العضوية: 260339
البلد: أرض الله واسعة
المشاركات: 10,404
الجنس: أنثى
التدوينات: 113
الدولة: المملكة العربية السعودية

تقييم العضو:
قوة التقييم: 1716

maryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميزmaryom2009 مشهورة وحضورها رائع ومتميز


الأوسمة


المزاج
دلع

maryom2009 غير متصل
سبب حب الخنساء لصخر ورثائها له خاصة:.




وقد كان أكثر مراثيها في أخيها صخر ويعود الإكثار من رثائها له خاصة إلى مواقفه الرائعة وصلاته الحميمة بأخته وبرّه بها وعطفه عليها وإيثارها بما لديه من مال على نفسه وأهله.


مما عمّق محبته في قلبها ومكّن لهذه المحبة من أن تسود فؤادها، والإحسان قيدُ وفاءٍ للنفوس الحرة، ومَن وجد الاحسان قيداً تقيّدا، وكذلك كانت الخنساء مع أخيها صخر،

فقد تجاوز في كرمه معها إلى ما هو أكثر من حدود صلة الرحم حيث بلغت صلته بأخته ورعايته لها وحنوّه عليها ومواساتها ما لا يقدر عليه سوى من استطاع أن يفعل مثل ما فعل،


ومن إكرامه لها وتقديرها ما ذكرته في هذا المجال: انها تزوجت برجل من عشيرتها متلاف للمال فأنفق ماله كله حتى لم يعد يملك شيئاً فأشارت عليه بأن يذهبا إلى أخيها صخر،


فقسم ماله شطرين وأعطاهما خيريء الشطرين، فلما عاتبته زوجته قائلة:



: أما يكفي أن أعطيتهما شطر مالك حتى تعطيهما خيريء الشطرين لم يلتفت إلى كلامها، وحين عادت أخته إليه مع زوجها مرتين بعد ذلك كان يفعل مثل ما فعل في المرة الأولى يشاطرهما ماله ويخصهما بأفضله،

ولو امتد به العمر واستزادته عدة مرات لاستمر في عطائه لها في غير مَنّ منه ولا ضيق بطلباتها.


بل إنه

1- أرادت بها مكة 2- النوم

3- شقيقي 4- أرض ذات حجارة سوداء كأنها أحرقت بالنار وأرادت هنا مكانين بعينهما لعلهما حرة سليم وحرة واقم.

5- الصغير الجثة الذي لاغنى عنه .


ليخصها بأفضل ما يملك ويخيّرها وزوجها لاختيار الأفضل. لذلك حملت له في نفسها هذا الجميل في حياته وبعد مماته، مما اقتضاها الوفاءُ له التنويه بذكره والبكاءَ على فقده، فقد طوّق عنقها ورفع رأسها لدى قومها بهذا الإيثار الذي يندر وجوده.

مما جعلها لا تمل من مواصلة رثائه ولا تنسى ذكراه طيلة حياتها، فرفعت ذكره في دنياها وخلّدت اسمه في ديوان الرثاء العربي .



فهي تذكره في كل أحوالها وتحاول أن تُعزّي نفسها بالصبر حين ترى الباكين حولها على فقد أعزّائهم، ولكنها مع ذلك تظل تعدّد مزاياه وكأنها تُعرّف بمكانته وما يتصف به من جميل السجايا وحميد الصفات.

مما أهّله لأن يحتل بين قومه مكانة متميزة، فتعلن مواقفه الرائعة وأفعاله الشامخة من شجاعة وسخاء ورجولة ووفاء وحفظ للجار وصيانة للشرف، وسيادته بتلك الخصال التي لا تتوافر إلاّ في النادر من الرجال:


وإنّ صخراً لوالينا وسيدنا

وإن صخراً إذا نشتو لنحار(1)

وإنّ صخراً لمقدام إذا ركبوا

وإن صخراً إذا جاعوا لعقّار(2)

حمّال ألوية هباط أودية

شهّاد أندية للجيش جرار

نحار راغية(3) قتال طاغية

فكّاك عانية للعظم جبّار

لم ترَه جارة يمشي بساحتها

لريبة حين يُخلي داره الجار



وهي تنثر مفرداتها كالسبائك الذهبية التي تنسج منها أوصافاً ترى أن أخاها مؤهل لها في ألفاظ متألقة متناسقة متماسكة على النحو التالي:

المجد حُلّته والجود علّته
والصّدق حوزته إن قرنه(4) هابا
خطّاب محفلة فراج مَظلمة
إن هاب معضلة أتى لها بابا





نظرة المستشرقين إلى رثاء الخنساء:.


وقد وضعها ابن سلاّم بين طبقات الشعراء الكبار في كتابه: (طبقات فحول الشعراء).
وهذا التفرد الذي اختصت به شاعرتنا في مجال الرثاء لفت إليها بعض المستشرقين،

1-كناية عن الكرم 2- كناية عن الكرم 3-الناقة 4- القرين النظير


فقد قام المستشرق الفرنسي دي كوبيه بترجمة ديوانها إلى الفرنسية عام 1889م كما قدّم المستشرق الايطالي غبريالي دراسة بالايطالية عن حياتها وشعرها،


وكذلك فعل المستشرق الألماني رودو كاناكيس، فقد أعدّ بحثاً عنها وعن مراثيها..


وكانت شهرتها بما برزت فيه من فنون الشعر في فن الرثاء فقد تميزّت برقة العاطفة وسمو المشاعر وروعة التصوير في ابراز جسامة المأساة وحدّة المعاناة،


فكان إبداعها في شعر الرثاء الذي كان أهمَّ ما برزت فيه وأجادته، وفيه تألّقت حين تعمل على تجسيم أحزانها فهي تختزن في ذاتها وهجاً من عواطف ملتهبة ومشاعر مكبوتة تنطلق مع التعبير الذاتي عن المواجع الإنسانية،

فالرثاء إنما يصدر عن روح فياضة بالشجن مشحونة بالألم، والخنساء كذلك. مما جعلها في مقدمة شعراء المراثي.





الشاعرة التي بكت أخويها ولم تبك أبنائها الأربعة:.


وقد كتب الأستاذ فاروق شوشة في مجلة العربي(1) تحت عنوان: (الشاعرة التي بكت أخويها ولم تبكِ أبناءها الأربعة!)

أشار فيما كتب إلى بكائها على أخويها وعدم بكائها على أبنائها الأربعة مشيراً إلى تعجّب الدكتورة بنت الشاطئ من رثائها لأخويها دون أبنائها ووصءفها ذلك بأنه: "انحراف في طبيعة تماضر جعل عاطفة الأخوّة فيها تطغى على عاطفة الأمومة التي هي جوهر الأنوثة"..


وانتهى الكاتب في هذا المضمون إلى أنه "بقي لنا بكاء الخنساء ورثاؤها لأخوءيها. أما صمتها الشعري عن استشهاد أبنائها الأربعة فقد دخل في عداد المسكوت عنه في شعرنا العربي"..

وقد اكتفى الكاتب في هذا المجال بذكر أن بكاء الخنساء أخويها لأنهما ماتا على الجاهلية.

أما عدم بكائها لأبنائها الأربعة فلأنهم استشهدوا في سبيل الله مجاهدين دفاعاً عن الإسلام،

فكيف تبكيهم شعراً وقد شرّفهم الله بالشهادة؟


هناك تعليق واحد:

  1. اشكرك على المجهود الرائع الذي لا تصفه الكلمات شكراً من أعماق قلبي

    ردحذف