|

التــــوبـــــــــــــــة |
بخيطٍ من القنّبِ
|
أتاني, وشدَّ وثاقي أبي
|
تصهرجتِ النارُ في محجريه اللدوديْنِ:
|
واللهِ لستُ أنا يا أبي
|
تنهنهتُ,
|
لحْيَتُةُ اتصلتْ بالجداريْن وانتشرتْ خارجاً,
|
واستبدَّ المكان تشبَّثْتُ
|
بي, وانكمشتُ,
|
وفَلَّعَ جِلْدي من الخيزرانْ
|
ولم تحكِ أمي ولم تحكِ,
|
تَمْثَلَها الهوْلُ ثلجاً وصمتا
|
ولم تحكِ, لم تبكِ حتّى
|
ولست أنا,
|
كنتُ أحلف: لست أنا يا أبي
|
أبي يا أبي الظلمُ صَعْبْ
|
أبي يا أبي أنت رُعْبْ
|
فأعْملَ أسنانَه في ذراعي وزمجَر:
|
إن لم تتبْ فسأشويكَ,
|
لستُ أنا يا أبي
|
فعمَّ أتوب, إذَنْ, يا أبي?
|
وأمي تغادر تمثالها وهي تجهشُ:
|
تُبْ ياحبيبي, ستقتلني هكذا,
|
هكذا تبتُ عن خطأٍ ما ارتكبتُ ونمتُ
|
ليدخلَني الضربُ من حُلمٍ في شقوق الضلوعْ
|
وما زلتُ حتى نسفتُ الجبالَ, وقوَّضتُ بيتي,
|
وهاجرتُ هاجرتُ... هاجرتُ ما من رجوعْ
|
ومن عَرَقي والتهابي سمعتُهما في الظلامْ:
|
قسَوْتَ, وبالغتَ يا شيخُ... هذا حرامْ
|
وتمتمَ: - إني أربِّيهِ,
|
ثم تلعثمَ: إن الفتى هو سرُّ أبيه... فكيفَ?
|
وقاطعَ جُمْلتَهُ:
|
ـ لم أجد عملاً وعليه فإنا نجوع
|
سمعتُهما
|
- وتأجَّجْتُ مما توقَّعْتُ,
|
أحكمتُ إغلاقَ عينيَّ,
|
فاقتربَ الشيخُ مني, وأجزمُ: كان يحاذرُ من صَحْوتي,
|
وبكلِّ حنان الوجود, تسلَّلَ يلثم خديَّ,
|
فاختلطتْ بالدموعِ الدموعْ
|
من قصيدة:حجـــــــــر الـــدولــــــة |
ما من أحدٍ يُعطي مُهْلَهْ
|
والنهرُ من السُّحبِ الحبلى أعلى,
|
يتنزَّلُ أشواكاً,
|
ويفيضُ شِراكاً مُحْدِقَةً
|
وينافر ناراً حتى تدركني الشعلهْ
|
هل كنتُ معي?
|
أم سافرَ مني طيرٌ أخضرُ
|
يحصي أعدادَ الموتى,
|
ويُهيّئُ روحي للجولهْ
|
هل كنتُ معي
|
أم كنتُ اثنينْ?
|
أم أنَّ الوقتَ يدقُّ البابَ,
|
حِراباً تَغْمرُ جفنَ العيْن?
|
فأطارد عمراً يوشكُ أن...
|
ويطاردني سيَّافٌ يُقْبِلُ مِنْ...
|
والوقتُ يلحُّ,
|
ولا أحد يعطي مُهْلَهْ
|
مهلاً... مهلاً,
|
من يُمْهِلُ?
|
كلُّ رياحِ الأرض على عجلٍ,
|
وغراب الصبر بلا أملٍ,
|
والكرمل يدخلُ غرفةَ نومي,
|
يوقظني وأنا صاح,
|
لا يعجبه أني من غير سلاح,
|
ليس يفسِّر
|
بل يستفسر عن نسبي نتصامتُ حتى نصْفِ المشهدِ,
|
تدخل حيفا كاملةً,
|
فأكلِّمُ حيفا بالعربي
|
لا تطلبُ مفتاحاً مخبوءاً في زنّار الأمِّ, لذاك اليوم,
|
ولم تطلبْ شمعاً ودموعاً,
|
لكن تَطلب ألاّ أرجعَ في طلبي
|
يا حيفا لم أرَها إلا في لهفة أمي والأحلامِ,
|
حلفتُ معاً
|
وغداً
|
ومعاً ومعاً
|
وغداً سنكون
|
ولولا حلفاني ماكان ليغمض لي عينيه...
|
على الميعاد, أبي
|
لكن الوحشة جنيّات الرعب مديد الوقت
|
فراغ البيت زعاف الصمت عواء الذئب طبول تطلبنا
|
والمهلة... لا أحد
|
يعطي مهله
|
لم يسعفْنا سيفُ الدولهْ
|
لم يدركْنا سيفُ الدوله
|
غازَلنا صفصافَ الوديان فلم يُقبِلْ أحدٌ
|
أرسَلْنا الريحَ, فلم يُقْبِلْ أحدٌ
|
ناديْنا الشمسَ, الظلَّ,
|
الدمعَ, الأهلَ,
|
الشوكَ, الفُلَّ,
|
العاقلَ, والمختلَّ,
|
فلم يسمعْ أحدُ
|
وعبثْنا بالمفتاح فزادَتْ أقفالُ الدنيا
|
وغفَوْنا نكمنُ للرؤيا
|
فهبطْنا في قُزَحٍ... كالسيَّفِ,
|
وأوّلْناهُ إلى فَرَحٍ... حتى عادَ البلدُ!
|
وفتَحْنا أعيننَا:
|
هل هذا المشهدُ أسْوَدُ عن قصدٍ?
|
أم أنَّ لأعيننا عملاً غير الرؤيا,
|
ومسافتها الرمَدُ?
|
وصعدنا القمّةَ:
|
كانوا يحتفلون بنا
|
والساقي ينتخبُ الأقداحَ لنا
|
لكنَّ شرابَ الساقي كان سراباً,
|
واجتمعوا في الحفلِ غياباً,
|
واجتمعوا عدداً,
|
وتُرِكْنا عند البابِ,
|
فمن مثلي
|
الحفلُ على شَرَفي وأنا المطرودُ من الحفلِ?
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق