الجمعة، 28 مارس 2014

الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور

أحمد دحبور
  • أحمد خضر دحبور (فلسطين).
  • ولد عام 1946 في حيفا - فلسطين.
  • بعد مولده بعامين هاجر به أهله, واستقروا في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في حمص, وهناك أتم دراسته حتى المرحلة الثانوية, حيث حصل على الشهادة الثانوية من المدرسة الغسانية التابعة لطائفة الروم الأرثوذكس.
  • عمل متنقلاً بين كثير من الأقطار العربية مثل سورية, والأردن, ومصر, واليمن, وتونس. ويرأس الآن تحرير مجلة (بيادر) الثقافية التي تصدرها منظمة التحرير الفلسطينية.
  • عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
  • دواوينه الشعرية: الضواري وعيون الأطفال 1964 - حكاية الولد الفلسطيني 1971 - طائر الوحدات 1973 - بغير هذا جئتُ 1977 - اختلاط الليل والنهار 1979 - واحد وعشرون بحراً 1981- شهادة بالأصابع الخمس 1982 - ديوان أحمد دحبور (ويتضمن المجموعات السبع السابقة) 1982 - هكذا 1990 - كسور عشرية 1992 - هنا.. هناك 1997 - جبل الذبيحة 1999.
  • ممن كتبوا عنه: محمد الحسناوي وعباس بيضون, وإلياس خوري, وشوقي بغدادي, ومحمد بدوي, ومحمود الريماوي, وفوزي كريم, كما ألف عنه الدكتور محمد إبراهيم حُوّر كتاباً بعنوان: ثقافة أحمد دحبور في شعره.
  • عنوانه: وزارة الثقافة الفلسطينية - ص.ب 4024 - غزة.
 


التــــوبـــــــــــــــة
بخيطٍ من القنّبِ
أتاني, وشدَّ وثاقي أبي
تصهرجتِ النارُ في محجريه اللدوديْنِ:
واللهِ لستُ أنا يا أبي
تنهنهتُ,
لحْيَتُةُ اتصلتْ بالجداريْن وانتشرتْ خارجاً,
واستبدَّ المكان تشبَّثْتُ
بي, وانكمشتُ,
وفَلَّعَ جِلْدي من الخيزرانْ
ولم تحكِ أمي ولم تحكِ,
تَمْثَلَها الهوْلُ ثلجاً وصمتا
ولم تحكِ, لم تبكِ حتّى
ولست أنا,
كنتُ أحلف: لست أنا يا أبي
أبي يا أبي الظلمُ صَعْبْ
أبي يا أبي أنت رُعْبْ
فأعْملَ أسنانَه في ذراعي وزمجَر:
إن لم تتبْ فسأشويكَ,
لستُ أنا يا أبي
فعمَّ أتوب, إذَنْ, يا أبي?
وأمي تغادر تمثالها وهي تجهشُ:
تُبْ ياحبيبي, ستقتلني هكذا,
هكذا تبتُ عن خطأٍ ما ارتكبتُ ونمتُ
ليدخلَني الضربُ من حُلمٍ في شقوق الضلوعْ
وما زلتُ حتى نسفتُ الجبالَ, وقوَّضتُ بيتي,
وهاجرتُ هاجرتُ... هاجرتُ ما من رجوعْ
ومن عَرَقي والتهابي سمعتُهما في الظلامْ:
قسَوْتَ, وبالغتَ يا شيخُ... هذا حرامْ
وتمتمَ: - إني أربِّيهِ,
ثم تلعثمَ: إن الفتى هو سرُّ أبيه... فكيفَ?
وقاطعَ جُمْلتَهُ:
ـ لم أجد عملاً وعليه فإنا نجوع
سمعتُهما
- وتأجَّجْتُ مما توقَّعْتُ,
أحكمتُ إغلاقَ عينيَّ,
فاقتربَ الشيخُ مني, وأجزمُ: كان يحاذرُ من صَحْوتي,
وبكلِّ حنان الوجود, تسلَّلَ يلثم خديَّ,
فاختلطتْ بالدموعِ الدموعْ
من قصيدة:حجـــــــــر الـــدولــــــة
ما من أحدٍ يُعطي مُهْلَهْ
والنهرُ من السُّحبِ الحبلى أعلى,
يتنزَّلُ أشواكاً,
ويفيضُ شِراكاً مُحْدِقَةً
وينافر ناراً حتى تدركني الشعلهْ
هل كنتُ معي?
أم سافرَ مني طيرٌ أخضرُ
يحصي أعدادَ الموتى,
ويُهيّئُ روحي للجولهْ
هل كنتُ معي
أم كنتُ اثنينْ?
أم أنَّ الوقتَ يدقُّ البابَ,
حِراباً تَغْمرُ جفنَ العيْن?
فأطارد عمراً يوشكُ أن...
ويطاردني سيَّافٌ يُقْبِلُ مِنْ...
والوقتُ يلحُّ,
ولا أحد يعطي مُهْلَهْ
مهلاً... مهلاً,
من يُمْهِلُ?
كلُّ رياحِ الأرض على عجلٍ,
وغراب الصبر بلا أملٍ,
والكرمل يدخلُ غرفةَ نومي,
يوقظني وأنا صاح,
لا يعجبه أني من غير سلاح,
ليس يفسِّر
بل يستفسر عن نسبي نتصامتُ حتى نصْفِ المشهدِ,
تدخل حيفا كاملةً,
فأكلِّمُ حيفا بالعربي
لا تطلبُ مفتاحاً مخبوءاً في زنّار الأمِّ, لذاك اليوم,
ولم تطلبْ شمعاً ودموعاً,
لكن تَطلب ألاّ أرجعَ في طلبي
يا حيفا لم أرَها إلا في لهفة أمي والأحلامِ,
حلفتُ معاً
وغداً
ومعاً ومعاً
وغداً سنكون
ولولا حلفاني ماكان ليغمض لي عينيه...
على الميعاد, أبي
لكن الوحشة جنيّات الرعب مديد الوقت
فراغ البيت زعاف الصمت عواء الذئب طبول تطلبنا
والمهلة... لا أحد
يعطي مهله
لم يسعفْنا سيفُ الدولهْ
لم يدركْنا سيفُ الدوله
غازَلنا صفصافَ الوديان فلم يُقبِلْ أحدٌ
أرسَلْنا الريحَ, فلم يُقْبِلْ أحدٌ
ناديْنا الشمسَ, الظلَّ,
الدمعَ, الأهلَ,
الشوكَ, الفُلَّ,
العاقلَ, والمختلَّ,
فلم يسمعْ أحدُ
وعبثْنا بالمفتاح فزادَتْ أقفالُ الدنيا
وغفَوْنا نكمنُ للرؤيا
فهبطْنا في قُزَحٍ... كالسيَّفِ,
وأوّلْناهُ إلى فَرَحٍ... حتى عادَ البلدُ!
وفتَحْنا أعيننَا:
هل هذا المشهدُ أسْوَدُ عن قصدٍ?
أم أنَّ لأعيننا عملاً غير الرؤيا,
ومسافتها الرمَدُ?
وصعدنا القمّةَ:
كانوا يحتفلون بنا
والساقي ينتخبُ الأقداحَ لنا
لكنَّ شرابَ الساقي كان سراباً,
واجتمعوا في الحفلِ غياباً,
واجتمعوا عدداً,
وتُرِكْنا عند البابِ,
فمن مثلي
الحفلُ على شَرَفي وأنا المطرودُ من الحفلِ?

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق