الأحد، 23 مارس 2014


أساليب استخدام الفکاهة في تصاوير أحمد مطر الفکاهية
د. يحيي معروف
الملخص 
يعتبر أحمد مطر المولود عام 1950م - في ضواحي البصرة- من أبرز الشعراء المناضلين. إنه رسم معاناة العرب بأجمل أشکال الفکاهة دون أن يحمل معه سلاحاًًًٌٌ من الأسلحة المتداولة فبدأ حربَه ضد المستکبرين. 
إن شعره التهکمي أشد لدغة من أي سلاح حربي. فهو لم يقصد إضحاک الآخرين فقط بل له غايات سامية کحفظ القيم الإسلامية السمحی؛ استهزاء الجهل و التقاليد السيئة؛ تعديل التيارات المتطرفة والتأکيد علی حسن السلوک. و في الحقيقة ليست فکاهته إلا نوعاًً من الصمود والمقاومة.
في هذا المقال ندرس بإذنه تعالی أساليبه الفکاهية من خلال أشعاره والتي لخصناها فما يلي:
1- التضاد. 2- استخدام لغة الحيوانات. 3- الاستهزاء بالنفس. 4- استخدام التشبيه. 5-ذكر ألقاب الأشخاص بصفات معكوسة.  6- الاستفادة من الآيات القرآنية في المعانی الفکاهية. 7- المبالغة في الاستهزاء.  8- التجاهل. 9- المقارنة باستخدام الشخصيات القرآنية.  10- الاستفادة من الأبيات الشهيرة القديمة في القوالب التهکمية.  11-خلق الصور التمثيلية.

الکلمات الدليلية: أحمد مطر، الفکاهة، الصور التهکمية، التجاهل، استهزاء النفس، التضاد.


أساليب استعمال الفکاهة في تصاوير أحمد مطر الفکاهية
مقدمه
ولد شاعرنا أحمد مطر عام 1950م في ضواحي البصرة. إنه يعتبر من أبرز الشعراء المناضلين في عصرنا الراهن. لهذا الشاعر الملتزم شهرة واسعة في العالم العربي کافة. لأنه صوَّر معاناة ومصائب العالم العربي بأفضل أسلوب من أساليب الفکاهة. إنه رسم بقصائده صورا شفافة من معاناة العالم العربي بأجمل الأشکال الفکاهية. فلذلک استطاع أن يدخل الحدود ويصل إلی أعماق الروح وجسد الأحرار. جرأته الکثيرة لإفشاء مؤامرات أمريکا وإسرائيل وبعض الدول العربية أتاحت له الفرصة ليطرح نفسه کشاعر انتحاري. أنه نازع المستکبرين الظالمين دون الأسلحة المألوفة ولکن تأثير شعره في قوالب الفکاهة أکثر حدة من أي سلاح فی العالم.
لقد اعتقد البعض أن «أحمد مطر» ليس اسما حقيقيا للشاعر ولکن أخوه الأکبر السيد علي مطر وهو من أساتذة الحوزة العلمية شهير بهذا الاسم. فضلاً عن ذلک أجاب الشاعر في رسالة بعثها رداً علی رسالة رجاء النقاش مؤلف کتاب (ثلاثون عاماً من الشعر و الشعراء) قائلاً: (ص 395 و أيضا: مجلة المصور، 17-4- 1987م). إنني أؤکِّدُ لک أنَّ أحمد مطر هو اسمي القُحّ.
کان أحمد مطر ينشد الشعر وهو في عنفوان شبابه يعنی في الرابعة عشرة من عمره فهو کان يعرض شعره في الأوساط الأدبية العامة دون خوف و وجل؛ إلی أن اضطر ترک العراق بسبب ضغط البعثيين عليه فأقام بالکويت ککاتب ورئيس تحرير جريدة (القبس) (عناصر الإبداع الفني في شعر أحمد مطر، ص 30) هذه الجريدة کانت فاتحة خير لبدء أعماله الثورية لأنه کان يطبع قصائده التي اشتهرت باللافتات. علی کل حال أعماله أغضبت حکام العرب فنفي من الکويت فاقام في لندن. إنه منذ عام 1986م و لحد الان يقيم بلندن.
أثَّر علی الشاعر نبأ استشهاد أخيه زکي مطر بيد جلاوزة البعثيين في العراق وارتحال ابيه إثر نوبة قلبية بعد ما سمع خبر استشهاد ابنه فسببت کل هذه الأخبار المحزنة آلاما روحية کثيرة لدی شاعرنا الملتزم. إنه ينازع الآن هموم المرض والغربة معا.
الفكاهة في الشعر
الفُكاهه أو الفََكاهه لغة من مادة (فَكِه يفْكُه: فكهاً وفَكاهة) (المنجد، حرف فاء) بمعنی المزاح و ذکر اللطائف واصطلاحا، الشعر أو النثر الذي يُذکَر فيه المزاح واللطائف، وأخبار الحماقات والضعف الأخلاقي، والفساد الاجتماعي أو أخطاء البشر بأشکال مضحکة وبصورة غير مباشرة. هذه اللفظة في الأصل مأخوذة من (الفاكهة) وبما أن الفاکهة تسبب النشاط والطمأنينة لدی الإنسان، وفي بعض الأحيان تسبب العلاج، فلذلک تعتبر اللطائف والنکت الفکاهية کفاکهة لعلاج أمراض الکئابة والإرهاق الفکري. بناءًا علی هذا کلاهما قادران علی أن يؤثرا علی روح المخاطب و جسمه. عادة يَسْخَر کُتّابُ الفکاهات من الأشخاص والسنن والتقاليد السيئة في المجتمع وبذلک يُدينون أعمالهم القبيحة هدفا لإصلاح الفرد أو المجتمع. و في الحقيقة هدفه هو إصلاح الفساد. کاتب الفکاهة وکأنه طبيب واجبه اجتثاث جذور أمراض النفاق، والغرور والحرص والجشع. بالطبع ليس هدفه العداء والحقد وبث الفتنة والفرقة بين الناس بل يعالج عيوب و أمراض المجتمع.
تُوجِّهُ الفکاهةُ هجومَها علی الجمود الفکري وتحاول أن تعدل أخلاقيات المجتمع نحو التوازن الحقيقي. عندما تتزايد الهموم يختار الأدباء الضحک بدلا من الحزن. لاشک أن الأدب الفکاهي نوع من الصعوبة فی البيان بحيث يحتاج موهبة خاصة و ذکاءا غزيرا و بداهة خارقة (ادونيس، ص 41)
ميزات أحمد مطر الشعرية
ربما يمکننا القول بأنه يوجد عنصران بارزان في أشعار أحمد مطر و هما:
1- استخدامه الکثير من التلميحات والاقتباسات القرآنية فضلا عن استخدامه الواسع من أحاديث الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والذي إن دل علی شيء فانما يدل علی نشوءه في أسرة متدينة وأهل خبير بالقرآن الکريم والمفاهيم الدينية.
2- استخدامه المناسب من الفکاهة والتي سنبينها بالتفصيل.
أساليب الفکاهة في أشعار أحمد مطر
1- التضاد
من أساليب أحمد مطر الفکاهية استخدامه الواسع من عنصر التضاد يعنی التوجه إلی شيئين متضادين فی مفهوم واحد. إنه يعتمد في هذا الأسلوب علی عنصر التفکيک علی أساس الفکاهة والتي مفجعة من ناحية ومضحکة من ناحية أخری. وهذا لايمکن إلا بوجود التناقض الحقيقي والعميق بينهما.
أحد النماذج في هذا المجال هو قصيدة (الخطاب التاريخي) التي يتناول فيها الشاعر بَعد خلق التضاد إلی الانتقاد من الحکام الفاسدين، حيث يقول: (لافتات ، ج1، ص 18)
رأيتُ جُرذاً/      يَخطُبُ اليوم عن النظافة    /وينذر الأوساخَ بالعقاب/     وحوله  يُصَفِّقُ الذّباب!
عنصر التضاد بارزة في هذه القصيدة و الشاعر ينکر هذا التناقض ويدعي توافق الطرفين،  التناقض بين الجرذ کخطيب، وجماعة الذباب التي تصفق حوله فکلاهما يدلان علی القذارة  والأوساخ. فضلا عن ذلک وعيده لمکافحة الأوساخ ومن جانب آخر النظافة، فکلاهما طرفا هذه القضية. هذه الأبيات تبين بوضوح أوضاع الحکام الفاسدين والذين يؤيدونهم من الشعراء. فالشاعر شبَّه الحاکم و أصحابه بجرذ يدعو المظلومين و المضطهدين إلی النظافة و الطهر!!
2-  استخدام لغة الحيوانات
من سائر أساليب أحمد مطر الفکاهية استخدامه الکثير من لغات الحيوانات. فإنه نجح في أسلوبه إلی حد کثير حيث استطاع أن يعرض کلامه في أفضل القوالب. فقد قارن الشاعرُ النملةَ (کرمز لإسرائيل الغاصبة) مع الفيل (کرمز لقدرة الدول العربية) في قصيدته (الدلال) ويقول: (لافتات 7، ص 94)
النملةُ قالت للفيل: قُمْ دَلِّکْنِي/       ومقابل ذلك ضَحِّكْنِي!/       واذا لم أضحك عَوِّضْني/       بالتقبيل وبالتمويل/     واذا لم أقنع..قَدِّمْ لي/   كل صباح ألف قتيل/   ضَحِكَ الفيلُ؛ فشاطَت غَضَبا؛/          تَسخرُ مني يا برميل؟/       ما المضحك فيما قد قيل؟/        غيري أصغر... لكن طلبتْ أكثرَ مني!/         غيرك أكبرُ ... لكن لَبَّى وهو ذليل!/         أي دليــل؟/       أكبر منك بلاد العُرْب/       وأصغر مني إسرائيل!!!
استخدم أحمد مطر الحيوان فرسم بريشته الشعرية أجمل صور کاريکاتيرية، فذکّر عواقب الذل والهوان من قِبَل العرب.
نموذج طريف فی هذا المجال يظهر في قصيدته (المزايا والعيوب) فالشاعر في هذه القصيدة يبتعد عن مکانه فيعطي زمام الأمور إلی کلب بسيط لايعرف ما يدور حوله فيترکه ليطلع عن أسباب طرده من صفوف المخبرين. هذا الکلب قَذِرٌ مثلهم، لاهث، خبير بالهجوم علی الغافلين، ذکي في إقتفاء الهاربين... فالشاعر يفشي ماهية المخبرين خاصة عدم قبولهم للکلب فهذا الأخير جدير بالتأمل. لأنه وفيٌّ أمين فهذه الصفة خاصة بالکلاب  ولاتوجد بين المخبرين. يقول: (لافتات 5، ص 16)
نَبَحَ الكلبُ بمسؤول شؤون العاملين: /      سيدي إني حزين./   هاك خذ طالع مِلفي/    قذرٌ مِن تحت رِجْليَّ إلى ما فوق كتفي!/    ليس عندي أي دين، لاهثٌ في كل حين /    بارعٌ في الشمّ و النبح و عقر الغافلين/     بطلٌ في سرعة العدو، خبيرٌ في إقتفاء الهاربين/   فلماذا يا ترى لم يقبلوني في صفوف المخبرين؟!/     هَتَفَ المسؤولُ: لكن   فيك عيبان يسيئان إليهم،/        أنت يا هذا وفيٌ وأمين!
يستهزیء الشاعر في قصيدته (الانتساب) بالإدعاءات الکاذبة للعرب فی زهوهم بالسلف ويصور خوفهم. فيرسمهم کقطة يفر من الکلب ولکن عندما تشاهد فأرة ضعيفة تستذکر أمجادها وتفتخر بجدودها؛ يقول الشاعر: (لافتات 7،  ص 58)
بعد ما طاردهُ الکلبُ و أضناه التعب،/     وقف القط علی الحائط  مفتول الشنب،/    قال للفأرة : أجدادي أسود./        قالت الفأرة : هل أنتم عرب؟!
ينتقد أحمد مطر من الحکام العرب في قصيدته (البغل المُسْتَنير) فيخلق صوراً رائعة من الوضع الراهن، إنه يری شأن الحکام العرب فی أدنی مرتبة ويدعي أن الله سبحانه و تعالی عندما يمسخ البغل يصبح رئيسا عربيا: (لافتات 5، ص76)
قال بغلٌ مُسْتَنير واعظاً بغلاً فتيا:/       يا فتی إصغِ إليّا/       إنما كانَ أبوك امرأَ سَوْءٍ /     و كذا أمُّك قد كانتْ بَغِيّا. /       أنت بغلٌ يا فتی ... و البغل نَغْلٌ، /      حكمةُ اللهِ، لأمرٍ ما، أرادتْكَ غبيَّا /       فاقبلِ النُّصْحَ تَكُنْ بالنُّصحِ مرضياً رضيّا /      أنتَ إنْ لَمْ تَسْتَفِدْ منه فَلَنْ تَخْسرَ شَيّا./       يا فتی مِنْ أجلِ أَنْ تَحْمِلَ أثقالَ الوَرَی،/        صَيَّرَك اللهُ قويّا./    يا فتی فَاحْمِلْ لهم أثقالَهُمْ مادُمْتَ حَيَّا/         واسْتَعِذْ مِنْ عُقْدَةِ النَّقْصِ/    فلا تَرْكَلْ ضعيفاً حين تَلْقاه ذكيّا./   يا فتی  اِحْفَظْ وصاياي تَعِشْ بَغْلاً،و إلاّ /        ربما يَمْسخُكَ اللهُ رئيساً عَربيّا!
ويتحدث الشاعر في قصيدة (الثور والحظيرة) عن موقف الدول العربية تجاه قضية السلام المخزية مع إسرائيل، والذی وقَّعه محمد أنور محمد السادات مع الکيان الصهيوني. (فی تاريخ 19  نوفمبر سنة 1977م اتخذ قراره الذي سبب ضجة بالعالم بزيارته للقدس وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979م) ذلک الحلف الذي نتج عنه تسابُق الدول العربية للتقرب إلی أمريکا و إسرائيل. إنَّه شبَّه سادات بثور فَرَّ من حضيرة البقر. بعد ذلک انعقدت الجلسات وفيها تمسک البعض بتهديدات شديدة اللهجة للثور الذي فرّ ولکنها بعد مدة حذوا حذوه سائر الثيران أي الدول العربية، ويقول: (لافتات 1، ص 44)
الثورُ فرَّ من حظيرةِ البَقَرْ/       فَثارتْ العُجولُ في الحَظيرهْ/       تبكي فِرارَ قائدِ المَسيرهْ/      وشُكِّلَتْ على الأَثَرْ مَحكَمةٌ.. ومؤتَمـرْ/     فقائلٌ قالَ : قَضَاءٌ وَقَـدَرْ/     وقائلٌ : لقَدْ كَفَرْ؛  وقائلٌ: إلى سَقَرْ؛/       وبعضُهمْ قالَ: امنَحوهُ فرصَةً أخـيرهْ /        لَعَلّهُ يعودُ للحظيرهْ /     وفي خِتام المؤتَمرْ/        تقاسَموا مَرْبِطَهُ .. وجَمّدوا شَعيرَهْ/      وبعدَ عامٍ ، وقَعَتْ حادِثَـةٌ مُثيرهْ/           لم يَرجِعِ الثَّورُ  ولكنْ  ذَهَبتْ وراءهُ الحَظيرهْ!
3- استهزاء النفس
يستهزیء أحمد مطر في قصائده الفکاهية شخصيته کعربي، قصدا لإبلاغ ندائه إلی العالم و انتقاده عن السلطة الحاکمة فالشاعر يدعي في قصيدة (الحلم) بأنه رأی في النوم أنه کان يعيش کالبشر و استلهم من رؤيا يوسف عليه السلام لينتقد من الوضع الراهن فی بلاده، حيث قال: (لافتات 1، ص 98)
وَقَفْتُ ما بين يَدَيْ مُفسِّرِ الأحلامْ/       قُلتُ له : " يا سيّدي رأيتُ في المنامْ/      أنِّي أعيشُ كالبَشَرْ وَأنّ مَنْ حَولي بَشَـرْ/      وأنّ صوتي بِفمي  وفي يَدي الطَعامْ/     وأنّني أمشي ولا يُتْبَع من خَلفي أثَرْ!/       فصاحَ بي مُرْتَعِداً: يا وَلَدي حَرَامْ !/       لقَد هَزِئْتَ بالقَدَرْ /     يا وَلَدي نَمْ عِندما تَنامْ!/    وقبلَ أنْ أتركَـهُ تَسَلّلتْ من أُذُني،/       أصَابعُ النِظامْ واهتزَّ رأسي وانْفَجَرْ!
يدعي الشاعر فی قصيدة (التقرير) بأن الانسان العربي مُصاب بفساد واسع النطاق فأحدث الفساد في نفسه و روحه سُما زعافا حيث لو عضه کلب الوالي (أی الجواسيس) يموت في مکانه فورا، إنه يقول: (لافتات2، ص 7)
كلبُ والينا المُعَظَّـمْ/      عضَّني اليومَ ، ومـاتْ !/       فدعاني حارسُ الأمـنِ لأُعـدَمْ/    بعدما أثبتَ تقريـرُ الوفـاةْ/     أنَّ كلبَ السَّـيدِ الـوالي تسـمَّم !
4- التشبيه
يعتبر التشبيه من أساليب أحمد مطر الفکاهية. إنه في هذا الأسلوب وقصدا للمبالغة فی الاستهزاء يختار «المشبّه به» أضعف من «المشبّه». و الواقع عکسه، لأن «المشبه به» يجب أن يکون أقوی من «المشبه». و الشاعر في قصيدة (هذا هو السبب) بعد تعريفه بسلاطين العرب کأبي جهل و أبي لهب يصفهم بوصف فکاهي و يقارنهم مع قِربة أسفَلُها رأسٌ وأعلاها ذَنَب وَسْطَ مَزابِلِ الرُّتَب. و يقول: (لافتات 6، ص119)
هاكَ سلاطينَ العَرَبْ/     دَزينـتانِ مِنْ أبـي جَهلٍ ومِنْ أبي لَهَبْ/       نَماذِجٌ مِنَ القِرَبْ/      أسفَلُها رأسٌ وأعلاها ذَنَبْ !/      مَزابِلٌ أنيقَةٌ غاطِسَةٌ حتّى الرُّكَب/       وَسْطَ مَزابِلِ الرُّتَبْ !
وقد رسم الشاعر في قصيدته (أغرب من الخيال) سلوک الحکام العرب المليء بالأدب والاحترام تجاه الصهاينة الذين يردون البلاد العربية بحرية تامة. ويتعجب من سلوکيات الشرطة الحدودية تجاهه لأنهم واجهوه بأدب و احترام قلما يجد له مثيل عندهم ثم يشبِّه نفسَه بصهيوني دخل البلاد العربية ويقول:(لافتات 7، ص124)
رأيتُ ما أذهلني في المرکز الحدودي/    دخلتُ فاستقبلني الشرطة بالورود/     وأَهَّلُوا و سَهَّلُوا .... و قَبَّلُوا خُدودي/       قالوا بمنتهی الأدَبْ: شَرَّفْتَ يا أخا العربْ‌‌/       يا للعجبْ !  لم يَأْنَفُوا منِّي!/      ولم يستثقلوا وجودي!/        لم يحجزوا أمتعتي!/        لم يسلُبوا نقودي!/      لم يطلبوا هويَّتي!/      لم يلعنوا جدودي!/       کنتُ لفرط لُطفهم، أختالُ حراً آمنا/        کأنني يهودي!/     أفقتُ من غيبوبتي في المرکز الحدودي/   و لم يکن في حوزتي شيءٌ سوی قيودي.
إنه شبَّه في قصيدته (نعال الأحذية) شعراء البلاطات بنعال خشن الجلدة والتي صُفَّت فوق رفوف الحذَّاء أو الإسکافي. إن النعال أو الشحاطة في عرف العراقيين معناها سيء جدا ربما تعتبر من أسوء الشتائم لأن الشحاطة أو النعال خلافاً للحذاء يلبسها کل شخص لمرات عديدة فليس لها اختصاص بشخص خاص. ربما تعتبر الشحاطة رمزا للمومسات و الماجنين:(لافتات 6، ص24)
قلت للإسكاف : أحتاجُ لنعل/       خشن الجلدةِ ... برّاق الطلاءِ /       أَومَأَ الإِسكافُ للرَّفِّ ورائي/       قال لي: خذ واحدا من هؤلاء/          كانَ فوقَ الرَّفِّ صفٌّ من مئات الشعراء/       ثقٌل الأمر على قلبي وأبديتُ استيائي/       قال: لم أخدعك . . صدّق/    إنَّ هذا الصنف مخصوص للبس الخلفاء/       قلت: إني أبتغي نعلاً لرجلي/         أنا لم أطلب حذاءً لحذائي!
وقد يستخدم الشاعر التشبيه الضمني لبيان مقصوده. إنه في قصيدة‎ (من الأدب المقارن) قارن أحد حکام العرب مع أحدی المومسات باسم (فيفی) ويدعي بأن شأنه أقل من شأن فيفي؛ إذ يقول: (لافتات 6، ص 165)
في فيفي أربع خصلات،/    تَجْعَلُ حاكمَنا قُبقاباً (قبقاب: نوع من الاحذية مصنوع من الخشب) /     (فيفي) راقصةٌ مبدعةٌ،/   تَسْتَثْمِرُ جسماً خلاباً/      يَهْتَزُّ فيُمْطِرَنا عَجباً/       و الحاكم شيء ملتبس/     يستثمر ويلاً و عذاباً/        يهتز فيَحرُثَنا غضباً/     (فيفي) من غير حِراسات/      تختال ذهاباً و إيابا/   لا تحمل أسلحة إلا شفرات تدعى الأهدابا/     و الحاكم ليس سوى ذَنَبٍ/     ينسلُّ فَيَنْسُلُ أذنابا/    و لفيفي حِسٌّ قوميّ/        يعتبر التطبيع خرابا/    و يرى إسرائيل غُراباً/   (فيفي) بنت أبيها شرعاً/      و لدى حاكمنا والدة تمشي و تُلَقِّط أنساباً!/   لو ساءلها عن والده/  لَـزَوَتْ حاجبَها استغرابا/   و لقالت: (ماذا يدريني)؟/      هل أحمل في القلب كتابا/      هو (محمود) لا بل (فخري) كلا (سامي) لا (خوشابا) (راضي)؟ (عاشورٌ)؟/        معذرةً يَصْعُبُ أن أُحْصِيَ الأصلابا!!!
إنه شبَّه في قصيدة (حديقة الحيوان) مجموعة الدول العربية بقفس من الحيوانات الوحشية التي تعيش فی الغابات ولها سلوک وتصرفات مثل البشر. بعبارة أخری لديهم حراس لحفظهم، يتناولون بالشوکة والسکين، يرقصون بنغم أمريکية، يأمرون بالمعروف، يؤمنون بالحرية. حيث يقول:(لافتات 2، ص94)
في جهةٍ ما من هذي الكرةِ الأرضيّهْ/      قفصٌ عصريٌّ لوحوشِ الغابْ/       يحرسُهُ جُندٌ وحِرابْ (مفردها حَربة)/      فيه فهودٌ تؤمنُ بالحريّهْ/       وسباعٌ تأكلُ بالشوكةِ والسكيّنِ/      وكلابٌ بجوارِ كلابْ/        فيه قرودٌ أفريقيّهْ/       رُبِطَتْ في أطواقٍ صهيونيّهْ/     ترقصُ طولَ اليومِ على الألحانِ الأمريكيّهْ/      فيه ذئابْ  تعبدُ ربَّ " العَرْشِ "/      وتَدعو الأغنامَ إلى اللّهِ/         لكي تأكُلَها في المحرابْ/            فيه غرابٌ لا يُشبههُ في الأوصافِ غُرابْ/       يطيرُ بأجنحةٍ ملكيّهْ/             ولَهُ حَجمُ العقربِ لكنَّ له صوتَ الحيّهْ/           يلعن فَرْخَ " النسرِ"/     بِكُلِّ السُبلِ الإعلاميّهْ/         فيه نمورٌ جمهوريَّهْ وضباعٌ ديمقراطيّهْ/        وخفافيشٌ دستوريّهْ/       وذبابٌ ثوريٌّ بالمايوهات "الخاكيّهْ"(هذه اللفظة عامية فلربما ماخوذة من الفارسية بمعنی ترابية اللون)/     قفصٌ عصريٌّ لوحوشِ الغابْ/       لا يُسمحُ للإنسانيّهْ  أَن تدخُلَهُ/         فلقد كَتَبُوا فوق البابْ: (جامعة الدوَلِ العربيّهْ )!
5-ذكر ألقاب الأشخاص بصفات معكوسة
قد يذکر الشاعر ألقاب الأشخاص بصفات معکوسة قصدا لاستهزائهم وهذا يؤثر علی عقلية المخاطب بشکل لايوصف. هذا الأسلوب بارز في کثير من مؤلفات أحمد مطر الشعرية. هنا نکتفی بثلاث نماذج منه:
1- تُکَّرر ألفاظ (صاحب الجلالةِ المَلِک المُفَدّی!!!) ليل نهار في الإذاعة و التلفزيون لإحدی دول المطلة علی الخليج الفارسي فضلا عن ذلک، تُکَرَّر فی الأخبار اليومية لهذه الدولة، و تختص بالملک دون غيره لبيان ظروفه وحالته اليومية. وتتکرر بکثير حيث أصبحت اللفظة عند الناس لفظة مملة ومتعبة. غَيَّرَ أحمد مطر تلک الألفاظ إلی (صاحب الضخامة محقان المفدّى) (و المحقان في اللغة: بمعنی الذي يحبس بوله فلذلک کثير البول عندما يبول) (المعجم الوسيط ، ماده حقن) ليخلق مسرحا هزليا ينتقد فيه أوضاع تلک الدولة العربية في قوالب الاستهزاء و الازدراء عندما يقول: (لافتات 4، ص143)
مِحْقَان ... يغادر البلاد في رعاية الرحمن/     مِحْقَان ...يعود للبلاد في رعاية الرحمن/    مِحْقَان ...يجلس في الديوان/     مِحْقَان ...يمسك بالفنجان/    مِحْقَان ...يفرغ من قهوتـه/   مِحْقَان ...قام يبول الآن/     مِحْقَان ...عاد من المرحاض في رعاية الرحمن!/    مِحْقَان في التلفاز. في المذياع. في الجرائد في ورق الجدران في أغطية المقاعد/   في الشبابـيك وفي السقوف والبـيبان.
2- و في قصيدة أخری باسم (السلطان الرجيم) غَيَّرَ لفظة (الشيطان الرجيم) إلی (السلطان الرجيم) ويقول: (لافتات 1 ، ص 72)
شيطانُ شعري زارني فَجُنَّ إذ رآني/      قلت له: "كفاك يا شيطاني/     فإن ما لقيته كفاني/      إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان!/      فأطرق الشيطانُ ثم اندفعت في صدره حرارةُ الإيمان/       وقبل أن يوحي لي قصيدتي/     خَطَّ على قريحتي:/   أعوذ بالله من السلطان!
نموذج آخر في هذا المجال هو قصيدة (المفترى عليه) : (لافتات 6، ص 146)
قال مِحقان بن بلاّع الـ.... عصير:/       قيل إني لي عقارات ولي مال وفير/       إنه وهمٌ كبير!        كل ما أملكه خمسون قصراً/      أتّقي القيظ بها والزمهرير/       أين أمضي من سياط الحر والبرد؟   أطير؟!/     ورصيدي كله ليس سوى عشرين مليارا/       فهل هذا كثير؟!/    آه لو يدري الذي يحسدني كيف أحير/       منه مأكولي ومشروبي وملبوسي و مركوبي/     وبترول الفوانيس .. وأقساط السرير/       وعلبه الشاي والقهوة والتبغ وفاتورة ترقيع الحصير/          لا.. وهذا غير (حَفّاظات) مِحقان الصغير!/       ما الذي يبغونه مني؟/       أأستجدي.. لكي يقتنعوا أني فقير؟/       وأشاعوا أنني أنظر للشعب كما أنظر للدود الحقير!/       إلهي.. أنت جاهي بك منهم أستجير/      قسماً باسمك إني عندما أرنو لشعبي/       لا أرى إلا الحمير!/      ويقولون ضميري ميتٌ! كيف يصير؟!/   هل أتاهم خبر عمَّا بنفسي أم هم الله الخبير؟!/      كذبوا.. فالله يدري أنني من بدء عمري لم يكن عندي ضمير!
6-استخدام أسلوب الآيات القرآنية في معانی الفکاهة
بما أن الشاعر عاش وترعرع في أسرة ملتزمة بالدين والقرآن الکريم فلذلک نجد الآيات القرآنية تظهر من خلال کلماته حيث جعله قادرا ليصوغ کلامه في القوالب القرآنية.
ذکر الشاعر في قصيدته المطولة (بلاد مابين النحرين) عشرات الآيات القرآنية علی أساس فرار أصحاب الکهف في إطار کلامه الفکاهي والذي يعتبر من أرقی أنواع النصوص الأدبية. بداية يشير الشاعر إلی الآيه (10) من سورة الکهف (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) فيقلد أسلوبها، فيقول: (لافتات، ج 4، ص 158)
ولما أوى الفتيةُ المؤمنونْ الى كهفهمْ/        كان في الكهفِ من قبلهم مُخبرونْ!/    ظننتمْ اذن , أنّنا غافلون ؟
أصحاب الکهف فی النص الصريح للقرآن الکريم آية من آيات الله لأنهم لجأوا إلی کهفهم لسنين طوال فرارا من ظلم المستکبرين فناموا فيه. ولکن اليوم يعيش أصحاب الکهف فی عصر التکنولوجيا الحديثة والأجهزة التجسسية بشکل يتيح لهم المجال ليستمعوا صوت حرکة النملة لرصدها. فلذلک يقدرون علی اعتقال الناس وتعذيبهم. فيشير الشاعر إلی آيات (15 و 16) من سورة الإنسان (وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا) و الآيه 76 من سورة الأنبياء (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) فاستخدم لفظة (استجبنا) في غير معناها الحقيقي ويقول(نفس المصدر):
كذلكَ ظنَّّ الذينَ أتَوا قبلكمْ/     فاستجبنا ..ولو تعلمونْ/     ما قد أُعِدَّ لهم من قواريرَ/  كانت قواريرَ منصوبةً/       فوقها يقعدونْ/      ولو قد رأيتُم , وثَمَّ رأيتُمْ/     مَراوحَ سَقفٍ بها يُربَطونَ/     وفازوا بحلقِ الشعورِ/    وحرق الشعور التي في الصُدورِ/        وأنتم على إثْرِهم سائرونْ/        وهل قد حسبتم بأن المباحثَ مَلهى؟/       وأنّا بها لاعبونْ ؟/   سنُملي لكم من لَدُّنا اعترافاتكمْ/        فإنا لَنعلمُ ما لم تقولوا/      وقيلَ لهم : كم لَبِثتمْ ؟/      فقالوا : مئاتِ القرون/       أنُبعَثُ ؟ قال الذي عنده العلمُ/        بل قد لبثنا سنيناً/     وما زال أولادُ أمِّ الكذا يحكمونْ/    وما دامَ ( بعثٌ ) فلا تُبعَثونْ!
7- المبالغة فی الاستهزاء
من سائر أساليبه الممتازة فی خلق الصور الکاريکاتيرية، هي الاستفاده من المبالغة إلی حد کبير. أحد النماذج فی هذا المجال هو قصيدة (المنافسة) والتي يقول فيها: (لافتات 6، ص124)
أُعلِنَ الإضرابُ في دُورِ البِغاءْ/     البغايا قُلْنَ:/     لَمْ يبقَ لنا منْ شرفِ المِهنةِ إلاَّ الإدِّعاءْ !/     أبغايا نحنُ؟! كلَّا .. أصبحتْ مِهنتنا أَكْلَ هَواءْ!/     رَحِمَ اللهُ زماناً كانَ فيهِ الخيرُ مَوفوراً/       وكانَ العِهْرُ مَقصوراً على جِنْسِ النِساءْ!/       ما الذي نَصنَعُهُ ؟/      ما عادَ في الدنيا حَياءْ !/       كلما جِئنا لِمَبْغى فتحَ الأوغادُ في جانبه مَبْغَى/   وَسَمَّوهُ : اتّحادَ الأُدَباءْ !
يبالغ الشاعر في قصيدته (كيف تأتينا النظافة؟) إلی أن يقارن وزارات الثقافة في الدول العربية مع المراحيض ودورات المياه ويقول: (لافتات 6، ص18)
غَضِبَ اللهُ علينا/     و دَهتنا ألفَ آفَة/    منذُ أَبْدَلنا المَراحيض َ لدينا/    بِوزاراتِ الثَّـقافة!
8- التجاهل
التجاهل أو التظاهر بالحماقة ظاهرة شعرية يستخدمه الشاعر لبيان المشاکل وأحزانه في اطار الفکاهة والضحك. إنه يتظاهر بالجهل والحماقة فيحط من شأنه إلی أقل الدرجات. فالشاعر في هذا المجال لايَدَع موضوعا من المواضيع کالأوضاع الاجتماعية والسياسية وسوء المعيشة والفقر. إنه يخفي کلامه المتناقض وراء اللثام أو القناع. ولکن بعد التامل فی بواطن کلامه يظهر التناقض. ومن نماذج هذا النوع قصيدته باسم (الغزاة ) إذ يقول:(لافتات 5، ص 143)
الأصوليون قومٌ لا يحبون المحبة !/    ملأوا الأوطان بالإرهاب/    حتى امتلأ الإرهاب رهبة!/      ويلهم ..من أين جاؤوا؟!  كيف جاؤوا؟!/     قبلهم كانت حياة الناس رَحْبَةْ/     قبلهم ما كان للحاكم أن يعطسَ/     إلا حين يستأذن شعبه!/   وإذا داهمه العطس بلا إذنٍ/     تنحّى ورجا الأمّةَ أن تغفرَ ذنْبه/      لم يكن مِن قَبلهم رُعبٌ ولا قهْرٌ ولا جَرْحٌ ولا قَتْلٌ/      ولا كانت لدى الأوطان غُربه/       كانت الأوضاعُ حقّا ... مُستَتِبّة!/   ثم جاؤوا ..فإذا النكبةُ تأتينا على آثار نكبة!/        وإذا الإرهاب ينقضُّ على أنقاضنا من كُلِّ شُعبه/     الأصوليون آذونا كثيراً وافتروا جداً/     ولم يبقوا على الدولة هيبه/   فبحقِّ الأب والإبن وروح القدس/       وكريشنا وبوذا ويهوذا/       تُبْ على دولتنا منهم/     ولا تقبل لهم يارب توبة!
لو لم يعرف أحد خلفية أحمد مطر الفکرية لکان يتعجب من أفکاره. و من جانب آخر نری استئذان الحاکم عن الناس للعطاس! والواقع عکسه، لأن الحاکم مستبد عادة. کل هذا يدل علی نوع من التناقض. تناقضه في دعائه الأخير أعجب من الکل لأنه يذکر جميع المقدسات الخارجة عن الإسلام يعنی (الأب، والابن، وروح القدس، وكريشنا، وبوذا ويهوذا) وکأنه هو أحد الغربيين.
نماذج من هذا القبيل ليست بقليل في شعره. يتجاهل الشاعر وکأنه إنسان أبله کثير التصديق کما ورد في قصيدته (الصدمة) حيث قال: (لافتات 1، ص 124)
شَعَرْتُ هذا اليومَ  بالصَّـدْمَـهْ/     فعندما رأيتُ جاري قادِمَـاً/     رفعتُ كَفِّي نَحْوَهُ مُسَلِّمَاً/        مُكتفِياً بالصمتِ والبَسْمَـهْ/         لأنني أعلمُ أنَّ الصمتَ في أوطانِـنا حِكْمَـهْ/      لكنَّـهُ ردَّ عليَّ قائلاً عليكمُ السلامُ والرحمـهْ/      ورغمَ هذا لم تُسَجَّلْ ضِـدَّه تُهمَـهْ !/       الحمدُ للهِ على النِعمَـهْ/        مـنْ قالَ ماتَتْ عنـدنا حُريّــةُ الكِلْمَـهْ !
يُعرّف الشاعر نفسه وبالتقليل من قيمته کأنه أنسان ساذج بسيط لايتکلم إلا فی أمور بسيطة والذي شعاره و حکمته السکوت فيصل إلی غاية الجهل و الإفراط فی البساطة. إنه يتعجب لأن جاره ردّ سلامه فاعتبره دليلا علی الحرية  فاستغل عن هذا الانطباع بالعَجَب والبساطة.
9- المقارنة باستخدام الشخصيات القرآنية
قد يستخدم أحمد مطر الشخصيات القرآنية في کثير من قصائده ويستفيد منها حسب الظروف لبيان أغراضه الفکاهية. أحد النماذج فی هذا المجال هو قصيدته (الفتنة اللقيطة) التي استفاد من شخصيات کهابيل وقابيل ابنَيْ آدم عليه السلام لتصويره الفکاهي عن واقعنا المرير لـيُلْهمَ في المخاطب بأن اسرائيل جرثومة کل فساد ونفاق في العالم کله، حيث يقول: (لافتات 6، ص 15)
إثنانِ لا سواكما، والأرضُ ملك لكما/          لو سارَ كُلّ منكما بِخَطْوِهِ الطويلْ/   لما الْتَقَتْ خُطاكما إلا خِلالَ جِيلْ/         فكيف ضاقَتْ بكما فَكُنْتُما القاتلَ والقتيلْ؟/  قابيل.. يا قابيل!!!/ لو لم يجئْ ذكركما في مُحْكَمِ التنزيلْ/             لَقُلتُ: مُسْتحيل!/       مَنْ زَرَعَ الفتنةَ ما بينَكُما/            ولم تَكُن في الأرضِ إسرائيلْ؟
10- استخدام أشعار القدامی في أطار الفکاهة
يسعی أحمد مطر في کثير من قصائده ليجذب المخاطب من خلال اتيانه بالأبيات الشهيرة في ذاکرة المخاطب. فهو يغير تلک الأبيات بمهارة تامة ليعلن غرضه في بيان فکاهي لدی القاریء. من هذه النماذج نری البيتين من شاعر الحلة، صفي الدين الحلي(675 - 750 هـ) الذي قال:
1- سَلي الرِماحَ العَوالي عَن مَعالينا   واستشهدي البيضَ هل خابَ الرَّجا فينا
2See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=55332#sthash.eG88qqRa.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق