الثلاثاء، 25 مارس 2014

أنواع الأساليب:

أنواع الأساليب:
1- الأسلوب العلمي: وهو أهدأ الأساليب وأكثرها احتياجا إلى المنطق والفكر المستقيم لأنه يخاطب العقل ويناجي الفكر .
مميزاته: أسلوب دقيق معني باختيار الألفاظ بحيث تكون دالة ولا يختار كلمة إلا لمكانها بحيث تؤدي مرادها, والألفاظ الخيالية والعاطفية تكاد تكون معدومة فيه وأبرز مثال على ذلك الأسلوب الكتب المنهجية الدراسية.
2- الأسلوب الأدبي: وهو عكس الأسلوب العلمي وهو عامر بالأخيلة والصور والمؤثرات والعواطف وأبرز مثال على ذلك القصائد والكتب الأدبية والشعرية والقصص والروايات العامرة بالأساليب الخيالية المصطنعة.
- بعض العلماء يمزج بين الأسلوبين, ويمكن أن يقال عليه أسلوب علمي متأدب ومن أبرز أمثلته كتابات ابن القيم فأسلوبه مشرق علمي يكسوه الأدب وينزع إلى الأدبي, أما الجاحظ فأسلوبه يجنح إلى الأدبي, أما شيخ الإسلام ابن تيمية أسلوبه علمي متأدب وإن كان يجنح إلى الأسلوب العلمي الجاد ويلبس بعض عباراته وشاحاً أدبياً فهو عكس تلميذه ابن القيم.
3- الأسلوب الخطابي: يبرز فيه قوة المعاني والألفاظ والحجة والبرهان .. وينبغي أن يكون الخطيب على مستوى من اللغة العربية من حيث صحة التعبير وسلامته وبعده عن اللحن, ولابد للخطيب أن ينوع في أسلوبه ويحسن الاستشهاد وأن لا يطيل على الناس.

مقدمة عن علوم البلاغة :-
علوم البلاغة الثلاثة هي (المعاني والبيان والبديع) وهي مرتبة بهذا الترتيب من حيث تأسيس الجملة ومن حيث التأثير ومن حيث الحلية.
فعلم المعاني يتعلق بالتأسيس بحسب المقامات فهو أقرب ما يكون من النحو وإن شئت أن تقول أن علم المعاني بشكل خاص أو علم البلاغة بشكل عام هو نحو معلل.
- تعريف الخطيب البغدادي لعلم المعاني: هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال.
أما علم البيان فهو علم التصوير بشكل عام فهو يتعلق بالصورة المؤثرة وكيفية إيرادها بطرق مختلفة.
- تعريفه: هو علم يعرف كيفية إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه.
مثال : المعنى الواحد كالجود مثلاً أو الكرم أو الشجاعة يمكن أن يورد بعدة طرق كالتشبيه أو الاستعارة أو المجاز المرسل أو الكناية .
أما علم البديع فهو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام سواء من جهة لفظه أو من جهة معناه الموافق للمقام حتى يكون بديعاً.
أولا : علم البيان :-
المؤلفان قدما التشبيه بمعنى آخر قدما علم البيان على علم المعاني, وهذا لافت للنظر لأن أكثر البلاغيين قد قدموا علم المعاني بوصفه تأسيس للجملة العربية ثم ثنوا بعلم البيان ثم ثلثوا بعلم البديع.
إنما قدما التشبيه وهو أبرز فنون البيان وذلك قد يكون مراعاً فيه النظر إلى الفصاحة أي الوضوح والبيان والإشراق, ومن وجه آخر قد يكون المؤلفان نظرا إلى عمل الشيخ الجرجاني في تأليفه لكتاب "أسرار البلاغة" قبل تأليفه لكتاب "دلائل الإعجاز" , ومعلوم أن كتاب الأسرار معظم مباحثه في أصول علم البيان ثم ثنى بالدلائل الذي أدار عليه نظرية النظم في الإعجاز القرآني.
تعريف علم البيان: هو علم يعرف به كيفية إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة على ذلك المعنى.
 أبرز فنون علوم البيان:-
۱- التشبيه .
۲- المجاز (لغوي , عقلي)و اللغوي يدخل فيه المجاز المرسل والاستعارة.
۳-الكناية ويدخل فيه التعريض والرمز والإيحاء والإيماء.
التشبيه هو بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر, بأداة هي الكاف أو نحوها ملفوظة أو ملحوظة"
- التشبيه لغة من قولهم شُبِه الشيئ بالشيئ أي مُثِّل به والشبيه هو المثيل والنظير.
- التعريف الدارج للتشبيه هو تعريف الخطيب وهو: إلحاق أمر بأمر آخر في صفة أو أكثر بأداة ملفوظة أو ملحوظة.
- الكاف هي أكثر الأدوات دورانا على الألسنة, ومن الأدوات أيضا كأن.
◄ الفرق بين الكاف وكأن:
بعد الكاف يأتي المشبه به مباشرة . مثال: زيد كالأسد.
بعد كأن يأتي المشبه ثم المشبه به. مثال: كأن زيداً أسد.
◄قول المؤلف في التعريف"شارك غيرها صفة أو أكثر"
وذلك احترازاً من أن تكون المشاركة في كل الصفات , فالمشاركة في كل الصفات لا تكون تشبيها إنما هو عين الشيء .
كما ذكرنا سابقا لكل تشبيه أربع أركان:
طرفان رئيسيان: المشبه والمشبه به ويسميان ركنان أيضاً ولا يمكن حذفهما.
ركنان يمكن الاستغناء عنهما: أداة التشبيه ووجه الشبه.
مثال: زيد كالأسد في الشجاعة.
المشبه: زيد. المشبه به: الأسد. الأداة: الكاف. وجه الشبه: الشجاعة.
 وجه الشبه لابد أن يكون لائقاً مناسباً بين طرفي التشبيه لأنه هو الرابطة الحقيقية لإلحاق المشبه بالمشبه به.
 إذا تم حذف المشبه به أو المشبه فلا يعد ذلك تشبيهاً.
 إذا حُذِفت الأداة ووجه الشبه سمي تشبيهاً بليغاً. مثال: "أحمد أسد"
 إذا حُذِفت الأداة ووجه الشبه وأحد الركنين انتقل المقام من كونه تشبيها إلى كونه استعارة ولهذا عرفت الاستعارة بأنها "تشبيه حُذِف أحد طرفيه"
فإذا كان المحذوف المشبه كانت استعارة تصريحية.
وإذا كان المحذوف هو المشبه به كانت استعارة مكنية.
 إذا كان المشبه به مجهولاً لم يكن لذلك معنى في التشبيه إلا في المقام الذي يستدعى أمور مجهولة للتهويل أو التفخيم كما في قوله تعالى : (طَلْعُهَا كَأَنّهُ رُءُوسُ الشّيَاطِينِ) [سورة: الصافات - الأية: 65]
-أقسام التشبيه:
القسم الأول: التشبيه المرسل والإرسال من الإطلاق وهو ما ذكرت فيه الأداة.
مثال: زيد كالأسد في الشجاعة. الأداة مذكورة وهي الكاف .
القسم الثاني: التشبيه المؤكد وهو منا حذف منه الأداة.
مثال: زيد أسد في الشجاعة.
وسمي مؤكد لأنه لما حذفت الأداة كان هناك التصاق بين الخبر والمبتدأ فأدى ذلك إلى تأكيد أسدية زيد.
القسم الثالث: التشبيه المجمل وهو ما حُذِف منه وجه الشبه.
والإجمال تعني الاختصار والإيجاز. مثال: زيد أسد أو زيد كالأسد.
القسم الرابع: التشبيه المفصل وهو ما ذكر فيه وجه الشبه.
مثال: زيد كالأسد في الشجاعة.
القسم الخامس: التشبيه البليغ ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه.
مثال: زيد أسد أو محمد بحر.
وهذا النوع هو أبلغ أنواع التشبيه من حيث أنه قائم على الإيجاز وفي الوقت ذاته داخل في الإخبار.
 ترتيب أبلغية التشبيه :- تدريجياً بثلاثة مراتب:
۱-كون التشبيه مرسلاً مفصلاً (زيد كالبحر في العطاء).
٢-كون التشبيه مرسلاً مجملاً (زيد كالبحر). أو مؤكداً مفصلاً (زيد بحر في العطاء).
٣- كون التشبيه مؤكداً مجملاً (زيد أسد ) وهو التشبيه البليغ.
مثل قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ صُنْعَ اللّهِ الّذِيَ أَتْقَنَ كُلّ شَيْءٍ إِنّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [سورة: النمل - الأية: 88]
تشبيه مرور الجبال كمرور السحاب فحذفت الأداة وحذف وجه الشبه فهو تشبيه بليغ.
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه".
تشبيه المؤمن بالمرآة تشبيه بليغ حيث ذكر المشبه وهو المؤمن وذكر المشبه به وهو المرآة وحذف الأداة ووجه الشبه , والحديث يعكس حقيقى المؤمن فينبغي أن يكون مرآة لأخيه إن رأى فيه اعوجاجاً أو انحرافاً فعليه أن ينصحه.

تشبيه التمثيل: يسمى التشبيه تمثيلاً إذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد, وغير تمثيل إذا لم يكن وجه الشبه كذلك"
تشبيه التمثيل هو من أجود أنواع التشبيه وأروعها ,ووجه الشبه فيه بين المشبه والمشبه به صورة منتزعة من عدة أمور يضم بعضها إلى بعض فتعطي صورة رائعة كقوله تعالى في حق من يتعلم العلم ولا يعمل به فإن الله قد مثله بالحمار وذلك أخذاً من تمثيل اليهود بالحمار نفسه , قال تعالى: (مَثَلُ الّذِينَ حُمّلُواْ التّوْرَاةَ ثُمّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) [سورة: الجمعة - الأية: 5]
- الله عز وجل مثل حالة اليهود وقد أوتوا من الأحكام ما أوتوا في التوراة ولكنهم لم يعملوا بها فمثلهم كمثل الحمار البليد الذي حُمِّل كتبا وأسفارا فيها أنواع متعددة من الأحكام الشرعية وغيرها وهو لا يعلم عنها شيئاً, فنصيبه التعب والعرق والكدح فقط وليس له استفادة مما يحمله.
- والصورة في الآية لليهود ولغيرهم فهي تحذير للعلماء وطلاب العلم وغيرهم ممن يعلم شيئا ولا يعمل به فحذاري أن يكون كذلك.
- والصورة في الآية منتزعة من بين أمور نافعة متعددة فهي صورة قوم نزل عليهم التنزيل وفيه مصالحهم الدنيوية والأخروية ومع ذلك لم ينتفعوا بما فيه ولم يستفيدوا منه والغرض من التشبيه التمثيل والتحذير من مثل هذه الحالة.

التشبيه الضمني : القاعدة: تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب , وهذا النوع يُؤتَى به ليفيد أن الحكم الذي أُسنِد إلى المشبه ممكن."
هذا النوع من التشبيه سمي ضمنياً لأن طرفي التشبيه (المشبه والمشبه به) لا يصرح بهما على الطريقة المعتادة وكذلك الأداة ووجه الشبه , وإنما يلمح التشبيه في الكلام لمحاً, والغرض البلاغي كما قال المؤلف يُؤتَى به ليفيد أن الحكم الذي أُسنِد إلى المشبه ممكن.
مثال 1: بيت أبي تمام المشهور:لا تنكري عطل الكريم من الغنى ** فالسيل حربٌ للمكان العالي
في البيت يريد أن يبين أن الكريم لا يستقر في يده المال فهو ينفقه في وجوه الإحسان ومثاله الجبل الأشم إذا هطل عليه المطر لا يستقر الماء عليه ولا يعلوه وإنما ينزل إلى أسفل , فجاء بالمشبه به ليكون برهانا للسامع ليعلم أن ما نُسِب إلى المشبه واقع وما استدل به حقيقة مرئية.
مثال2: قول أبو العتاهية:ترجو النجاةَ ولم تسْلك مسالكها * * إنّ السفينةَ لا تجري على اليَبَس
في البيت يخاطب كل من يرجو النجاة ولم يسلك طرقها , فلا يمكن ان يتحقق له النجاة والدليل السفينة لايمكن ان تجري على اليابسة ولكن إن نزلت إلى الماء جرت , فمن يريد النجاة ويريد أن يكون صالحا مصلحا وعاقلا فعليه أن يأخذ بأسباب الصلاح والنجاة والسعادة.
- التشبيه المقلوب : القاعدة: التشبيه المقلوب هو جعل المشبه مشبها به بإدعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر"
التشبيه المقلوب كإسمه بأن يجعل الأديب المشبه مشبه به والمشبه به مشبها بإدعاء أن وجه الشبه في المشبه الذي صار مشبه به أظهر وأقوى وأمكن والقاعدة أن وجه الشبه في المشبه به أقوى وأمكن.
مثال 1: الأسد كزيد في الشجاعة
إدعاء أن الشجاعة وظهورها في زيد أقوى وأتم من الأسد , ومبنى الإدعاء هو المبالغة في إظهار شجاعة زيد .
مثال 2 : قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَالُوَاْ إِنّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرّبَا وَأَحَلّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرّمَ الرّبَا [سورة: البقرة - الأية: 275]
فهم بنوا كلامهم على التشبيه المقلوب لأنهم رأوا أن مسألة حل الربا لا نقاش فيها , وإنما الشك في البيع فشبهوا البيع بالربا , فرد الله عز وجل عليهم بالإسناد الصريح (إسناد فعل الحل للبيع , وإسناد فعل الحرمة للربا).

المؤلف" أغراض التشبيه كثيرة منها ما يأتي:
- بيان إمكان المشبه : وذلك حين يسند إليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر سببه. "
غالبا ما يكون ذلك في التشبيه الضمني كقول الشاعر:
فإن تفُق الأنام وأنت منهم ** ** فإن المسك بعض دم الغزال
ليس مستغرباً أن تكون متميزاً بين الخلق فهذا ممكن والدليل بأن المسك بعض دم الغزال فالغزال في أسفل بطنه صرة يجتمع فيها دم وحينما يعطى الغزال بعض أنواع المأكولات يصبح الدم مميز له رائحة رائعة يستخرج منه المسك, فأنت مميز بين الناس والدليل المسك الذي هو بعض دم الغزال مميز بين سائر الدماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق