الثلاثاء، 25 مارس 2014

الاستعارة والجناس والطباق ومعانيها

الاستعارة والجناس والطباق ومعانيها
أولاً: الاستعارة
ذلك من سنن العرب . هي أن تستعير للشيء ما يليق به ويضعوا الكلمة مستعارة له من موضع آخر . كقولهم في استعارة الأعضاء لما ليس من الحيوان : رأسُ الأمرِ رأسُ المال وجهُ النَّار عين الماءِ حاجِبُ الشَّمس أنفُ الجبل أنفُ الباب لِسانُ النَّارِ رِيقُ المُزْنِ يَدُ الدَّهرِ جَناحُ الطَّريقِ كَبِدُ السَّماءِ ساقُ الشَّجَرَةِ
وكقولهم في التَّفرُّق : انْشَقَّتْ عَصاهُمْ شالَت نَعامَتهم مرُّوا بين سنع الأرض وبَصرِها فَسا بينَهم الظِّربان
وكقولهم في اشتداد الأمر : كَشَفَتِ الحَرْبُ عن ساقِها أبدى الشَّرُّ عن ناجِذَيه حَمِيَ الوَطيسُ دارَتْ رحى الحَربُ
وكقولهم في ذكر الآثار العُلويَّة : افتَرَّ الصُبْحُ عن نواجِذَهُ ضَرَبَ بِعَموده سُلَّ سَيفُ الصُّبْحِ من غِمد الظَّلام نَعَرَ الصُّبحُ في قفا الليل باحَ الصُّبحُ بِسرِّهِ وهي نطاق الجوزاء انحَطَّ قِنْديلُ الثُرَيَّا ذّرَّ قرْن الشَّمس / ارتَفع النَّهار ترحَّلت الشَّمس رَمَتِ الشَّمس بِجَمَرات الظَّهيرَةِ بَقَلَ وجهُ النَّهار خَفَقَتْ راياتُ الظَّلام نَوَّرت حدائِقُ الجوِّ شابَ رأسُ الليل لَبِسَت الشَّمس جِلبابها قام خَطيب الرَّعد خَفَقَ قَلب البَرق انحَلَّ عِقْدُ السَّماء وَهَى عِقد الأنداد انْقَطَعَ شِريان الغَمام تَنفَّسَ الرَّبيع تَعَطَّرَ النَّسيمُ تَبَرَّجَت الأرضُ قَوِيَ سلطان الحرِّ آنَ أن يَجيشَ مِرْجَلُهُ ويثورَ قَسْطُلُه انْحَسَرَ قِناع الصَّيف جاشَت جُيوشُ الخَريفِ حَلَّت الشَّمس الميزان وعَدَل الزَّمان دبَّت عَقاربُ البردِ أقدمَ الشِّتاء بِكَلْكَلِه شابَت مَفارِقُ الجِبالِ يوم عبوسٌ قَمْطَرير كشَّرَ عن نابِ الزَّمْهَرير
وكقولهم في محاسن الكلام : الأدَبُ غِذاءُ الرُّوح الشَّباب باكورَةُ الحَياةِ الشَّيب عنوان الموت النَّار فاكهة الشِّتاء العِيال سوسُ المال النَّبيذُ كيمْياء الفَرَح الوحدة قَبر الحيِّ الصَّبر مفْتاحُ الفَرَج الدَّين داء الكرم النَّمَّام جسرُ الشرِّ الإرجافُ زَندُ الفِتنةِ الشُّكرُ نسيمُ النَّعيم الرَّبيع شبابُ الزَّمان الولَدُ ريحانَةُ الروحِ الشَّمس قَطيفَةُ المساكين الطِّيب لسانُ المُروءة.
ومن استعارات القرآن : " وإنَّهُ في أمِّ الكتاب " " لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرى ومَنْ حَولَها " " واخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ منَ الرَّحمَةِ " " والصُّبحِ إذا تَنَفَّس " " فَأذاقَها اللهُ لِباسَ الجوعِ والخَوفِ " " كُلَّما أوْقَدوا ناراً للحَربِ أطْفَأها الله " " أحاطَ بِهمْ سُرادِقُها " فَما بَكَتْ عَلَيهمُ السَّماءُ والأرضُ " " وامْرَأتُهُ حمَّالَةَ الحَطَبِ " واشْتَعَلَ الرَّأسُ شَيبا " " وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ " " فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذاب " " وَلَمَّا سَكَتَ عن موسى الغَضَبُ "
ومن الاستعارات في الأشعار العربية قول امرئ القيس :
فقلْتُ لهُ لمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ ... وأرْدَفَ أعْجازاً وناءَ بِكَلْكَلِ
وقول زهير :
وَعُرَّى أفراسُ الصِّبا ورواحِلُهْ
وقول لبيد :
إذْ أصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمالِ زِمامُها
فأما أشعار المُحدَثينَ في الاستعارات فأكثر من أن تُحصى
ثانياً: الجناس (التجنيس)
هو أن يجانس اللفظ في الكلام والمعنى مختلف كقول الله عزَّ وجلَّ : " وأسْلَمْتُ مَعَسُلَيمانَ لِلهِ رَبِّ العالَمينَ " وكقوله : " يا أسَفا على يوسُفَ " وكقوله : " فأدْلى دَلوَهُ " وكقوله تعالى : " فأَقِمْوَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّم " وكقوله عزّ وجلّ : " فَرَوْحٌ وَرَيحانٌ وَجَنَّةُ نَعيم " وكقوله تعالى : " وَجَنى الجَنَّتَينِ دانٍ "
وكما جاءَ في الخَبَر : الظُّلم ظُلُمات يوم القِيامة . آمِنٌ مَنْ آمَنَ بِاللهِ . إنَّ ذا الوجهَينِ لا يَكونُ وجيهاً عندَ الله
ولم أجد التجنيس في شعر الجاهليَّة إلا قَليلاً كقول الشَّنفرى :
وبِتْنا كأَنَّ النَّبْتَ حُجِّرَ فَوقَنا ... بِريحابَةٍ ريحَتْ عِشاءً وطُلَّتِ
وقول امرئ القيس :
لقد طَمَحَ الطَّمَّاحُ من بُعْدِ أرْضِهِ ... لِيُلْبِسَني من دائِهِ ما تَلَبَّسا
وقوله :
ولكنَّما أسْعى لِمَجدٍ مُؤَثَّلٍ ... وقد يُدْرِكُ المَجدَ المؤَثَّلَ أمْثالي
وفي شعر الإسلاميين المتقدمين كقول ذي الرُّمَّة :
كأنَّ البُرى والعاجَ عيجَتْ مُتونُهُ
وكقول رجل من بني عبس :
وذلكمْ أنَّ ذُلَّ الجارِ حالَفَكم ... وأنَّ أنْفَكُمُ لا يَعْرِفُ الأنَفا
فأما في شعر المُحدثين فأكثر من أن يُحصى
ثالثاً: الطباق
هو الجمع بين ضدين كما قال تعالى : " فَلِيَضْحَكوا قَليلاً وَلِيَبْكوا كَثيراً " وكما قال عزَّ وجلَّ : " تَحْسَبُهُم جَميعاً وقُلوبُهُمْ شَتَّى " وكما قال عزَّ وجلَّ : " وتَحْسَبُهُمْ أيقاظاً وهم رُقودٌ " وكما قال عزَّ من قائل : " ولَكُم في القِصاصِ حَياةٌ "
ومما جاء في الخبر عن سيِّد البشر صلى الله عليه و سلم : ( حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمكارِهِ والنَّارُ بِالشَّهوات ) ( النَّاسُ نِيام فإذا ماتوا انتَبَهوا ) ( كفى بالسَّلامَة داءً ) ( إنَّ اللهَ يُبْغِضُ البَخيلَ في حَياتِهِ والسَّخيَّ بَعْدَ موته ) ( جُبِلَتْ القُلوبُ على حُبِّ من أحْسَنَ إلَيها وبُغْضِ من أساءَ إلَيها ) ( احذَروا من لا يُرْجى خَيْرُهُ ولا يؤْمَنُ شَرُّهُ )
ومما جاء في الشعر قول الأعشى :
تَبيتونَ في المَشتى مِلاءً بُطونُكُمْ ... وجاراتكم غَرْثى يَبِتْنَ خَمائِصا
وقول عبد بني الحسحاس :
إن كنتُ عبداً فَنَفسي حُرَّةٌ كَرَماً ... أو أسْوَدَ الخَلقِ إني أبيضُ الخُلُقِ
وقول الفرزدق :
والشَّيبُ يَنْهُضُ في الشَّبابِ كأنَّهُ ... ليلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُ
وكقول البُحتري :
وأمَّةٌ كان قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطها ... دَهراً فأصْبَحَ حُسْنُ العَدْلِ يُرْضيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق