السبت، 29 مارس 2014

الاعجاز العلمي في قوله تعالي((والجبال أوتادا))

بسم الله الرحمن الرحيم
1) يقول الله سبحانه وتعالى: ( والجبال أوتاداً ) جاءت الآية في معرض من الله على عباده وبيان مظاهر قدرته وحكمته فيما أودعه من المنافع في هذه الجبال
• فالجبال – من حيث الوصف – مطابقة للأوتاد في أمور كثيرة، منها:يوجد جزء ظاهر فوق الأرض وجزء يغوص في باطن الأرض، وهما معاً يأخذان وضعاً مائلاً ويختلف الرسوخ في الأرض بحسب الصلابة والشكل وطبيعة الأرض ولابد من التشكيل بصورة معينة والدق على الأرض بقوة، كل ذلك كان معروفاً عن الأوتاد ولكنه كان مجهولاً عن الجبال واحتاج تفسيره إلى إجراء دراسات لم يقم بها العلماء ليكتشفوا أسرار الجبال إلا في عصور متأخرة
• أما عن وظائف الأوتاد فهي تثبت الخيام، فما هي وظيفة الجبال المجهولة التي تشابه وظيفة الأوتاد المعلومة، والتي لم يكتشفها علماء طبقات الأرض إلا منذ عهد قريب ؟ إن وظيفة الجبال هي التثبيت أيضاً.. إنها تثبت القشرة الأرضية التي تطفوا على باطن الأرض المنصهر، وذلك بجذورها المنغمسة في باطن الأرض، ولولا لطفت القشرة الأرضية وتحركت وانعدم ثباتها، وهذا مصدقاً لقول الله تعالى: ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) [سورة النحل] فالجبال ممسكات للقشرة الأرضية.. وهناك وظيفة أخرى للجبال لم تعرف إلا حديثاً وهي تثبت الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية، تماماً كما تقوم الأوتاد بتثبيت الخيمة، والغلاف الجوي هو بمثابة خيمة عظمى أوجدها الله سبحانه وتعالى لحماية الأرض
هذا ما قاله العلماء عن الإشارات العلمية التي تشير إليها الآيات القرآنية التي تتكون من كلمتين فقط، فهل هناك جدال حول ضرورة بيان إعجاز العلمي للقرآن الكريم ولينظر المتحفظون إلى تلك الحقائق العلمية التي دل عليها القرآن بالتشبيه البليغ
2) قول الله سبحانه وتعالى: ( والجبال أرساها ) [سورة النازعات] آية تشير إلى حقائق كونية حديثة الاكتشاف، والمدخل البلاغي الذي تكمن فيه الإشارة العلمية إلى تلك الحقائق هو كلمة (أرساها): فالرسو يشير إلى حالة من حالات الثبات يكون الجسم فيها طاف ومستقر فوق سطح السائل، وبحيث يكون الجزء الغاطس في السائل بالقدر الذي يتناسب مع حجم الجسم الطافي وثقله، فيما يعرف بقوانين الطفو والذي يحدث للسفن الراسيات على الماء بفعل قوانين الطفو يحدث للجبال التي تستقر عائمة راسية على الطبقة السائلة في باطن الأرض
فانظر كيف حملت كلمة ( أرساها ) تلك الحقائق العلمية التي ذكرها علماء طبقات الأرض بكثير من لتفصيل فيما يعرف ( بعلم وصف الجبال ) Orography"".. ونحن هنا نقول لمن ينكرون الإعجاز العلمي للقرآن الكريم:حكّموا عقولكم ولا تحكموا أهواءكم !!
3) قول الله سبحانه وتعالى: ( والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها ) [سورة النازعات] وفي تفسيره يقول المفسرون:أخرج من الأرض العيون والينابيع، وهذا هو المعنى القريب الذي يفهمه الناس جميعاً في كل الأزمان، وعن التعمق في فهم النص القرآني عرف المتخصصين أشياء أخرى كشفت عنها الأبحاث والدراسات في الأزمنة الحديثة، نذكرها باختصار فيما يلي:
أصبح هناك اعتقاد علمي بأن الماء على الكرة الأرضية في أول الأمر خرج من باطن الأرض نفسها على هيئة بخار الماء الذي قذفت به البراكين في بداية تكوين الأرض وتشكيلها والأرض بعد ذلك دحاها ) فالماء جاء من باطن الأرض بهذه الصورة في البداية
أما المياه الجوفية التي يتحصل عليها الناس من الآبار، وعلى شكل ينابيع فهي نتيجة لسقوط الأمطار على الأرض وتسريبها إلى الباطن، ثم خروجها بعد ذلك من الأرض، فتكون المياه في هذه الحالة ليست من ذات الأرض ولكنها من الأمطار التي سقطت عليها
وهنا يظهر الفارق الكبير بين فهم آيات القرآن الكونية بالمعنى اللغوي العام – ببساطته وسطحيته – وبين فهمها بالمعنى العلمي – بعمقه وحقائقه – مما يكشف عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.. ونقول لمفكري الإعجاز العلمي:تأملوا وتدبّروا !!
4) قول الله سبحانه وتعالىألم نجعل الأرض مهاداً ) [سورة النبأ] وفيه يقول المفسرون:وجعلنا الأرض مهداً لكم كالفراش، وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة (مهدا) أما علماء الكونيات فقد فهموا من الكلمة جملة من المعطيات العلمية التي توصلت إليها الاكتشافات الحديثة، والتي تندرج تحت الكلمة بالمطابقة السليمة بين المعنى اللغوي والدلالة العلمية، ونوجز ذلك فيما يلي:
كان سطح الأرض في الأزمنة السحيقة صلباً وخشناً وله بروز وغير مريح للإقامة وغير سهل للسير عليه، فتولته عناية الله سبحانه وتعالى بما سخره من عوامل التعرية التي قامت بتشكيل قشرة الأرض بدقة بالغة وبالشكل المناسب، وألقت التربة الناعمة على السطح لتصبح بمثابة الفراش ويصبح سطح الأرض مهداً..
وقد ورد بالقرآن نظائر كثيرة لكلمة ( مهاداً ) يفسر بعضها بعضاً وتزيد من الرؤية العلمية، ومنها [فراشاً، بساطاً، مهداً، قراراً، سطحت.. ]، وجاءت هذه الكلمات في آيات قرآنية موزعة على عدة سور منها الزخرف – طه – النازعات – البقرة – نوح – الرعد – الملك – الغاشية – الحجر – النبأ... الخ )
ولقد كانت التوافقية واضحة بين العلم وبين هذه المفردات القرآنية، مما يقرب إلى الأذهان مفهوم الإعجاز العلمي للقرآن ويؤكده.. ونقول للمنكرين للإعجاز العلمي:اقرؤوا وتدبروا !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق