بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ
| |
انتظرها،
| |
على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا
| |
انتظرها،
| |
بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ
| |
انتظرها،
| |
بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع
| |
انتظرها،
| |
بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ
| |
انتظرها،
| |
بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ
| |
انتظرها،
| |
ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها
| |
فانتظرها،
| |
وإن أقبلتْ قبل وعدها
| |
فانتظرها،
| |
ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها
| |
وانتظرها،
| |
لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها
| |
وانتظرها،
| |
لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها
| |
وانتظرها،
| |
لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً
| |
وانتظرها،
| |
وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها
| |
وانتظرها،
| |
ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ
| |
كأنَّكَ تحملُ عنها الندى
| |
وانتظرها،
| |
تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ
| |
كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما
| |
وانتظرها،
| |
ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً
| |
وانتظرها
| |
إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ:
| |
لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ
| |
فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى
| |
وانتظرها!
|
السبت، 22 مارس 2014
قصيدة درس من كاما سوطرا ل محمود درويش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق