السبت، 29 مارس 2014

تفسير سورة الحجرات (3) الآية الثّانية: من مظاهر الأدب مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم

تفسير سورة الحجرات (3) الآية الثّانية: من مظاهر الأدب مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقد قال الله عزّ وجلّ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}.
كانت تلك الحادثة - حادثة الخيّرين رضي الله عنهما - لها الأثر البليغ على صحابيّ آخر ..
كانت هذه الآيات عليه كالرّعد القاصف، والبرق الخاطف ..
إنّه خطيب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وخطيب الأنصار: ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه.
وهذه المنزلة يدلّ عليها ما رواه مسلم عن أنسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:" كَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ خَطِيبَ الْأَنْصَارِ ".
فما الّذي أصابَه ؟.. وما له لا يفتح بابَه ؟
روى البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن أنسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال:
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، جَلَسَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي بَيْتِهِ [ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ ]، وَقَالَ: أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ !
وَاحْتَبَسَ عنْ النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ[1] رضي الله عنه فقالَ:
(( يَا أَبَا عَمْرٍو، مَا شَأْنُ ثَابِتٍ ؟ اشْتَكَى ؟ )) قَالَ سَعْدٌ: إِنَّهُ لَجَارِي، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ بِشَكْوَى !
قَالَ: فَأَتَاهُ سَعْدٌ، فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ ثَابِتٌ:
أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْفَعِكُمْ صَوْتًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ !
فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدٌ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( اذْهَبْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ )).
قال أنسٌ:" فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ".
قال ابن القيّم رحمه الله:" فما الظنّ برفع الآراء ونتائج الأفكار على سنّته وما جاء به ؟!".
ولقد كان هذا حال الصّحابة رضي الله عنهم، فقد روى البخاري عن المسور بن مخرمة حين جاء عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ليبرم مع النبي صلّى الله عليه وسلّم صلح الحديبية، قال:
( جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم بِعَيْنَيْهِ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ:
أَيْ قَوْمِ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم مُحَمَّدًا ! وَاللهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ! وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ ! وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا ).
المسألة الأولى: شرح الألفاظ وبيان المعاني.
- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ): ذكر العلماء في تكرار النّداء فوائد منها:
أ) أنّ في ذلك بيان رحمة الله بعباده: ذلك لأنّ النّداء تنبيهٌ للمنادى؛ ليُقبِل على استماع الكلام، ويُقبل بقلبه عليه، كما في قول إبراهيم عليه السّلام لأبيه:{يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45)} [مريم].
وكقول لقمان لابنه مرارا في ثنايا وصيّته:{يـا بُنَـيَّ}..
ب) بيان أنّ الأمر في الآية الثّانية مقصود أيضا كالأمر في الآية الأولى، فهو من علامات أهل الإيمان، فعظّموه.
- ( لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ): ذلك لأنّه يدلّ على قلّة الاحتشام وترك الاحترام، لأنّ خفض الصّوت وعدم رفعه من لوازم التّعظيم والتّوقير.
ولقد ذكر العلماء حالتين اثنتين تلحقان برفع الصّوت عليه صلّى الله عليه وسلّم وهو حيّ:
أ) الأولى: ما ذكره ابن كثير في " تفسيره ": أنّه يحرم رفع الصّوت أيضا عند قبره، كما كان يُكره في حياته صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّه محترم معظّم حيّا وميتا ".
وقال القرطبيّ رحمه الله:" وقد كره بعض العلماء رفعَ الصَّوت عند قبره صلّى الله عليه وسلّم ".
ب) الثّانية: مقاطعة الحديث ورفع الصّوت على من يستدلّ بحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أثناء المحاورة والمناقشة:
قال ابن العربيّ رحمه الله في " أحكام القرآن ":" حرمة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ميتا كحرمته حيّا, وكلامه المأثور بعد  موته في الرِّفعة مثلُ كلامه المسموع من لفظه; فإذا قرئ كلامُه وجب على كلّ حاضرٍ ألاّ يرفع صوته عليه, ولا يُعرِض عنه, كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفّظه به .."
وزاد القرطبيّ فقال:" وكره بعض العلماء رفعَ الصّوت في مجالس العلماء تشريفا لهم إذ هم ورثة الأنبياء ".
- ( وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ ): قولان للمفسّرين:
الأوّل: وهو قول الأكثرين: أنّ المعنى: إذا خاطبتموه فلا تجهروا بكلامكم رافعين أصواتكم، فيكون معنى {لاَ تَجْهَرُوا لَهُ} أي لا تجهروا عليه، واللاّم بمعنى ( على )، كما يقال: سقط لفيه أي على فيه، ومنه قوله تعالى:{يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً}.
وعلى هذا يكون قوله تعالى:{وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} توكيدا لقوله:{لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}.
وهذا لم يرتضِه غيرهم، لأنّ التّأسيس مقدّم على التّوكيد، فقالوا:
الثّاني: المعنى: أي لا تنادوه كما ينادي بعضكم بعضا رافعين للصّوت منادين له باسمه، ولكن قولوا له قولا ليّنا فيع توقير وتعظيم.
وهذه الآية شبيهة جدّا بقوله تعالى - على أحد القولين -:{لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} [النّور: 63]. وهذا قول سعيد بن جبير والضحّاك ومقاتل.
وقال القرطبيّ:" أي: لا تخاطبوه: يا محمّد ! ويا أحمد ! ولكن: يا نبيّ الله ! ويا رسول الله ! توقيرا له ".
-( أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ ): كراهة أن تحبط أعمالكم، وهذا كثير في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى في السّورة نفسها:{أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ}، وقوله:{فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى}.
-( وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ): لا تعلمون.
وملخّص ما جاء عن علماء اللّغة أنّ مادّة شعر تدلّ على العلم، فـ( شَعَرَ ) بمعنى ( عَلِمَ )، و" ليت شعري " أي: ليت علمي حاصل، فحذف الخبر وهو كثير في كلامهم.
وأشعره الأمرَ وأشعره به: أعلمه إيَّاه، وفي التّنزيل:{وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: من الآية109]، أي: وما يدريكم ؟
و( المشعَر ): مكان الشّعائر، ومنه ( المشعر الحرام ) وهو بالمزدلفة، لأنّه من معالم الحجّ. ومنه قولنا: هذا شعار المسلمين وذاك شعار الكافرين، أي علامة عليه.
ومنه ( المشاعر ): وهي الحواسّ، لأنّها آلة الشّعور.
والشِّعر: هو الكلام المنظوم البليغ، قال ابن منظور: غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كلّ علم شعرا، كما غلب الفقه على علم الشّرع، والنّجم على الثريّا، ومثل ذلك كثير.
وأطلق العرب ( الشَّعر ) على ما ينبت على بشرة الحيّ لأنّه علامة على كمال نموّه وهو جنين.
المسألة الثّانية: كراهية رفع الصّوت.
دلّت الآية وسبب النّزول على تحريم رفع الصّوت على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وذكرنا الحالات الّتي تلحق بذلك.
ولكن هذا لا يعني أنّ رفعه مع غيره محمود، فإنّ رفع الصّوت مطلقا من غير حاجة من مساوئ الأخلاق أيضا، قال الله تعالى:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان:19].
قال ابن كثير رحمه الله:" أي لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه، ولهذا قال:{إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ} أي: غاية مَن رفع صوته أنّه يشبه بالحمير في علوّه ورفعه، وهو مع هذا بغيض إلى الله ".
وهذا التّشبيه بالحمير يقتضي تحريمه، وذمّه غاية الذمّ لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ، الَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ ))- رواه البخاري عن ابن عبّاس رضي الله عنه -.
قال القرطبيّ رحمه الله:" وهذه الآية أدب من الله تعالى بترك الصّياح في وجوه النّاس تهاونا بهم، أو بترك الصّياح جملة، وكانت العرب تفخر بجهارة الصّوت الجهير، وغير ذلك، فمن كان منهم أشدّ صوتا كان أعزّ، ومن كان أخفض صوتا كان أذلّ، حتّى قال شاعرهم:
جهير الكلام، جهير العطاس *** جهير الرّواء، جهير النـعم
فنهى الله سبحانه وتعالى عن هذه الخلق الجاهلية، بقوله تعالى:{إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ} أي: لو أنّ شيئا يهاب لصوته لكان الحمار فجعلهم في المثل سواء .."اهـ.
فعُلِم من هذا أنّ رفع الصّوت لفائدة، كنداء البعيد، أو كإعلان المعلنين، أو بيع البائعين لا يدخل تحت الذمّ، إنّما المقصود هو النّهي عن رفع الصّوت لغير حاجة.
ويزداد هذا الأمر قبحا إذا كان رفع الصّوت في بيوت الله، فقد كره السّلف رفع الصوت فيها، حتّى بالغ الإمام مالك رحمه الله ولم يُجز رفع الصّوت في دروس العلم !
ولقد روى البخاري ومسلم عن كَعْب بْن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ رضي الله عنه دَيْنًا لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ! حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم وَهُوَ فِي بَيْتِهِ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ وَنَادَى كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: (( يَا كَعْبُ ! )) قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ! فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ: ضَعْ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ. قَالَ كَعْبٌ رضي الله عنه: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ! قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( قُمْ فَاقْضِهِ )).
وفي صحيح البخاري عن السّائِبِ بنِ يزِيدَ قال: كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ، فَحَصَبَنِي رَجُلٌ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا عُمَرُ ابْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ. فَجِئْتُهُ بِهِمَا، قَالَ: مَنْ أَنْتُمَا ؟- أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا ؟ قَالاَ: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ. قَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم !
قال الحافظ رحمه الله: " قوله لو كنتما يدل على أنه كان تقدم نهيه عن ذلك وفيه المعذرة لأهل الجهل بالحكم إذا كان مما يخفى مثله ".
والله الموفّق لا ربّ سواه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق