الجمعة، 21 مارس 2014

وَأَمَّا إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ، وَهِيَ: إِنَّ، وَأَنَّ، وَلَكِنَّ، وَكَأَنَّ، وَلَيْتَ، وَلَعَلَّ))
الحروف الناسخة هي عكس عمل الأفعال الناسخة .. وهي أولا حروف وتلك أفعال ..

هذه الحروف الستة وهي ( إن وأن ولعل ولكن وكأن وليت )..ولم تذكر مع كان لأنها تختلف معها في الحكم .. لأنها تنسخ حكم المبتدأ وكان تنسخ حكم الخبر ..


ابن مالك لما ذكر حكم إن وأخواتها : فقال في الألفية

لـِ إن أن ليت لكن لعل ...كأن عكس ما لـِ كان من عمل

ثم جاء بأمثلة لـ أن وأخواتها مع اسمائها وأخبارها بشيء يشبه القصة ..فقال :

ك إن زيداً عالم بأني .........كفءٌ ولكن ابنه ذو ( كلمة غير مفهومة )

جاء بـ إن و زيدا اسمها وعالم خبرها ثم جاء بـ أن المفتوحة الهمزة والياء اسمها وكفء خبرها ثم جاء بـ لكن وابنه اسمها وذو خبرها

الحروف الناسخة تدخل على الجملة الإسمية المكونة من مبيتدأ وخبر فيسمى الأول اسمها والثاني خبرها ..

والفرق بين الحروف الناسخة وبين الأفعال الناسخة :

- الفرق الأول :الحروف الناسخة تنسخ حكم اسمها فتنصبه بعد إن كان مرفوعا وتبقي الخبر مرفوعا ..

- بينما الأفعال الناسخة تبقي اسمها مرفوعا وتنسخ حكم الخبر فتنصبه بعد إن كان مرفوعا ..

- الفرق الثاني : أن هذه حروف وتلك أفعال ..

والحروف الناسخة لا تخرج عن هذه الحروف السته فبعض طلبة العلم يخلط بين إن وأن فهما كلاهما في المعنى متشابهان للتوكيد ولكنهما في الاستعمال وفي الصورة يختلفان

فـفي الصورة الأول إن أم الباب مكسورة الهمزة وأختها أن مفتوحة الهمزة .. وأما في الاستعمال فـ إن تأتي في مطالع الجمل أو مطالع الكلام ..وأما أن تأتي في السياق .. بمعنى آخر جامع ( إن تدل على أن ما بعدها جملة وأن تدل على تأويل مابعدها أنه مفرد ))

العلماء فصلوا في مواضع إن لأنها خمسة وقالوا ما عداها فهي همزة مفتوحة ..

فإذا كان المقام مقام جملة فإن الهمزة ..همزة إن تكون مكسورة .. وإذا كان المقام مقام مفرد فإن الهمزة تكون مفتوحة ..

مثال : عند البدء بالكلام فإني أقول : إن أخاك مجتهدٌ فهنا جملة مركبة من مسند ومسند إليه فإني أأتي بـ إن ..

ولكن حين تأتي بجملة تكون في مقام الكلمة الواحدة مثل : أعجبني أنك مجتهدٌ .. لأني أريد فاعل لـ أعجب .. فكأن التقدير..أعجبني اجتهادك ..فلو أردت أن أصوغ هذه الجملة في مقام كلمة واحده ..فإني أأتي بـ أن المفتوحة الهمزة لذا قالوا (أن) حرف مصدري كأن التي تدخل على الفعل المضارع لأنها تأول بما بدأ بمصدر..

مثال : (أعجبني أنك كريم ..أعجبني كرمك) (أنك مجتهد فعل طيب .. اجتهادك فعل طيب)

فتقدرها مع اسمها وخبرها بكلمة واحدة الذي هو المصدروحين ذاك تأتي بها مفتوحة الهمزة

الخلاصة : إذا قدرت بكلمة واحدة و مصدر فتحت الهمزة و إذا قدرت في جملة كاملة كسرت الهمزة ..

فالإبتداء جملة .. والبدء بالصلة ( جملة الموصول ) أيضا جملة .. جملة اليمين كذلك جملة

عند الحكاية ..الخ هذه مواضع تكسر فيها الهمزة ( همزة إن )


مثّل المصنف بعد ذلك فقال ) تَقُولُ: إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ، وَلَيْتَ عَمْرًا شَاخِصٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ،)

قد يقول قائل هل هذه عمْر أم عُمر ؟

فنقول : الإجابة أن المقصود عمْر بسكون ( الميم ) والدليل وإن لم تضبط بالشكل أنها نونت وعُمر ممنوع من الصرف ومن ينون عمْر هو المصروف ولذلك هذه عمْر قطعا..

يقول المصنف : ((وَمَعْنَى إِنَّ وَأَنَّ لِلتَّوْكِيدِ، وَلَكِنَّ لِلِاسْتِدْرَاكِ، وَكَأَنَّ لِلتَّشْبِيهِ، وَلَيْتَ لِلتَّمَنِّي، وَلَعَلَّ لِلتَّرَجِي وَالتَّوَقُعِ.))

هنا يذكر معاني الحروف الناسخة وهو لم يذكر معاني الأفعال الناسخة .. وذلك لأن الأفعال الناسخة في باب كان وأخواتها تتشابه في معانيها لأنك لو قلت :

كان الرجل كريما ..وأضحى الرجل كريما ..وأصبح الرجل كريما ..وبات الرجل كريما فالمعنى متقارب ..

أما إن وأخواتها فمعانيها مختلفة : 1-إن وأن يشتركان في معنى التوكيد فتقول أبوك كريم وتريد أن تؤكد فتقول إن أباك كريم..

2-لكن للاستدراك ..فتقول محمد كريم لكنه فقير فإذا قلت محمد كريم.. يفهم السامع أنه غني..فأنت تريد أن تستدرك حال محمد الذي لا يعرفها السامع فتقول لكنه فقير

3- كأن للتشبيه ..والكاف لتشبيه بلا تأكيد فإن أردت التوكيد أكثر تقول كأن مثال : كأن الرجل أخوه يعني يشبه الرجل أخاه

4- ليت للتمني ولعل لترجي وقد مرت معنا قبل ذلك ..فالتمني طلب الشيء المستحيل الغير ممكن أو المتعسر .أما الترجي فهو طلب الشيء المرغوب فيه ممكن الحصول عليه لذلك قال لعل للترجي والتوقع أيضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق