الجمعة، 14 مارس 2014

الخصائص الاسلوبية للبارودي

الخصائص الاسلوبية للبارودي  


أولا من حيث اللغة والأسلوب:

1- الألفاظ والتراكيب:

أ- تراوحت ألفاظ الشاعر وتراكيبه بين الجزالة والسلاسة ،استخدم الألفاظ والتراكيب الجزلة لتلائم غرض

الفخر متأثرا بالشعر القديم وبيئته الحربية.

مثل:"اليراع المثقب"، "ترجحت به سورة"، " صدعت حفافي طرتيه"، خضت عبابه"

ب - استخدم الألفاظ والتراكيب السلسة في أبيات الحكمة ، في الموازنة بين نهجه في الحياة ونهج الآخرين مثل

قوله: " أسير على نهج يرى الناس غيره"، ولكنها الأقدار تجري بحكمها"، و "فرحة رب العالمين".



2- الأساليب الخبرية والإنشائية:

أ- اعتمد الشاعر في قصيدته على الجمل الخبرية، للتعبير عن معاني الفخر والاعتزاز بنفسه الأبيّة، وفروسيته،

وتميّزه عن الآخرين في النهج الذي يسير عليه. نحو:" سواي بتحنان الأغاريد يطرب" و"خلقت عيوفا".

ب- وظَّف الشاعر أسلوب الشرط ليقنع القارئ بصحّة الأفكار والمعاني التي عبّر عنها في سياق الإشادة بمناقبه.

مثل:" إذا ما ترجحت…..راح يدأب" و " ولو علم الإنسان……لأبصر".



3- المحسنات البديعية:

1- ورد في الأبيات استخدام بعض ألوان البديع مثل: التصريع في البيت الأول: "يطرب ويعجب" والطباق

في" تبدو وتغرب"

2- استخدم الشاعر المحسنات بعفوية دون تكلف، فالتعبير عن شدة المعركة استخدم الطباق لتأكيد المعنى

وتوضيحه.



ثانيا التصوير الفني:

1- التشبيه البليغ بقوله:" كوكب من الرأي" وبحر من الهيجاء.

2- [color=black]الاستعارة المكنية بقوله:" يملك سمعيه اليراع المثقب"وقوله:" المايا حواسر".[/color]

3- [color=black]المجاز المرسل في قوله:"لا أرى لابن حرة يدا".[/color]

4- [color=black]الكناية في قوله:" لها بين أطراف الأسنة مطلب " و"تظل به حمر المنايا وسودها حواسر" ."فما زلت حتى [/color]

بيّن الكرّ موقفي".



ثالثا: الموسيقا:

نظم الشاعر قصيدته على البحر الطويل "وهو ثنائي التفعيلة" علل ذلك

أعطى الشاعر متنفسا للتعبير عن مشاعره وأفكاره، والتزام الشاعر بوحدة الوزن والقافية إقتداءً بالشعراء السابقين.


التعليق على قصيدة البارودي


1- ما الغرض الشعريّ الذي ينتمي إليه نص الباروديّ؟

نص البارودي ينتمي إلى الغرض الشعريّ التقليديّ ( الفخر والاعتزاز ) ، فالشاعر افتخر بنفسه الأبيّة ، وبشجاعته وبطولاته ، وفروسيته.

2- تعدّ هذه القصيدة من شعر المعارضات.

أ- من عارض البارودي في هذه القصيدة؟

عارض البارودي في هذه القصيدة الشاعر العباسيّ ( الشريف الرضيّ ) في قصيدته التي مطلعها :
لغير العُلا مني القِلى والتجنّبُ **** ولولا العُلا ما كنت في الحبُّ أرغبُ



ب- هل كانت معارضات البارودي للقدماء انسلاخاً من عصره ، وتجاربه الخاصَّة ؟ وضِّح ذلك.

إنّ إعجاب البارودي بالشعر القديم ، ومحاكاته له لم يكن انسلاخاً من عصره ، وتجاربه الخاصّة ؛ لأنّه لم يذبْ في معارضاته للقدماء ، بل ظهرت شخصيته بوضوح ، كما أنّ هذه المعارضات لم تمنعه من التجديد الشعري ، كالصياغة الشعريّة ، والذاتيّة في الشعر ، والتطرق إلى أغراض شعريّة جديدة ، واستخدام ألفاظ معاصرة .وكأنّ البارودي قصد من وراء معارضاته الشعريَّة مجاراة لكبار شعراء العربيّة ؛ إدراكاً منه أنّه في عصر عز فيه نظيرهم.

3- ما نوع التجربة في هذا النص؟ ولماذا؟

تجربة النص ذاتيَّة شخصيّة؛ لأنَّه افتخر بنفسه الأبيّة ، واعتز بفروسيته وشجاعته.

4- ما العاطفة المسيطرة على الشاعر في النص؟

تسيطر على الشاعر عواطف ذاتيّة صادقة ، تتمثّل في الاعتزاز في النفس ، وكراهية الذل والمهانة ، والإعجاب بمكارم الأخلاق ، كما تظهر العاطفة الدينيّة في أبيات الحكمة التي خُتم بها النص. وقد انعكست هذه العاطفة - بشكلٍ واضح - على الأفكار والألفاظ والتصوير.

5- تراوحت ألفاظ الشاعر وتراكيبه بين الجزالة والسلاسة. وضِّح ذلك.

تراوحت أساليب الشاعر وتراكيبه وألفاظه بين الجزالة والسلاسة ، فاستخدم الألفاظ والتراكيب الجزلة ؛ لتلائم غرض الفخر متأثّراً بالشعر القديم ، وبيئته الحربيّة ، مثل : ( اليراع المثقّب ، ترجّحت به سوْرة ، صدعتُ حفافي طرّتيه ، خُضت عُبابه ) ، كما استخدم الألفاظ والتراكيب السهلة في أبيات الحكمة ، وفي الموازنة بين نهجه في الحياة ، ونهج الآخرين ، مثل : ( أسير على نهج يرى الناس غيره ، لكنّها الأقدار تجري بحكمها ، فرحمة ربّ العالمين ).

6- تشيع الحكمة في النص. فلماذا ؟

تشيع الحكمة في نص الباروديّ ، فوجدنها مثلاً في الأبيات : ( 5 ، 7 ، 14 ، 15 ، 16 ، 17 ) ، وقد أكثر البارودي منها ؛ لتأكيد أفكاره ، وليبيِّن أن ما يذكره يعتبر قضايا عامَّة تنطبق عليه كما تنطبق على غيره.

7- في النص ما يدل على ثقافة الشاعر الدينيَّة. وضِّح ذلك.

جاءت الأبيات الأخيرة من النص مفعمة بالعاطفة الدينيّة الصادقة ، المنطلقة من الإيمان بقضاء الله وقدره ، الذي لا مفرّ منه ، وفي ذلك دلالة واضحة على الثقافة الدينية للبارودي ، مختتماً نصّه بدعاء الشاعر وطلبه الرحمة لكل إنسانٍ عرف طريق الحق والصواب وسار عليه.

8- هل توفّرت في النص الوحدة الموضوعيّة؟

نعم ، لقد توفّرت في النص الوحدة الموضوعيّة ، فأفكاره كلها تدور في محور واحد ، وهو الفخر بالنفس الأبيّة ، والاعتزاز بالشجاعة والفروسيّة.

9- لفت الشاعر - في مطلع قصيدته انتباه المتلقّي من خلال التصريع. عرّفه ، مبيّناّ قيمته.

( التصريع ) في مستهل القصيدة هو أول ما يلفت الانتباه ، وقد أتى به الشاعر ؛ سيراً على عادة الشعراء القدماء ، وهو تماثل الحرف الأخير بين شطري البيت ، له وقه موسيقي جميل على النفس ، فيوقظها ويحفزها لعملية التلقّي.

10- لماذا آثر الشاعر استخدام الأساليب الخبريَّة ؟

آثر الشاعر استخدام الأساليب الخبريَّة ؛ للتعبير عن معاني الفخر والاعتزاز بنفسه الأبيّة وفروسيته ، وتميّزه عن الآخرين في النهج الذي يسير عليه.

11- لماذا وظّف الشاعر أسلوب الشرط ؟

وظّف الشاعر أسلوب الشرط في أكثر من بيت ؛ ليقنع القارئ بصحّة الأفكار والمعاني التي عبّر عنها في سياق الإشادة بمناقبه ، ومن أمثلة أساليب الشرط ، ( ومن تكن العلياء .... فكلّ الذي يلقاه ) ، ( إذا ترجّحت به ... راح نحو ... ).

12- من الظواهر الأسلوبيّة اللافتة في نص البارودي استخدام أسلوب النفي من أجل الإثبات. وضِّح ذلك.

استخدم الشاعر النفي من أجل الإثبات كما ورد في البيت الأوّل ، فهو ينفي عن نفسه الطرب لأصوات الغناء ، وينفي عن نفسه الجري وراء اللهو اللذات ، قاصداً من ذلك إثبات العكس ، وهذا أمر لافت ، وظاهرة أسلوبيّة فيها خروج عن المألوف ، وقد جاء الإثبات بعد ذلك على شكل تقرير - كالبيت الثالث - بعد أن هيّئ المتلقّي ، وحفزه عن طريق التشويق ؛ لأنّ النفي يثير حب الاستطلاع في النفس.

13- رسم الشاعر صورة كليّة فنيّة جميلة في الأبيات ( 10 – 13 ). وضِّح ذلك.

نعم ، لقد رسم الشاعر صورة كليّة فنيّة جميلة للمعركة الحامية الوطيس التي خاضها ، مركزاً على فروسيته وصموده في أرض المعركة ، والموت الذي يتخطّف الفرسان ، والسيوف التي تبدو وتغرب ... ، وقد اتضحت من خلال هذه الصورة عناصر : أ- اللون ، مثل : ( الصفيح المشطّب ، حمر المنايا وسودها ، بيض الظبا )

ب- الحركة ، مثل : ( خضت ، تتقلّب ، توسطته ، الظبا تبدو وتغرب ، الكرّ )

ج- الصوت ، ونستنتجه من خلال أصوات السيوف المتشابكة ، وصهيل الفرسان ، وخيولهم ... )



14- اتضحت الموسيقا بنوعيها في النص. وضِّح ذلك

نعم ، لقد اتضحت الموسيقا بنوعيها في النص ، كالآتي :

أوّلاً : عناصر الموسيقا الظاهرة ( الخارجيَّة ) :

أ- وحدة الوزن : فالنص جاء على البحر الطويل ، وهو ثنائي التفعيلات.

ب- وحدة القافية : فقافية جميع أبيات النص ، هي الباء المضمومة.

ج- التصريع : في البيت الأوّل باتفاق الحرف الأخير (الباء المضمومة) بين شطري البيت الأوّل ( يطربُ ، ويُعجبُ )

ثانياً : عناصر الموسيقا الظاهرة ( الخارجيَّة ) :

أ- اختيار الألفاظ الموحية. ب- البعد عن التكلّف في المحسِّنات البديعيّة.

ج- جودة الأفكار وترابطها. د- روعة الخيال وجماله.

هـ صدق العاطفة.

15- تتضح بعض سمات شخصيَّة البارودي من خلال النص. اذكرها.

أ- صاحب منهج خاص في الحياة ، يقوم على عزّة النفس ، ورفض الذل والهوان ، كرم الأخلاق ، والسعي للوصول إلى المعالي مهما كلفه ذلك من ثمن. ب- فارس شجاع ، وشاعر موهوب. ( ربّ السيف والقلم )

ج- واسع الثقافة الدينيّة والعربيَّة الأصيلة. د- حكيم مجرّب ، صاحب خبرات عميقة في الحياة.

16- ما الخصائص الفنِّيَّة لأسلوب البارودي؟

أ- البعد عن المحسِّنات البديعيَّة البعيدة عن التكلُّف.

ب- روعة التصوير وجماله ، والتأثر في بعضه بالخيال القديم.

ج- ترابط الأفكار وتسلسلها.. د- قوة العبارات وإحكام صياغتها.

هـ ملائمة الألفاظ للعاطفة المسيطرة على الشاعر. و- شيوع الحكمة في النص.

ز- التركيز على الأساليب الخبريّة. ح- سلامة الأسلوب وسهولته.

ط- ظهور أثر الثقافة الدينية ، والثقافة العربيّة الأصيلة.

17- ما أبرز ملامح المحافظة على القديم ؟ وما أبرز ملامح التجديد في النص ؟

* من أبرز ملامح المحافظة على القديم :

أ- الحرص على وحدة الوزن والقافية. ب- انتقاء الألفاظ القويَّة.

ج- الإكثار من الحكمة. د- الغرض الشعريّ للنص تقليديّ.

هـ الحرص على التصريع في البيت الأوّل. و- استخدام الصور المنتزعة من البيئة القديمة.

* من أبرز ملامح التجديد :

أ- التحرر من المحسِّنات المتكلفة. ب- توفّر الوحدة الموضوعيّة.

ج- الترابط الفكريّ والشعوريّ.

18- يعتبر البارودي رائد مدرسة الإحياء والبعث. فماذا في النص من خصائصها ؟

في النص بعض الخصائص الفنيَّة لمدرسة الإحياء والبعث ، من أبرزه :

أوّلاً : الخصائص الموضوعيّة :

أ- أصالة الألفاظ، وقوة العبارات.

ب- التطرق إلى غرض شعري تقليديّ ( الفخر والاعتزاز )

ج- التأثر بالخيال القديم وبمعانيهم وألفاظهم.

ثانياً : الخصائص الفنيّة :

أ- التمسك بالتقاليد الشعريّة التي سار عليها القدماء من حيث بناء القصيدة ، والبدء بالتصريع ، وأسلوبها ، وموسيقاها.

ب- الحرص على وحدة الوزن والقافية.

ج- الاهتمام ببلاغة الأسلوب ، وتجويد الصياغة ، وانتقاء الألفاظ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق