الجمعة، 21 مارس 2014

التشبيه المقلوب

التشبيه المقلوب

قد يعكس التشبيه، فيجعل مشبها به وبالعكس فتعود فائدته إلى المشبه به، لادِّعاء أن المشبه أظهر من المشبه به في وجه الشبه.
ويسمى ذلك (بالتشبيه المقلوب) أو المعكوس نحو: كأن ضوء النهار جبينه ونحو: كأن نشر الروض حسن سيرته ونحو: كأن الماء في الصفاء طباعه كقول محمد بن وهيب الحميري:
وبدا الصباح كأن غرته :::: وجه الخليفة حين يمتدحشبه غرة الصباح بوجه الخليفة أيهاما أنه أتمَّ منها في وجه الشبه وكقول البحتري في وصف بركة المتوكل:


كأنها حين لجت في تدفقها:::: يدُ الخليفة لما سال واديها

وهذا التشبيه مظهر من مظاهر الافتنان والإبداع، كقوله تعالى حكاية عن الكفار: " إنما البيع مثل الربا"
في مقام أن الربا مثل البيع عكسوا ذلك لايهام أن الربا عندهم أحل من البيع، لأن الغرض الربح وهو أثبت وجودا في الربا منه في البيع، فيكون أحق بالحل عندهم .

ومن التشبيه المقلوب قوله عز وجل " أفمن يخلق كمن لا يخلق " فإن مقتضى الظاهر العكس لأن الخطاب للذين عبدوا الأوثان وسموها آلهة تشبيهاً بالله سبحانه وتعالى فقد جعلوا غير الخالق مثل الخالق فخولف في خطابهم لأنهم بالغوا في عبادتها وغلوا حتى صارت عندهم أصلاً في العبادة، والخالق سبحانه فرعاً فجاء الإنكار على وفق ذلك،
ــــــــــــــــــــــــــ
يقرب من هذا النوع ما ذكره الحلبي في كتاب (حسن التوسل) وسمَّاه " تشبيه التفضيل" وهو أن يشبه شيء بشيء لفظا أو تقديرا ثم يعدل عن التشبيه لادعاء أن المشبه به . كقول الشاعر:
حسبت جمالها بدرا منيرا... وأين البدر من ذاك الجمال .
------------------------------------------- 
لغـة حباها الله حرفاً خــــالداً :::: فتوضعت عبقاً على الأكوان
وتلألأت بالضاد تشمخ عزةً :::: وتسيل شهداً في فم الأزمــــان
فاحذر أخي العربي من غدر المدى ::::واغرس بذور الضاد في الوجدان
ولئـن نطقت أيـاً شقيقي فلتقـل :::: خيـر اللغات فصاحة القرآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق