أشكال التشبيه البليغ
يقع التشبيه البليغ في الكلام على أربعة أشكال:
الشكل الأول : و فيه بأتي التشبيه على شكل مفعول مطلق
هجم الجندي هجومَ الأسد.

( و ترى الجبال تحسبها جامدةً و هي تمرُّ مرَّ السحاب ).


المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

هجم الجندي + هجومَ الأسد ( مفعول مطلق ) +
حال مرور الجبال + مرّ السحاب ( مفعول مطلق ) +
و معنى ذلك: أنَّ الجبالَ ستُرَى يوم ينفخ في الصور و هي تسير في الهواء محمولةً كسير السحاب الذي تدفعه الرياح.
الشكل الثاني ـ و هو الذي يكون فيه المشبه به مضافا إلى المشبه.

لبس وليدُ ثوبَ العافية.


المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

العافية + ثوبَ( مضاف ) +
و التقدير: لبث ولدُ العافيةَ كثوبٍ جميلٍ.
و قال الشاعر: إنَّ بنـيَّ ضرجونـي بــالدم مـن يلـق آسـادَ الرجـالِ يُكْلَـم

المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

الرجال + آساد ( مضاف ) +


الشكل الثالث ـ و هو الذي يكون المشبه به في التشبيه البليغ حالاً.


حملَ القائدُ على أعدائِه أسدًا.


المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

القائدُ + أسدًا ( حال ) +

الشكل الرابع ـ و يأتي الشبيه البليغ على شكل مبتدأ و خبر.

حديثك شهد.

المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه

حديثك ( مبتدأ ) + شهدٌ ( الخبر ) +

شـاع بؤسُ الأطفـالِ و البـؤسُ داءٌ # لـو أُتيـحَ الطبيـبُ غـيرُ عضـال


أنِّ بؤسَ الأطفالِ لا يكونُ داءً عضالاً لو أنه وُجِدَ من يعالجهُ و ذلك بالقضاء على أسبابه.



تقدير الأداة في التشبيه البليغ

إنَّ تقدير الأداة في التشبيه البليغ المكوَّن من المبتدأ و الخبر يأتي على نوعين:
النوع الأول ـ لا يصعبُ فيه تقدير الأداة ، و ذلك إذا كان المشبه به خبرًا مفردًا غير مضاف.
و معنى ذلك: إذا قلتَ : حديثُكَ شهرٌ. فإنك تقول عندَ تقدير الأداة : حديثك كالشهر.
النوع الثاني ـ و هو الذي يكون فيه المشبه مبتدأً، و المشبه به خبرًا مكوّنًا من مضاف و مضاف إليه.
و هذا النوع يستعمل في أسلوبين:
إذا كان مضاف إليه معرفةً فإنه يجوز عند تقدير الأداة الإبقاءُ على المضاف إليه كما هو، أو تقديمه على المضاف.
و معنى ذلك: إذا قُلْتَ: أنتَ حصنُ الضعفاء.
فإنك تستطيع أنْ تقولَ: أنتَ كحصنً للضعفاء. أو أنت للضّعفاءِ كحصن.
ما إذا كان المضاف إليه نكرة فإنه عند تقديم الأداة لا يجوز فيه إلاَّ وجهٌ واحد، و هذا الوجه هو: أن تقدّم المضاف إليه على المضاف.
و معنى ذلك: إذا قُلْتَ: أنت بحرُ بلاغةٍ. فإنك تقول: أنت في البلاغةِ كبحر.