الجمعة، 14 مارس 2014

الخطابة وخصائصها وأنواعها



الخطابة وخصائصها وأنواعها


سوف نتطرق في هذا المقال لموضوع الخطابة وخصائصها وأنواعها وكل ما يخصها لكن في البداية لنتكلم بشكل عام عنها .الخطابة فن قديم استخدمها العرب في أيام الجاهلية، وهذه الطريقة هي الأكثر اقناعاً وتأثيراً وإنتشاراً، و استخدمت الخطاية كوسيلة للإرشاد و النصح في أمور الحياة والدين والمبادئ والقيم والمذاهب حيث تؤدي إلى إثارة حماس الناس لفكرة، أو الإستعداد لحرب، أو السلم وحقن الدماء.


إلا أن الخطابة بعد الإسلام أصبحت أكثر بلاغة وحكمة بما كان يتوخاه الخطباء الإستعانة بأسلوب القرآن واقتباس الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، فأوجب الإسلام عليهم خطباً في المناسبات الإسلامية كصلاة الإستسقاء و صلاة العيدين والجمع الأسبوعية.

من أهم الأماكن المناسبة للخطابة هي المسجد ,حيث يلتقي فيه المسلمون خمس مرات في اليوم والليلة, ولا يوجد مجلس أفضل وأصلح منه للخطابة.


قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: وكان -صلى الله عليه وسلم- لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله... وكان يخطب قائماً... وكان يختم خطبته بالاستغفار)


محتويات

١ تعريف الخطابة : تعريف فن الخطابة
١.١ الخطابة اليونانية
١.٢ الخطابة في العصر الجاهلي
١.٣ الخطابة في العصر العباسي
١.٤ الخطابة في العصر الحديث
١.٥ أنواع الخطابة
١.٦ أجزاءالخطبة
١.٧ خلاصة
١.٨ مراجع

تعريف الخطابة : تعريف فن الخطابة

الخطابة هي القابلية على صياغة الكلام بأسلوب يمكِّن الخطيب من التأثير على نفس المخاطب .

وقد عرفها أرسطو بأنها (قوة تتكلف الإقناع الممكن) .
وقال ابن رشد الخطابة هي : (قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأشياء المفردة).
وقد عرفت أيضا بأنها : (فن مشافهة الحضور للتأثير عليهم واستمالتهم).


هناك تعريف اخر للخطابة وهو أنها نوع من الفنون النثرية فائدتها التأثير و الإقناع بحضور الجمهور المتلقي .

هناك ثلاثة أمور يجب الإهتمام بها في الخطابة وهي :


1) مواصفات المؤدي (الخطيب):
أن يمتلك الخطيب عمق وإدراك وفهم للحياة ومدى سبره لغورها وفهمه لأحوالها.
والمواصفات الشكلية من حيث حسن النبرة و جهارة الصوت.
وأن يكون حسن المظهر
.

2)مواصفات الأداء(الإلقاء):
الإهتمام بالأداء والإلقاء المحكم والتقليل من الأمور المنفرة مثل السعال و التنحنح والتأتأة والتردد والتكرار الممل والحركات العشوائية و صياغة الكلام بأسلوب جامع لقواعد اللغة من نحو وبلاغة وشامل لأصول المعالجة المنطقية والعلمية للأمور .

3)مواصفات النص الملقى :
يجب أن يكون النص سهل اللغة وعدم إستخدام الكلمات العامية .
أن لا يكون النص طويل و لا قصير "خير الأمور أوسطها".



الخطابة اليونانية

يعود الفضل الأول في إرساء الخطابة واستنباط فنونها إلى اليونانيين قبل الميلاد ويعود اهتمام اليونانيين بالخطابة لارتباطها بطبيعة الحياة اليونانية التي غلبت عليها المجادلات الفلسفية والسياسية وشيوع حالة الحرية الفردية والتعبير عن الرأي ، وقد كان لظهور مجموعة من المتكلمين الذين عُرفوا بالسفسطائيين لتميزهم بالقدرة على الخطابة المؤثرة والإلقاء المحكم الدور الكبير في تطور الخطابة اليونانية مما جعل الخطابة مهنة يسعى إليها من يريد البلوغ إلى المراتب العليا من طبقات المجتمع .
ويُعد مؤلَّف الخطابة لأرسطو أول مؤلَّف جامع ومنظِّر لعلم الخطابة .

وقد بلغت الخطابة ذروتها في العهد الروماني حيث برز خطباء مشهورون مثل : شيشرون وافتتحت العديد من المدارس الخاصة بتعليم الخطابة .

الخطابة في العصر الجاهلي

أما الخطابة في العصر الجاهلي كان لها حظ وافر عند العرب لتمتع اللغة العربية بالفصاحة والبيان التي مثلت الجانب الأهم فيما ورد من خطب ذلك العصر .
من خطباء ذلك العصر : قس بن ساعدة الإيادي ، وخارجة بن سنان خطيب داحس والغبراء ، وخويلد بن عمرو الغطفاني خطيب يوم الفجار ، وأكثم بن صيفي .

وبطلوع فجر الإسلام على الجزيرة العربية نشطت الخطابة واشتدت الحاجة إليها لاحتياج الدين الجديد للتبليغ في نشر وإقناع الناس في دعمه ، كما كان للخطابة الأثر البالغ في جميع مراحل تطور الدعوة من استنفار الهمم للجهاد والدفاع عن الدين ضد الكائدين والمتربصين به وتبليغ أحكامه وتعاليمه للمسلمين .
وأصبحت للخطابة في ظل الإسلام مواسم وأوقات كخطبتي العيدين وخطبة الجمعة
.

الخطابة في العصر العباسي

بلغت الخطابة أعلى ما يمكن أن يصل إليه علم من اهتمام ورعاية وإنتاج في العصر العباسي .
حيث لم يكتفِ بما توفر من تجارب عند العرب بل ترجموا ما كان عند غيرهم من آداب الخطابة وفنونها إلى العربية .
ومن الكتب المهمة التي ترجمت في هذا العصر كتاب الخطابة لأرسطو الذي ترجمه إسحاق بن حنين وعلق عليه الفارابي .

وكان لظهور الفرق الكلامية خصوصاً المعتزلة أكبر الأثر في ازدياد رونق الخطابة .

الخطابة في العصر الحديث

بالرغم من تطور وسائل الاتصال الجماهيري وتنوع أشكالها في العصر الحديث لم تفقد الخطابة رونقها بل ازدادت أهميةً لقدرة وسائل الاتصال الجديدة من أجهزة التلفاز والمذياع المرتبطة بالأقمار الصناعية من تعميم الخطاب على عدد هائل من سكان المعمورة .
والخطابة اليوم خصوصاً الخطابة السياسية والدينية تُعد من أكثر أنواع الخطابة تأثيراً في الجماهير .


أنواع الخطابة


1) الخطبة الوعظية(الدينية)
2) الخطبة الإحتفالية
3) الخطبة السياسية
4) الخطبة القضائية
5)الخطبة الإجتماعية
6)الخطبة الحربية

أجزاءالخطبة


1) المقدمة
2)العرض (السرد)
3)المناقشات
4)الملاحظات الثانوية
5)الخاتمة (الخلاصة)


خلاصة
الخطابة موهبه عظيمة ونعمة كبيرة ، و سبقنا المجتمع الغربي إلى وضع نظم و قواعد وأصول هذا الفن لكن العرب القدماء سبقوا جميع الأمم في حسن الخطابة و إتقان و روعة الأداء.
حيث يقولون عن الخطابة : أن تقول فلا تبطئ . . . وأن تصيب فلا تخطئ.

  1. الخطــــــــــــــــــــا بة

    لغةً: مصدر خطب يخطب أى باشر الخطبة كما فى اللسان (1).

    واصطلاحاً: قد عرفت بتعريفات كثيرة منها تعريف "أرسطو" بأنها: القدرة على النظر فى كل ما يوصل إلى الإقناع فى أى مسألة من المسائل (2).

    وعرفها ابن رشد بأنها: قوة تتكلف الإقناع الممكن فى كل واحد من الأشياء المفردة (3).

    وعرفها بعض المحدثين بأنها: نوع من فنون الكلام غايته إقناع السامعين واستمالتهم والتأثير فيهم بصواب قضية أو بخطأ أخرى (4).

    وعرفت بأنها: علم يقتدر بقواعده على مشافهة الجماهير بفنون القول المختلفة لإقناعهم واستمالتهم (5).

    والخطابة ضرورة اجتماعية تفرضها الظروف، وتعبر عن المجتمع بوجه عام، وكل الأمم فى حاجة إليها، بل إن المواقف المجيدة فى تاريخ الأمم مدينة للخطباء الذين عبروا عن قضاياهم أصدق تعبير، وأثروا فى مجتمعاتهم أعظم التأثير.

    والخطابة أنواع كثيرة منها:

    الخطابة العلمية، والخطابة السياسية، والخطابة العسكرية، والخطابة الدينية، والخطابة الاجتماعية، والخطابة القضائية، والخطابة الحفلية.

    وللخطابة طرق للتحصيل وعوامل للرقى، فمن طرق تحصيلها:
    الموهبة والاستعداد الفطرى، ودراسة أصول الخطابة، ودراسة كثير من كلام البلغاء، وحفظ الكثير من الألفاظ والأساليب، وكثرة الاطلاع على العلوم المختلفة، والتدريب والممارسة.

    أما عوامل رقيها فمنها:
    الحرية، وطموح الأمة إلى حياة أرقى وذلك- مثلاً- إذا ما تفشى فى أمة من الأمم سخط على نظام قائم ووجدت إرادة فى التغيير إلى الأفضل، والتاريخ القديم والمعاصر يشهدان لهذا، والتغيرات الدينية والسياسية والاجتماعية، والحروب والثورات، وكثرة الأحزاب والتكتلات مع تنازعها، والرغبة فى إصلاح ذات البين.

    وفن الخطابة له أصول يتعلق بعضها بالخطيب ويعضها بالخطبة.

    فأما ما يتعلق بالخطيب فأهمه: الموهبة ورباطة الجأش، وسلامة الصوت من العيوب، وطول النفس، وحسن الوقفة، وحسن استخدام الإشارة فى موضعها المناسب، والسمت الذى يستميل سامعيه.

    وأما ما يتعلق بالخطبة فأهمه: براعة الاستهلال، ووفرة المحصول من مختلف أساليب البيان، والتنقل بين الإنشائية والخبرية، ووضوح المعانى من خلال قصر الجمل، وملاحظة تقسيم الخطبة، ثم موضوع الخطبة، ثم الختام الذى يجب أن يشتمل على جمل يسهل تردادها وتذكرها بعد انتهاء الخطيب من خطبته وخاصة فى النوعين السياسى والدينى من الخطابة.

    هذا وتجدر الإشارة إلى بعض الأسماء من الخطباء الذين خلد التاريخ ذكرهم مثل: "ميرابو" و سحبان وائل " و قس بن ساعدة" و "واصل بن عطاء" فى القديم، ومثل "غاندى" و "مصطفى كامل " و سعد زغلول" فى الحديث (6).

    وللخطابة علاقة وثيقة بغيرها من العلوم، فبالنسبة للعلوم الإنسانية: لها علاقة وثيقة بعلم المنطق، وعلم النفس وخاصة علم نفس الجماعة، وعلم الاجتماع. وبالنسبة للعلوم الإسلامية: فهى تتصل بكل هذه العلوم، والعلوم الإسلامية تفيد علم الخطابة بصفة عامة والخطابة الدينية بصفة خاصة.

    ومن أهم ما يحتاجه الخطيب من العلوم الإسلامية ومصادرها: القرآن الكريم، والسنة النبوية، ومقارنة الأديان، ومعرفة الأحكام الفقهية ومصادر التشريع، والعلم بالتاريخ الإسلامى. ولا تخفى علاقتها. أيضا. بالشعر والأدب، والكتابة، والأخلاق والسياسة (7).

    أ. د/ عبد الصبور مرزوق

    المراجع

    1- لسان العرب، لابن منظور مادة (خطب) 1/ 360، دار صادر بيروت ط 3.

    2- الخطابة لأرسطو 1/90 طبعة القاهرة 1950 م- تعريب د إبراهيم سلامة

    3- تلخيص الخطابة لابن رشد ص 15

    4- الخطابة وفن الإلقاء د. أشرف محمد موسى ص 7- ط الخانجى بالقاهرة 1978 م.

    5- الخطابة: د. يوسف محمد يوسف عيد ص 21- مطبعة الفجر الجديد ط1 1992 م.

    6- انظر الخطابة لأرسطو. وفن الخطابة للدكتور أحمد الحوفى، والخطابة السياسية فى مصر من الاحتلال البريطانى إلى إعلان الحماية. رسالة ماجستير للدكتور عبد الصبور مرزوق

    7- انظر: فن الخطابة وإعداد الخطيب للشيخ على محفوظ، دار الاعتصام 1984م - الخطابة أصولها، تاريخها، مقارنتها بغيرها، تطبيقاتها للدكتور يوسف محمد يوسف عيد، مطبعة الفجر الجديد، ط 1 992 1 م- فى بلاغة الخطاب الإقناعى- محمد العمرى، دار الثقافة بالدار البيضاء. ط 1- 1986 م.



  2. تعريف الخطابة :هي فن مشافهة الجمهور وإقناعه واستمالته والتأثير فيه .

    أنواعها :
    تتنوع الخطب بحسب موضوعاتها إلى ما يلي :
    خطب دينية: وهي ما يلقى في الجمع ، والأعياد ،والاستسقاء ، والدعوة والإرشاد .
    خطب سياسية : وهي ما يلقى في المحافل السياسية أو المؤتمرات واللقاءات الدولية.
    خطب حربية : وهي ما يلقى بين الجند لتحميسهم وحثهم على الجهاد ، والدفاع عن الوطن .
    خطب محفلية : وهي ما يلقى في المحافل والمناسبات العامة ، ويدخل فيها ما يلقى في المناسبات المدرسية

    الشروط التي ينبغي توافرها في الخطيب :
    1.أن تكون مخارج الحروف سالمة من العيوب .
    2.أن يكون صوته جاهرًا يمكّنه من إسماع جميع الحاضرين .
    3.أن يكون على علم ودراية بنفسيات المستمعين لمخاطبتهم بما يناسبهم .
    4.أن يكون حسن المظهر ، بحيث يحظى باحترام الناس وتقديرهم .
    5.أن يلون صوته حسب الموضوع ، وحسب نوع الخطبة
    6.أن يكون جريئًا في مواجهة الناس ، وإبراز تعابير الوجه ، واستخدام الإشارات اللازمة باليد وغيرها ، وتوجيه الخطاب للجميع، وتوزيع النظرات في جميع الاتجاهات .

    مواصفات الخطبة :
    1.ألا تكون طويلة مملة ولا قصيرة مخلة ، بحيث تركز على الموضوع الرئيس وتستوفيه حقه .
    2.أن تكون ذات وحدة موضوعية ، بأن تدور حول فكرة معينة أو موضوع خاص .
    3.أن تكون ذات أسلوب مناسب لأحوال المستمعين .
    4.حسن اختيار الموضوع بأن يكون من الموضوعات غير المكررة ليجذب اهتمامهم وإنصاتهم .
    5.استخدام الجمل القصيرة التي يقل فيها استخدام الروابط ؛ لئلا يلقى المستمعون عنتًا في متابعة الأفكار .
    6.الاعتماد على الجمل الإنشائية المثيرة والمجددة لنشاط المستمعين ( الأمر ، النهي ، الاستفهام ، التعجب ، النداء ... ) .
    7.الاستشهاد بالآيات والأحاديث وأقوال الحكماء شعرًا ونثرًا والقصص والأحداث التاريخية ؛ للتدليل وأخذ العبر .

    عناصرها :
    تتكون الخطبة من عدة عناصر على النحو التالي :
    1ـ المقدمة : ولها أهمية كبيرة ؛ لأنها تعد السامعين لموضوع الخطبة ، وللمقدمة الجيدة مواصفات منها :
    •أن تكون متصلة بالموضوع ممهدة له .
    •أن تكون مشوقة تجذب المستمعين إلى موضوع الخطبة .
    •أن تناسب الخطبة طولاً وقصرًا .
    ومن أنواع المقدمات التي تستخدم في الخطب :
    •البدء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله .
    •التمهيد للموضوع بما يشعل حماس المستمعين ويثير شوقهم إليه .
    •البدء بآية أو حديث أو حكمة أو مثل أو شعر يوحي بالموضوع .
    •طرح مجموعة من الأسئلة المثيرة .
    2 ـ العرض : وهو صلب الخطبة ، وإذ أمكن للخطيب أن يستغني عن المقدمة ، فإنه لا يمكن له الاستغناء عن العرض الذي يحسن أن يتصف بما يلي :
    •الوحدة الموضوعية .
    •الترتيب والتسلسل والترابط المنطقي للأفكار .
    •التدرج في العرض من الأهم فالمهم ، ومن العام إلى الخاص ...
    •الوضوح التام في المقاصد والغايات .
    •التدليل والاستشهاد على الأفكار وصحة الآراء .
    •الإكثار من أساليب الإثارة والتشويق .

    3 ـ الخاتمة : ويحسن أن تتصف بما يلي :
    •ألا تكون بعيدة عن موضوع الخطبة ؛ لأنها امتداد له .
    •إيجاز أهم ما ورد في الخطبة .
    •التعبير بأساليب مغايرة عما جاء في العرض .
    •أن تكون عباراتها قوية لتهز مشاعر المستمعين .
    •أن تكون قصيرة لينتهي المستمعون وهم في ميل إلى الاستزادة .

هناك 4 تعليقات: